دمشق تدين اتهامات واشنطن لها باستخدام الكيميائي

أدانت وزارة الخارجية السورية الاتهامات الأميركية لدمشق باستخدام أسلحة كيميائية في الغوطة الشرقية، مؤكدة أنها تأتي بعد فشل واشنطن في تمرير مشاريع قراراتها ضد سورية في مجلس الأمن.

وأفاد مصدر مسؤول في الوزارة لوكالة «سانا» بأن «هذه التصريحات الأميركية التي قال أصحابها أنفسهم إنها لا تستند إلى أدلة تثبت صحتها في الوقت الراهن والادعاءات بأن الدولة السورية قد استخدمت غاز الكلور تارة وغاز السارين تارة أخرى تثبت أنها لا تعدو كونها أكاذيب مبنية على روايات مَن سمّتهم الإدارة الأميركية شركاءها على الأرض».

وأضاف المصدر أن وزارة الخارجية ترى أن «هذه الادعاءات الأميركية تزامنت دائماً مع الجهود التي تُبذل لإنهاء هذه الحرب على سورية والتوصّل إلى حلّ سلمي بين السوريين من دون أي تدخّل خارجي».

وتابع: «تعيد حكومة الجمهورية السورية مرة أخرى تأكيدها بأنها ضد استخدام هذا النوع من الأسلحة في أي مكان وفي أي زمان وتحت أي ظرف كان»، موضحاً بأن دمشق سبق وأن أكدت تسليمها كامل مخزونها إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

وصرّح وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس الجمعة الماضي أن الولايات المتحدة قلقة وتبحث في تقارير عن استخدام الحكومة السورية غاز السارين، مضيفاً أنه لم تحصل على أدلة على استخدام دمشق «للسارين».

وأضاف ماتيس أن الحكومة السورية استخدمت مراراً غاز الكلور كسلاح، وقبل ذلك أعلنت واشنطن أنها مستعدّة لبحث اتخاذ إجراء عسكري إذا اقتضت الضرورة لردع دمشق عن شن هجمات كيميائية.

على صعيد إسقاط الطائرة الحربية الروسية، أكد النائب في مجلس الدوما الروسي فيكتور فولوداتسكي أمس، أن قوات المهام الخاصة السورية تقوم بعملية في منطقة وجود المسلّحين الذين أسقطوا طائرة سو 25 الروسية الأخيرة في إدلب، مشيراً إلى أن قوات جوية روسية تقوم بتغطية العملية من الجو.

وتابع النائب الروسي لوكالة «سبوتنك» «في حال تم العثور على قطع من هذا المضاد للطائرات، سنتمكّن بواسطة الأرقام والمصدر من المعرفة في أقرب وقت من أين أتى ومن أي مصنع، وكيف وصل إلى هناك».

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت إسقاط طائرة سو 25 تابعة لها في إدلب السورية بصاروخ مضاد للطائرات، كما أكدت استشهاد طيارها، مشيرة إلى التعاون مع السلطات التركية من أجل استعادة جثة الطيار.

وفي السياق، أعلن البنتاغون أن الولايات المتحدة لم تزوّد حلفاءها في سورية بأسلحة «أرض جو»، وأنها ستدرس المعلومات عن إسقاط الطائرة الروسية باستخدام منظومة مضادة للطائرات محمولة على الكتف.

وفي تصريح صادر عن المتحدّث باسم البنتاغون، إريك بيهون، لوكالة «نوفوستي» الروسية، قال: «الولايات المتحدة تركز على قتال تنظيم داعش جنباً إلى جنب مع الحلفاء في سورية.. الولايات المتحدة لم تمد أياً من القوات الحليفة في سورية بأي أسلحة أرض جو ولا تنوي القيام بذلك في المستقبل».

وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت إن قواتها قصفت بشكل مكثف منطقة إسقاط المقاتلة الروسية سو- 25 في ريف إدلب.

وأضافت الدفاع الروسية أن 30 مسلحاً من «جبهة النصرة» قتلوا في قصف صاروخي على منطقة إطلاق الصاروخ على المقاتلة الروسية.

وأوضحت الوزارة أن المعلومات الأولية، تشير إلى أن الطائرة أسقطت من قبل مسلحين بصاروخ محمول على الكتف أثناء تحليقها فوق منطقة تخفيف التصعيد في إدلب.

وكان النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي، فرانز كلينتسيفيتش، أعرب عن اعتقاده بأن إرهابيي «جبهة النصرة» حصلوا على صواريخ محمولة مضادة للطائرات بمساعدة واشنطن.

من جهتها، أقرّت الولايات المتحدة مجدداً بـ «الشراكة والتحالف» القائم بينها وبين التنظيمات الإرهابية في سورية.

وقال المتحدّث باسم وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون إريك بيهون في حديث لوكالة سبوتنيك تعليقاً على إسقاط طائرة روسية مقاتلة بصاروخ محمول على الكتف من قبل التنظيمات الارهابية بريف محافظة إدلب إن «الولايات المتحدة لم تزود أيا من القوات الشريكة في سورية بأسلحة أرض جو» زاعما أنه «لا نية لها للقيام بذلك في المستقبل».

وفي سياق ميداني آخر، أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية استعادة قرية بلبل شمال مدينة عفرين، وصدّ هجوم على قرية حمام في ريف جنديرس.

جاء ذلك بعد معارك خاضتها الوحدات مع فصائل ما يُسمّى بـ «الجيش الحر» العميل لتركيا، على وقع استمرار الغارات والقصف التركي.

هذا فيما أعلنت هيئة الأركان التركية عن مقتل 5 جنود أتراك في هجوم نفّذته وحدات حماية الشعب الكردية على دبابة تركية في عفرين.

وكانت الوزارة التركية أعلنت قبل ذلك مقتل جنديّين إثنين أحدهما في اشتباكات مع عناصر وحدات حماية الشعب، والآخر في هجوم على المنطقة الحدودية في كيليس.

من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان إن القوات التركية تتقدّم نحو منطقة عفرين شمال غرب سورية، وإنها بدأت بالسيطرة على الجبال هناك، مضيفاً «لم يتبقَّ إلا القليل للوصول إلى تلك المنطقة»، بحسب قوله.

وخلال كلمة له أمام أنصار حزب العدالة والتنمية في ولاية بيتليس جنوب شرق تركيا، أعلن أردوغان عن القضاء على 825 مقاتلاً خلال 14 يوماً ضمن عملية «غصن الزيتون» التي يشنّها الجيش التركي داخل الأراضي السورية، كما وجّه الرئيس التركي كلامه للقوات الكردية في سورية قائلاً «قلنا لكم إن زعزعتم أمن شعبنا فستكون طائرات إف 16 فوق رؤوسكم، وستدمّر مروحيّاتنا ومدفعيّتنا ودباباتنا أوكاركم».

وتابع «نعلم أن وراء المنظمات الإرهابية قوىً خارجية تدعمهم، وهناك من أبناء جلدتنا مَن يدعمهم، ولكننا نحن أحفاد السلاطين العثمانيين ولدينا أسود يحاربون في عملية غصن الزيتون»، بحسب نعبيره.

الرئيس التركي أشار إلى أن الهدف من العملية التركية هو «جعل الشمال السوري منطقة آمنة تسمح بعودة اللاجئين إلى مناطقهم وقراهم». ولفت إلى أن «القوات المسلّحة التركية تقف جنباً إلى جنب مع «الجيش الحر» في مكافحة التنظيمات الإرهابية شمال سورية»، مشدداً على أنه «لن يُسمح للإرهابيين أن يلتقطوا أنفاسهم لأن ذلك يعني تهديد مواطنينا وأمنهم»!

إلى ذلك، أحكمت وحدات من الجيش السوري سيطرتها على 3 قرى جديدة بريف حماة في إطار عملياتها المتواصلة لتطهير ريف المحافظة من التنظيمات الإرهابية.

وذكر مصدر في حماة أن وحدات الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة تابعت عملياتها ضد إرهابيي تنظيم «داعش» بريف منطقة سلمية الشرقي وأسفرت خلال الساعات القليلة الماضية عن إحكام السيطرة على قرية الجديدة.

وأفاد المصدر بأنه وسط الانهيار الكبير في صفوف مجموعات إرهابيي «داعش» لم تمض ساعات حتى استعادت وحدات من الجيش السيطرة على قريتي أم حريزة وسميرية بعد عمليات مكثفة نفذتها على تحصيناتهم وبؤرهم بالريف الشرقي ذاته.

وتنفذ وحدات من الجيش منذ نحو 3 أشهر عملية عسكرية في المنطقة الممتدة بين أرياف حماة وإدلب وحلب لاستئصال تنظيم جبهة النصرة الإرهابي أسفرت حتى الآن عن السيطرة على العديد من القرى والبلدات والمواقع الاستراتيجية كان آخرها استعادة السيطرة أمس، على قريتي معصران وتل طوقان التي تقع غرب مطار أبو الضهور بنحو 15 كم وعلى قرى كفر حداد وزيارة المطخ ووريدة وزمار وتلة وريدة بريف حلب الجنوبي بعد تكبيد تنظيم جبهة النصرة التكفيري خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى