مايا حبيقة لـ«البناء»: رُبّ إعلامٍ رفع من شأن مؤدّين ووأد مطربين!
حاورتها: رنا صادق
أصالة الغناء منسيّة في أيام نعايش فيها صخب النشاز ورداءة الكلام وسوء اللحن. موجةٌ اعتاد عليها اللبنانيون، لا بل ضاقوا ذرعاً بها. فتراهم بين الفينة والأخرى، في أوقات فراغهم قبيل الغروب، عائدين بسياراتهم بعد يومٍ شاقّ، يتحسّسون كبسة المذياع يبحثون بين تردّدات الراديو عن أغنية منعشة جديدة وعذبة، تردّ عنهم صخب النهار وتعب العمل، وتحملهم إلى الغيوم، وتنسيهم مأساة الوضع الاجتماعي والسياسي والمعيشي، والفساد المتفشّي المعاش، ناهيك عن النفايات المرميّة على طول الشاطئ والساحل اللبنانيَّين.
اشتقنا، وتُقنا للفرادة، للمثالية والعذوبة، تلك الصفات التي تذكّرنا بكبار المغنّين والملحّنين، الذين تركوا بصماتهم حتى اليوم، مع مخزون موسيقيّ كثيف خُلّد في نفوسنا، وبات تاريخاً موسقيّاً عربياً عريقاً.
يعمد البعض ـ خصوصاً شركات الإنتاج ومتعهّدو الحفلات ـ إلى استخدام المغنّي كسلعة تجارية مربحة، ومكسب مالي. هي حقيقة ليست مخفيّة. وذلك من خلال تقديمه إلى الجمهور على أنّه مغنّي موضة العصر، مع العلم أنّه لا يمتّ إلى الفنّ بِصلة أو علاقة. بيد أنّ قلّة قليلة من المنتجين، تُبرز مواهب شبابية رائعة، لا تستغلّ موهبتها، أو تهيّئ لها الأجواء المريحة للانتشار والتوسّع، الأمر الذي يحتّم على هذه المواهب، إمّا التوجّه نحو العمل والإنتاج الفردي، أو ممارسة مهنة أخرى، ليبقى الغناء، موهبة فقط.
مايا حبيقة اختارت الطريق الأصعب. قرار الغناء والعمل الفرديّ الذي لم يكن سهلاً.
مايا، شابة عذبة الصوت، لا تنتظر الفرصة، وتعاونت مع أخيها جاد حبيقة في كتابة كلمات أغنياتها، تلحينها وتوزيعها. وفي رصيدها عدد من الأغاني، كان أوّلها ألبوم «ورد» المؤلف من ثماني أغنيات. وهي تعمل حالياً على ألبومين سيبصران النور قريباً.
ترعرت مايا وسط عائلة موسيقيّة بحت، تربّت على أسس الغناء الأصيل. فوالدها صاحب صوت فريد لطالما غنّى وإياها أغاني الكبّار، أمثال عبد الوهاب، أمّ كلثوم وفيروز. لكنّه لم يعتمد على الغناء في حياته.
إلى جانب والدها، كان عمّها عازف الكمان الموسيقار رفيق حبيقة، الذي نصحها دائماً بالابتعاد عن الفنّ لأن طريقه شاقّ ومؤلم. لكنّ تلك الشابة الحيوية لم تنفك عن تحقيق حلمها، لا بل حقيقتها في الغناء وتقديم ما هو أفضل.
مايا حبيقة، ليست صوتاً ملائكياً بحدّ ذاته، بل صوت الملائكة في كلّ واحد منّا. إحساسها تخطّى المعقول، وموهبتها زارت الغيوم تكراراً. تعطي الفرح في سكون الهدوء، وتُكسب اللحن انسياباً يراقص الكلمات. تلامس بطراوة صوتها القلبَ، وتمسكه بيدها على أثير زهرة البيلسان.
كاملة الأوصاف، متعدّدة المواهب، صاحبة صوت فريد، عمدت إلى تقديم الأغنية اللبنانية بطريقتها الخاصة، ما ميّزها عن سواها، في هيكلية تقديم الأغنية إن كان من ناحية اللحن والعزف، والمزج بين الموسيقى العربية والغربية، أو من ناحية تقديم فحوى الأغنية واستمدادها من الواقع المعاش، والحالات التي يمرّ بها الشباب اللبناني.
بين الفنّ الرسالة والفنّ الوسيلة!
في لبنان أربعة مليون نسمة تقريباً، وفيه مليون «فنّان» على حدّ اعتبارهم . يقدّمون فنّاً هابطاً أو دون المستوى، وذلك من أجل مصالح ومطامع خاصة، لا لتقديم الأغنية وصناعة تاريخ وترك بصمة لدى الجمهور.
فما عادت الشهرة هي الهدف، بل بات الفنان يدخل في الوسط الفنّي لسهولة حصوله على مبتغاه، الذي لا يصبّ لا في مصلحة الفنّ على العموم، ولا في مصلحة تقديم رسالة إلى الجمهور.
وسط هذه الفوضى، أرادت مايا حبيقة إزاء ذلك كلّه، أنّ تصرّ وتعمل وتجتهد، رغم هذه العوائق، من أجل الحصول على فرصة، ليست فرصة شهرة، إنّما فرصة البصمة، وهذا ما يختلف بين مغنٍّ ناجح وآخر. كما أنّ هذا الهدف الذي وضعته مايا نُصب عينيها، آل أن يصبح تاريخاً للأجيال اللاحقة.
جيل الثمانينات والتسعينات، جيل مثقّف، يهوى ما هو قديم، تربّى على الأصالة. لذا، كفى اتهامات تُكال لهذا الجيل بأنّه جيل «بايظ» باللهجة المصرية . هو جيل يعرف ما يريد، جيل عايش الحروب والانكسارات، تربّى على الطرب الأصيل، تأثّر بالأغنية التراثية والكلاسيكيّة، وعايش الأغنية الخفيفة، لكن القائمين على الفنّ لا يقدّمون له شيئاً من مطلبّاته الموسيقيّة، بحجة أنّ ما يُقدّم هو «موضة العصر».
للحديث عن مشاكل الفنّ عموماً وتجربتها الفنّية خصوصاً، كان لـ«البناء» لقاء عذب مع الفنانة مايا حبيقة، للتعرّف أكثر إلى مشوارها الفنّي المنفرد وصعوباته.
شغف الموسيقى منذ الصغر
لا تذكر مايا حبيقة وقتاً محدّداً لبدايتها في مشوراها الغنائي، فقد ولدت وسط جوّ موسيقيّ، عالم فنون. اكتسبت هذا الغوص الفنّي والغنائي. سُحرت حبيقة بصوت والدها الذي لطالما دُهشت بجمال غنائه.
هذا الشغف الموسيقي لدى حبيقة برز قبل أن تتقن التعبير عنه، فهي اكتسبت هذا التفاعل مع الموسيقى لاإرادياً بطريقة أشبه بالفطرة. ذكرياتها مليئة بالموسيقى. فعلى وقع كلمات أغنية «أنا في انتظارك»، اكتشفت تلك الصغيرة، أثناء مشيها مع والدها في الحديقة، أنّ الأغنية ليست مجرّد كلمات، بل هي كلمات لها معنى وقصة. لذا، تركت هذه الأغنية أثراً كبيراً لدى حبيقة الفتاة الصغيرة، ما جعلها تردّدها دائماً في حفلاتها.
«ورد»، ألبومها الأول الذي أبصر النور ولاقى انتشاراً واسعاً، إذ تقول عن سبب اختيار هذا الاسم عنواناً للألبوم: بالحقيقة، جاد أخي هو الذي اقترح هذا العنوان، والسبب أنّ الأغنيات الموجودة فيه، تردّد كلمات تخصّ الورد والزهر والورق الأحمر، تقريباً في سبع أغنيات من أصل ثمانٍ، على هذا الأساس اخترنا «ورد».
هذا الألبوم، هو بداية الحلم، كما تصفه حبيقة، تعاطت معه كالحلم الذي بات حقيقة، وما أجمل تلك اللحظات حين يترجم حلم الإنسان إلى حقيقة. ما زالت مايا تتذكّر تفاصيله، من التسجيل إلى طبع الأقراص المدمجة وعرضه في السوق، كلّها شكّلت تجربة مايا الفنّية التي صارت حقيقة. هو أشبه بعمل إنتاجيّ فطريّ كما تصفه.
«ع َبواب حبيبي»، الأغنية التي طُرحت السنة الماضية في الأسواق، تقول حبيقة عنها: نفذّتها بالتقنية والعمل على تفاصيل الأغنية، وهيكليتها العامة، من ناحية هندسة الصوت، التوزيع، الأفكار، والتنوّع في الأغاني.
باتت حبيقة تعرف تفاصيل العمل على ألبوم، وذلك لمرورها بهذه التفاصيل كونها فنانة مستقلّة، تعمل على إنتاج ألبوماتها وحدها، فهذه الصعوبات التي مرّت بها أكسبتها خبرةً ويقيناً بماهية تقديم الأغنية وشكلها العام، وطريقة التنفيذ.
وتقول: طريقة تنفيذ أغنية «عَ بواب حبيبي» هي الطريقة التي ستُعتمد في الأعمال اللاحقة التي تمثّل الاتجاه الذي أسلكه حالياً، وسأداوم عليه كعمل إنتاجي فنّي.
الفنّ ليس مشروعاً تجارياً فقط
وردّاً على سؤال عن وضع الفنّ عموماً أجابت صاحبة أغنية «لو تكتبلي بيوت»: لست سعيدة بالجوّ العام الذي يحيط بالفنّ، مثل كلّ الذين يفكّرون بالفنّ كمشروع جدّي. وذلك يعود إلى الوضع المتردّي على الصعد الحياتية كافة، من سياسة واقتصادية إلى الأمنية وما إلى ذلك، ولا ننسى اللااستقرار، فعلى المدى الطويل كلّ ذلك أثّر على جميع قطاعات الفنّ. وللأسف، من ناحية أخرى، اهتمام الإعلام انصبّ باتجاه واحد، نوع واحد من الفنّ، الأمر الذي ينعكس سلباً على كثيرين من الفنانين الناجحين.
وتتابع: في العالم كلّه تتعدّد الفنون، منها الجيد ومنها السيّئ، والوقت وحده يغربل ويحدّد ما الجيد كي يبقى، والعكس. لكن الفكرة، أنّه يجب إيجاد فرص متكافئة لجميع أنواع الفنون والفنانين، وكلّ الخيارات الفنّية المتاحة، من التجاري إلى الجدّي إلى الفنّ الهابط حتى. بمعنى آخر، هذه الأبواب التي تُفتح من أجل الفنّ الهابط عليها أن تفتح مجالات أمام تقديم الفنّ الجيد والجدّي لا إلغاؤه. المشكلة في لبنان، في جميع الفنون، لا فرصة للمواهب الجدّية. أشدّد على أنّ الموسيقى التي أقدّمها ليست نخبوية، لا تلغي الأنواع الفنّية الأخرى، فقط أتوجّه بالقول للجميع، يجب التساوي في الفرص بين الفنانين. إضافةً إلى أنّ الغالبية الساحقة من الإعلام لا تمرّر أعمال فنّان شاب موهوب من دون دفع الأموال مقابل ذلك، ونحن نتحدّث عن أموال طائلة للتسويق له.
وتعتقد مايا أنّ الفنّان الذي يقدّم أعماله في مسارح معروفة غير مبتذلة، لا قدرة لديه على تسويق أعماله كما يسوّق آخر يقدّم أعماله في أيّ مكان.
تغذية الروح موسيقيّاً
الغناء والعزف لا يختلفان، ربما يختلفان بآلية التعبير، وُجدا لخدمة الموسيقى داخل الإنسان، يحويها بأفكار. من الخارج يختلفان لكنهما يصبّان في الغنى الموسيقي، فإضافةً إلى موهبتها الغنائية، تعزف مايا حبيقة على آلة العود، وتهوى هذه الموسيقى، إذ تقول في هذا الصدد: يستغرب الناس ذلك، أحبّ الموسيقى بجميع أشكالها. اتّجهت صوب موهبتي، لكنّني تواقة إلى معرفة كلّ ما يخصّ هذا العمل من موسيقى ولحن وغناء وطرب وتلحين وتوزيع الأغنية، كلّ ما يصبّ في تقديم الأغنية. العزف والموسيقى لديّ جزء من الوعي الموسيقي، وأعمل على ذلك، لا لهدف ما، بل فقط لتغذية تجربتي الموسيقيّة. العود جاء بالصدف وليس كشغف. رغبت بالعمل أكثر على المقامات، طمعاً بالتعرّف إلى الطرب الشرقي أكثر، من خلال فهم الأذن الموسيقيّة الشرقية، وأفضل وسيلة كانت العزف، والعزف على آلة العود تحديداً.
رصيدها الفنّي تغذّى ما بين العزف والغناء، أنعش تجربتها، وزادها تفاعلاً مع الأغنية الطربية وقرباً، إذ باتت ترى الموسيقى بعين قريبة، بوجوهها المختلفة، حتى صار هذا الشغف الموسيقي لديها ذكيّاً، يخدم فهم لغة الموسيقى ككلّ.
الثنائي الموسيقي «الحبيقي»
علاقتها وجاد موسيقيّة بامتياز، تَمازجهما لا يختلط، قرب أذنيهما الموسيقيّتين من بعض ينتج أعمالاً ساحرة جديدة. ما بين الجديد والقديم، الشرقي والغربي. وتقول في هذا الصدد: حاولت دائماً العمل مع آخرين، لكنّني ألفّ وأعود للحصول على رأي جاد. فأنا لا أعمل لهدف طرح أغنية «تكسّر الأرض» على قدر ما تكون أداة للتعبير عن ذاتي، عن الموسيقى في داخلي وجوانيتي، والتعبير عنها بطرق مختلفة. ولم أجد أفضل من جاد في مساعدتي في التعبير عن ذلك.
ترفض مايا تكرار نفسها، أو حتى تكرار المشوار الفنّي لأحد الفنانين، فتصف علاقتها بالموسيقى بالعميقة، لأن لا فواصل أو حدود بينهما. لا تقدّم عملها الفنّي كمنتج تريد بيعه. هذا ما تركّز عليه في مشوارها وأخيها. بطريقة أخرى، تسعى مايا إلى العمل على سيرتها الفنّية التي ترضيها أوّلاً ثم ترضي الجمهور ثانياً، لا تقدّم ما لا يشبهها، أو لمواكبة العصر فقط.
الأغنية اللبنانية
الأغنية اللبنانية برأيها متنوعة، إطار كبير، يتّسع الكثير من الأنواع الموسيقيّة، من الفولكلور الذي تحوّل إلى تراث، إلى الأغنية الشرقية الكلاسيكية، والوطنية، وأعمال زياد الرحباني التي ضمّت الجاز أحياناً. بمعنى آخر، إنّ الأغنية اللبنانية يمكنها أن تجمع تحت فيئها عدداً من القوالب الموسيقية. لكنّ مشكلة الأغنية اللبنانية أنها تقوم إما على العمل التجاري البحت الذي يلاقي اهتماماً واسعاً بغضّ النظر عن مضمونه، أو العمل الجدّي المهمَل ومايا أنتمي إلى هذا الخطّ.
ميزات أغانيها
اللكنة الشعبية القريبة من المجتمع المتوفّرة في أغنيات مايا حبيقة، لها دور كبير في انتشار شهرتها في العالم العربي، إذ تقول عن ذلك: سمح ذلك بوصول الأغنيات إلى العالم أسرع. يحكي الواقع عبر لفحة شاعرية، وهذه اللفحة الشاعرية إمّا من خلال الموسيقى أو من خلال الكلمات. هذه الصبغة من الخارج القريبة إلى الجمهور، كأغنيات ألبوم «ورد» الذي كثُرت فيه الكلمات المحكيّة على العموم في الحياة اليومية، خصوصاً في أغنية «خلّيني الليلة شمّ الورد»، هذه الأغنية ذات الموسيقى «التانغو» فيها كمّ هائل من المفردات لطالما سمعناها من أبائنا وأجدادنا كـ«الليلة الله مهدّي سرّي». الأمر الذي كان محطّ جذب للجمهور إلى الأغنيات، أمر جديد لا يشبه ما اعتاد عليه الناس.
«لو تكتبلي بيوت»
«لو تكتبلي بيوت» حصدت اهتمام الجمهور كثيراً، فيها نوع من السحر بحسب رأي مايا. مفعمة بالحيوية والإيجابية، عمدت إلى أنّ تضعها كأغنية أولى في ألبومها «ورد»، لأنها تعطي نفحة جميلة لها علاقة مع بيروت المدينة عندما تقول: «لو تنمشّى سوى عالبحر بالمدينة»، تعيش بيروت في خلفية قصة الحبّ في هذه الأغنية.
هذه الأغنية اختارها تلفزيون «العربي» من أفضل خمس إنتاجات مستقلّة، وعلى هذا الأساس أنتجوا فيديو كليب لها، طُرح في شهر أيلول الماضي، من إخراج سيرين نعمة.
وعن ذلك تقول مايا: عندما تسنح الفرصة، أعمالي تقدّر من قبل كثيرين، الأمر الذي يثبت أن ما أقدّمه ناجحاً يحكي واقعاً رغم العوائق والصعوبات.
الحلم شغف الفنّ
لا حدود للفنّ برأي مايا، وتتمنّى أنّ يتوقف حلمها، أو أنّ توضع له قيود، لأن الحلم هو الشغف الأساس في الفنّ. وللأسف ظروف الإنتاج والعمل قد تُحبط عزيمة الفنان، إنّما عليه أنّ يبقى حالماً متيقظاً، ومدركاً حقيقةَ الفنّ وجوهره.
ما تحتاجه مايا حبيقة اليوم يتمثل بالأرضية الداعمة لنشر أعمالها، إضافةً إلى الإنتاج. عمل الموسيقى والفنّ يحتاج إلى الدعم المادي. كلّما حلم الفنان أكثر كلّما احتاج سبلاً لكي يحقّق أحلامه بشكلٍ أكبر. وهذه الأحلام لا تتحقّق إلّا من خلال تسليط الإعلام على الوجه الغنائي الجديد.
… وللموّال حصّة
تهوى مايا المواويل، هذا الخليط والمزيج لدى حبيقة في الأشكال الموسيقيّة، أعطاها فرادة ميّزتها عن غيرها، وتألّقت بهذه الأشكال حيث تتمكّن من الغناء الشرقي والغناء الغربي، إلى العزف على العود تالياً إلى المواويل، حيث تقول: ارتجلت مرات عدّة مواويل في حفلاتي. الموّال هو من أكثر الأمور التي أحبّ أن أغنيها. فيه سحر ومجال كبير للصوت، بالراحة والإيقاع، ويكتشف المغني نقاط القوة في صوته من خلاله، ويتمكّن من التعبير عنها بالطريقة التي يراها الفنان مناسبة وصحيحة. الموّال هو الملعب الأصعب بالنسبة إلى الفنان، لأنّ أساس الموّال هو الارتجال من دون الإيقاع والموسيقى.
وأشارت حبيقة إلى أنه سيكون هناك عدد من الأعمال التي ستتخلّلها مواويل في ألبوماتها المقبلة. وتعتبر أنّ البساطة في أيّ عمل فنّي مهما صَعُب هي المفتاح. البساطة الذواقة. لذا تحاول دائماً خلال العمل الفنّي تقديم ما هو بسيط وسهل وجديد.
تحارب مايا حبيقة لتقدّم ما هو جميل لإثبات أنّ ما زال هناك جمالية وشاعرية في نفوس الناس، وما زال الناس يحلمون، مؤمنين بالجمال والأصالة، لذا يجب أنّ يبقى من يقدّم ما هو جديد وحديث بإطار منظّم.
كلمة لسورية
تقول مايا حبيقة لسورية والسوريين: حزينة عليها، أعشق سورية، ويوماً ما ستنهض بما كان جميل إلى الأجمل. حلمي الغناء في سورية. عملت مع موسيقيّين سوريين، وأثبتت التجربة أنّ ثمة اهتماماً كبيراً بالفنّ والغناء من خلال تحضير الفنانين. الموسيقيون السوريون موجودون في العالم أجمع. أقول للسوريين عليهم الإيمان بالقيم السورية التي ستبقى وتتجدّد، والنهوض ليس بالصعب ما دام الإيمان بالإنسانية موجود.نحاء العالم.العاليييي
مختارات من أغاني مايا حبيقة
عَ بواب حبيبي
شو مرّ علينا بواب !
تمْسكلي إيدي تغيِّر الجواب
عَ بواب…
يمرق شهر، سنة، فكِّر خلص
اكتب شعر يردني لعيونَك بالأخص
عَ بواب… عَ بواب حبيبي
لا يكون ما عاد
معقول يِنعاد
هو حُبنا كذَّاب
بيحلى عَ البواب
حبيبي…
عَ غياب حبيبي
عم كسِّر الأحلام
زهقاني وحيدة
غرقانة بالأوهام
عَ غياب…
أنا شو كنت قبل كل هالحكي
لو شي سحر يردني وانسى هالبكي
عَ غياب… عَ غيابَك حبيبي
لا يكون ما عاد
معقول ينعاد
وحبنا كذَّاب
بيِحلى عَ البواب
حبيبي…
عَ بواب حبيبي
شو مر علينا بواب.
خلّيني الليلة شمّ الورد
بكرا الورد بيدبل
خلّيني دخلك أرقص بعد
بكرا فجأة منزعل
خلّينا نغنّي ما بقى بكّير
عم حسّ من هلّق
المشكل حيصير
الليلة الله مهدّي سرّي
مبسوطة
مدري شو صاير لي
بكرا بتجي إيّام
مش طايقة وجّك بوجّي
آه لا تذكّرني
بيمرق عليّي ليالي
زهقانة
مش طايقة حالي
وصوتك حسّو نشاز
آه لا تذكّرني.
لو تكتبلي بيوت
بيوت من أشعار
مش ناطرة الحجار
حجارك ما بتدفّيني
لو تنسالي نهار كلّ الشغل، كلّ الزينة
لو نتمشّى سوا عالبحر بالمدينة
كنت تجبلي وردة معها ميّة كلمة
صرت بمّية وردة ووردة ما بتكتبلي كلمة
بتضحكلي للناس وببيتي بتشكيلي
إذا وجودي صار الهمّ خبّرني واحكيلي
لو تكتبلي، لو تكتبلي
لو تكتبلي بيوت
بيوت من أشعار.
ورق أحمر عَ شبّاكي تكي
صار يتمختر ويسألني شو بكي
ليكي أنا وقّعني الهوا
أنا وغصني ما عدنا سوى
ليش الزعل؟ ليش البكي؟
مرق عَ شبّاكي وحكي
قمت صدّقتو، غيّرت تيابي
ولّعت شموع وعزمت صحابي
خي، ما أحلا حبابي
خي، دقّوا على بابي
بنصّ هالسهرة يمرق اسمو مرّة
بعلمي كنت عال كيف صرت بالمرّة
والورق هاللّي شافتو عيوني
تلوّنوا بلونو بلحظة عيوني!