الحريري: انتخابات أيار ليست كسابقاتها وصوت واحد قد يُحدث فرقاً

أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أن «الانتخابات هذه السنة ليست كسابقاتها، فصوت واحد قد يُحدث فرقاً، والتحدي كبير. والبعض يعتقد أنه بالقانون الجديد سيتمكن في مكان ما من أن يقلل من أهمية تيار المستقبل، ولكن ليس هناك سوى صناديق الاقتراع التي يمكنها أن تثبت غير ذلك».

كلام الحريري جاء خلال حفل عشاء أقامه على شرفه الرئيس الأسبق لاتحاد العائلات البيروتية محمد سنو، في منزله.

وقال: «قد يكون البعض لم يفهم حتى الآن هذا القانون بشكل جيد. فكلما زاد التصويت، زادت حظوظ نجاحنا وعدم خرق لوائحنا. وقد رأيتم خلال عام، منذ بداية تشكيل هذه الحكومة، كم تمكّنا من تحقيق إنجازات بفضل التوافق الموجود في البلد. ولنكن صريحين مع بعضنا البعض، هذا البلد لا يُدار إلا بالتوافق، فقد جرّبنا كل شيء، جرّبنا أن نختلف، فماذا حدث؟ توقف البلد. جرّبنا أن يحكم فريق معين وحده، فماذا حصل؟ أصاب الشلل البلد. وتابع: نحن قمنا بربط نزاع مع حزب الله، ونختلف مع الحزب في الأمور الاستراتيجية، ولكن هل يجب أن يجعلنا ذلك نوقف العمل في البلد؟ كلا. نستطيع أن نختلف في الأمور الاستراتيجية، ولكن علينا أن نتوافق على الأمور الداخلية، ولا شيء في البلد يمكن أن يتحقق إلا من خلال هذا التوافق. لذلك، سرنا في هذا الخط. وقد أتى من يزايد علينا، ويقول إنني أتخلى عن أهل السنة، أو يدّعي أن هناك توظيفات في الدولة تذهب لصالح هذا الفريق أو ذاك. أنا أقول لهؤلاء: في وظائف الفئة الأولى لا أحد يستطيع أن يأخذ حصة الآخر، فتوظيفات الفئة الأولى مقسمة بالقانون والدستور. أما الفترة التي سادها الفراغ الرئاسي وما قبل، فأنا لا أتحمل مسؤوليتها. وبالفعل حصلت في تلك المرحلة خروق، لكننا اليوم نحاول إصلاح هذه الأمور. هذا لا يعني أننا تمكنا من إصلاح كل شيء، كما أنه لا يعني أننا نفرط بحقوق المسلمين».

وقال: «مشروعنا وطني، وإذا كان هناك مَن لديه الكفاءة العالية، سواء كان مسلما أو مسيحيا، فهو يجب أن يكون في المكان الذي يستطيع من خلاله أن يساعد البلد. أما أن نأتي بأشخاص لمجرد أنهم من هذه الطائفة أو من ذاك المذهب، فأنا ضد هذا المبدأ».

وختم الحريري: «ما حصل خلال الأيام القليلة الماضية يؤكد أنه من غير المقبول أن تتحمّل بيروت كل هذه الأعباء. لقد تجاوزنا قطوعاً خطيراً جداً، فالكلام الذي سمعناه خلال الأيام الماضية أعادنا ثلاثين سنة إلى الوراء. ولكن الحمد لله، بحكمة الرئيس ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري تمكنا مجدداً من الوصول لهذا التفاهم. هذا لا يعني أنك إذا رفعت صوتك فسيسمعك الناس، وبرأيي حين ترفع صوتك يتوقف الناس عن الاستماع لك، في حين أنه علينا جميعاً أن نسمع بعضنا البعض. لذلك، فإن الهدوء هو الذي يوصلنا إلى المكان الصحيح».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى