بعد 29 يوماً من المطاردة لـ «قائد الخلية القسامية».. أحمد نصر جرار يرتقي شهيداً
نعت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في بيان لها، الشهيد أحمد نصر جرار الذي أُعلن عن استشهاده فجر أمس، خلال عملية عسكرية للاحتلال الصهيوني في بلدة اليامون غرب مدينة جنين.
ولأوّل مرة تعلن كتائب القسام رسمياً أن الشهيد جرار هو «قائد الخلية القسامية» التي نفّذت عملية نابلس قبل أسابيع.
وقال الناطق العسكري باسم القسام أبو عبيدة إنّ «الشهيد هو أيقونة جديدة لانتفاضة القدس وبصمة في سجل المجد وضعتها كتائب القسام وصورة ناصعة للضفة الباسلة ستكون لها أوجه أخرى متجدّدة بإذن الله.. إلى جنان الخلد أيها البطل والمعركة سجال».
ونقلت وكالة وفا الرسمية عن مدير الارتباط العسكري في جنين قوله إن اشتباكات جرت خلال محاصرة قوات الاحتلال لبناء في بلدة اليامون، تخللها هدم سور وأجزاء من بركس واقتلاع أشجار زيتون.
ورفضت قوات الاحتلال تسليم جثمان الشهيد جرار للجانب الفلسطيني ونقلته إلى جهة مجهولة داخل الأراضي المحتلة عام 1948.
وقال محافظ جنين اللواء إبراهيم رمضان إنّ قوات الاحتلال سحبت جثمان الشهيد إلى مكان مجهول بعد عملية استمرت ساعات، مؤكداً أنّ الكل الفلسطيني على خطى جرار وأنّ الشعب سيبقى مقاوماً حتى تحرير فلسطين.
وبحسب اللواء رمضان فإنّ جنين والشعب الفلسطيني عصي على الانكسار.
وكان جهاز الأمن الصهيوني «الشاباك» أعلن خبر اغتيال الشاب جرار المسؤول عن عملية نابلس الشهر الماضي والتي قُتل فيها الحاخام رزيئيل شيباح في مزرعة غلعاد.
وبحسب الشاباك، فإن جرار كان ناشطاً مركزياً في المجموعة المسؤولة عن الهجوم واختبأ في قرية يامون غرب جنين، وأوضحت وسائل إعلام العدو أن قوات الاحتلال طوّقت المبنى ودعته للخروج، لكن جرار خرج من المبنى مسلحاً ببندقية أم-16 وقاوم الاحتلال حتى لحظة استشهاده.
عائلة الشهيد: العار للعملاء
ونعت عائلة جرار ابنها في بيان على صفحتها في فيسبوك وكتبت «بكل فخر واعتزاز وشموخ وكبرياء تزف لكم عشيرة آل جرار في فلسطين والمهجر ابنها الشهيد البطل أحمد نصر جرار الذي استشهد بعد اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال الصهيوني قبل قليل في بلدة اليامون غرب مدينة جنين».
وهاجمت العائلة مَن سمّتهم «العملاء والمتخاذلين» من دون توضيح المزيد من التفاصيل. وقالت والدة الشهيد جرار وبمعنويات عالية إنها تسلّمت ملابس ابنها وتأكدت أنها تعود له.
من جهته غرّد وزير دفاع العدو أفيغدور ليبرمان على صفحته في تويتر «أغلقنا الحساب مع أحمد جرار وسرعان ما سنصل إلى قاتل بن غال».
وذكرت صحيفة «هآرتس» الصهيونية أنه وُجد على جثمان الشهيد حقيبة عبوات ناسفة، مضيفة «لم يُصب إسرائيليون في الحادثة».
ونفذت قوات الاحتلال حملة اعتقالات بالضفة الغربية وكثّفت وجودها العسكري في محيط قرى وبلدات محافظة جنين عبر نصب حواجز عسكرية بحثاً عن جرار خلال الفترة الأخيرة.
واقتحمت القوات الصهيونية مدينة جنين في 18 كانون الثاني/ يناير الماضي، وأردت الشاب أحمد اسماعيل جرار ابن عم الشهيد، وهدمت 3 منازل فيها، قبل الانسحاب منها.
ونعت حركة المقاومة الإسلامية حماس الشهيد جرار وكتبت في بيان لها «نزف إلى شعبنا الفلسطيني القائد القسامي المجاهد أحمد نصر جرار، الذي ارتقى إلى العلا شهيداً بعد مسيرة مطاردة ومقاومة».
وأكد البيان أنّ الشهيد هو «القسامي ابن القسامي الذي دوّخ الاحتلال، وأربك أمنه، وأقضّ مضاجعه، ودعا الشعب الفلسطيني إلى مقاومة الاحتلال في الضفة للردّ على جريمة اغتيال جرار وضرب جنود الاحتلال ومستوطنيه في كل شبر من فلسطين.
وأوضح بيان حماس أنّ الطريق طويل مع الاحتلال ومشوار التحرير لن ينتهي.
من جهتها نعت لجان المقاومة الفلسطينية الشهيد جرار، وقالت «نزفّ الشهيد البطل أحمد جرار الذي شكّل كابوساً لكيان العدو ونموذجاً للشباب الحرّ المقاوم في فلسطين».
وفي بيان لها قالت لجان المقاومة إنّ الشهيد رسّخ معادلة جديدة في الصراع مع «إسرائيل» ومستوطنيها رغم المعوقات الكبيرة التي يفرضها التنسيق الأمني وقبضة أجهزة أمن السلطة الأمنية الثقيلة التي تقمع المقاومة في الضفة.
ودعت اللجان إلى تصعيد المقاومة المسلحة والانتفاضة الشعبية الشاملة.
كما نعت حركة الجهاد الإسلامي الشهيد جرار، وقالت على لسان الناطق باسمها داوود شهاب إنه يمثل نهج المقاومة الأصيل والمعبّر عن طبيعة الظروف التي يعيشها الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال الغاصب والمعتدي.
وكتب شهاب على صفحته في فيسبوك «هذا النهج سيتواصل.. لقد انتصر أحمد، وهو يواجه أعتى الجيوش وكسر روحهم.. وسيخرج من الشعب الفلسطيني مَن يسير على طريق أحمد النصر».
وأضاف «إن صفحة الحساب لم تُغلَق بعد ولن تُغلَق إلا بطرد هذا العدو واقتلاع هذا الباطل بحول الله وقوته».
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بدورها اعتبرت أن الشاب جرار باستشهاده أصبح مأثرة وطنية وصفحة مضيئة من التاريخ الوطني وشكّل هزيمة جديدة للاحتلال وأجهزته الأمنية والتي فشلت في العثور عليه بعد مطاردة واسعة استمرّت شهراً بأكمله رغم استخدامها كل أنواع الأسلحة المتطورة الحديثة في الرصد والاستخبارات.
وأشادت الجبهة بالحاضنة الشعبية في مدينة جنين والتي شكّلت ملاذاً للشهيد وللمقاومين وتصدّت لجنود الاحتلال الذين حاصروا المدينة ومنعت تقدمهم أكثر من مرة في محاولاتهم المسعورة لاعتقال جرار.
ودعت الجبهة جماهير شعبنا إلى الالتزام بالإضراب الشامل الذي تم الإعلان عنه عقب استشهاد جرار، وتعميمه على امتداد مدن الضفة، وذلك احتراماً وإجلالاً لقدسية دماء الشهيد.
من ناحيتها قالت حركة الأحرار الفلسطينية إنّ الشهيد جرار مثّل أسطورة حيّة ونموذجاً متميزاً استطاع بمفرده كسر هيبة المنظومة الأمنية «الإسرائيلية»، ودعت لأن يشكّل استشهاده بداية مرحلة جديدة من مراحل انتفاضة القدس منتقدة التنسيق الأمني الذي تمارسه السلطة الفلسطينية مع سلطات الاحتلال بالضفة الغربية.
كما نعت حركة الصابرين الشهيد وقالت «إن الشهداء يمثّلون النموذج الأسمى للمقاومة التي تواجه العدو حتى اَخر رصاصة، والتأكيد على خيار الانتفاضة المباركة، في ظل السقوط والتردّي نحو مشاريع التسوية والتطبيع مع العدو الصهيوني».