كذبة الكيماوي تُهدّد بإيقاظ جبهات نائمة
بهاء نصار خير
على خطى السابقين تأتي عزيمة وأكاذيب اللاحقين.. فهو القديم الجديد وشماعة واشنطن في أيّ عدوان.. فهل فرص العدوان قائمة على دمشق كما بغداد؟ هنا مربط الخيل.
قبل أشهر فتح ملف الكيميائي عبر بوابة خان شيخون في إدلب، والسبب وقف تقدّم ميداني للجيش وحشر موسكو في زاوية الاتهام. أُخمد الهجوم في مجلس الأمن إلا أنه لم يخمد في فوهات إطلاق التوماهوك الذي استهدف مطار الشعيرات في ريف حمص الشرقي. ولكن لا الهجوم حقق نتائجه ولا كان قادراً على تعطيل العمل في المطار إلا لبضع ساعاتٍ فقط..
مع فتح الملف اليوم، من جديد تخرج تساؤلات عديدة بعيداً عن الحجج التي تُساق.. هل فقدت أميركا كلّ أوراق ضغطها حتى عادت للعزف على وتر الكيماوي؟ أم أنّ الكيماوي سيكون فرصة للفت الانتباه عن شيء ما يُحاك ويُحضّر في مكان آخر قد يكون الجنوب اللبناني والجبهة مع كيان الاحتلال أحد الاحتمالات؟
لذلك إشعال الكيماوي من جديد بالتزامن مع عدوان تركي على عفرين في الشمال السوري وتهديد إسرائيلي لحزب الله وتحذير من صواريخ ادّعت واشنطن وتل أبيب بأنّ حزب الله تزوّد بها من جديد. إضافة إلى تطوّر جديد تمثل بإسقاط الطائرة الروسية في إدلب أيضاً عبر صواريخ محمولة على الكتف سارعت واشنطن لنفي تزويدها الإرهابيين بها.
كلّ ذلك يعطي صورة لما يمكن أن يكون ضمن خطة واشنطن الجديدة يكون عمادها فتحُ جبهات ثلاث رأس الحربة فيها جنوب لبنان والجولان والشمال السوري..
الجبهة في مجلس الأمن بحكم الفاشلة طالما هناك فيتو روسي متأهّب، وحذرٌ لا يخلو منه الموقف الأميركي. فيما الفصل السابع يبقى خياراً بيد واشنطن تلوّح به. جبهة عفرين فُتحت ولكن طالت نتيجة ما يحصل من مقاومة للتركي هناك فيما يعطي مؤشراً بأنّ الرياح لم تجر بما أرادت السفن التركية خاصة بعد إسقاط المقاتلة الروسية «سو 25»، ما أعطى لموسكو دفعاً نحو شراسة أكثر في ضرب الإرهاب في الشمال ولجماً لأيّ خطوة أميركية هناك لا تحسب فيها ردّ الفعل الروسي الغاضب..
هنا يبقى الاحتمال هو الجبهة اللبنانية التي لم تغلق طالما أنّ اللعب على وتر التوتر في الداخل اللبناني وعلى الحدود، هو المسيطر.. فلا «إسرائيل» راضية بخسارة رجالها في القنيطرة وريف دمشق الغربي ولا على تعزيز قوة المقاومة اللبنانية حزب الله..
في محصلة الكلام يبقى هناك واقع فارض لنفسه واحتمالات الربح والخسارة هي الحاكمة للتعاطي مع الملفات.. فهل واشنطن وتل أبيب وحتى أنقرة على استعداد للتضحية في ظلّ تكلفة لن تكون بالقليلة؟ أم أنّ التلويح بالعصا لا الضرب بها هو الذي سيبقى سيد الموقف… وهنا الاحتمال الأرجح؟