بكين وباريس ولندن ملتزمة بالاتفاق النووي مع إيران وتدعو لالتزام جميع الأطراف
أكد وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، تأييد بلاده الكامل لـ «خطة العمل المشتركة الشاملة حول البرنامج النووي الإيراني»، واعتبر أنّ «من الضروري تقيّد جميع الأطراف بها».
وقال الوزير الصيني أثناء لقائه رئيس اللجنة البرلمانية لشؤون الأمن القومي والسياسة الخارجية الإيراني، علاء الدين بروجردي: «إيران بلد هام للغاية في الشرق الأوسط، وبكين تولي أهمية كبيرة لتطوير العلاقات مع طهران وعلى استعداد للعمل معها من أجل تنفيذ ما توصل إليه قادة البلدين من تفاهمات هامة لتعزيز التنمية المستقرة للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وجمهورية إيران الإسلامية».
وشدّد على أنّ «الصين تدعم بكل إخلاص خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني، وتعتقد أنّ على جميع البلدان المعنية أن تعمل معاً لضمان تنفيذ الاتفاقات التي تمّ التوصل إليها».
بدوره، أعلن بروجردي أنّ «طهران تقدر عالياً حقيقة أنّ بكين تلتزم بموقف عادل وحازم فيما يتعلق بمسألة البرنامج النووي الإيراني، ومستعدة للالتزام بتنفيذ الاتفاق الشامل الذي تمّ التوصل إليه».
وأضاف أنّ «إيران مستعدة لتعزيز التعاون الثنائي مع الصين في إطار التنفيذ المشترك لمشروعات مبادرة الحزام الواحد – الطريق الواحد».
كما تبادل الطرفان وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والعالمية.
من جهتة، أكد مسؤول رفيع في وزارة المالية الفرنسية «أنّ باريس ستشجع شركاتها على مواصلة أنشطة الأعمال في إيران، رغم الغموض الذي يلف مستقبل الاتفاق النووي المبرم بين طهران والسداسية عام 2015».
وقال مدير العلاقات الثنائية في الوزارة جوفري سيلستن أوربين أمس، أثناء مؤتمر «يوروماني إيران» المنعقد في باريس: «نحن في حالة انتظار وترقب على الساحة الدولية، حيث لا يعرف أحد ما سيحدث بعد أيار، وهذه هي حالة عدم اليقين التي تواجه الشركات الفرنسية، وهذا بديهي لكل من يريد القيام بأعمال في إيران».
وذكر المسؤول أنّ «الصادرات الفرنسية إلى إيران قفزت بنسبة 120 في المئة في الأشهر الـ11 الأولى من 2017 لتصل 1.29 مليار يورو 1.6 مليار دولار ، في حين نمت الواردات بنسبة 80 في المئة حتى 2.16 مليار يورو».
وكانت فرنسا مع الدول الأوروبية الأخرى أعلنت أكثر من مرة عن «دعمها للاتفاق النووي» الذي أصبح أقرب من أي وقت مضى إلى الانهيار في الآونة الأخيرة، في ظل تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعدم تمديد رفع العقوبات عن طهران بموجب الصفقة مرة أخرى ما لم تغير فرنسا وبريطانيا وألمانيا «أسوأ اتفاق على الإطلاق».
بدورها، أكدت بريطانيا أنها «لا تريد انهيار الصفقة حول برنامج إيران النووي، وتعمل مع الشركاء الأوروبيين على معالجة المسائل التي تثير قلقاً لدى الولايات المتحدة».
وقال وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، أليستر بيرت، خلال مؤتمر «يورومني» حول إيران، الذي عقد في باريس أمس: «نحن وشركاؤنا الأوروبيون واضحون تماماً، نريد نجاح الصفقة حول النووي الإيراني».
وتابع قائلاً: «نحن لا نريد انهيار خطة الأعمال المشتركة الشاملة ونعمل مع شركائنا الأوروبيين لتقليل المخاوف التي قد تكون لدى الولايات المتحدة، من أجل ضمان استمرار الاتفاق».
يذكر، أن مؤتمر «يورومني» حول إيران يعقد في العاصمة الفرنسية بمشاركة رجال الأعمال والسياسيين من دول أوروبية وإيران لمناقشة العلاقات الاقتصادية والمالية والتجارية بين أوروبا وطهران في ضوء رفع العقوبات عن إيران تنفيذاً للاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، الذي تم التوصل إليه في عام 2015، وبحث القضايا المتعلقة بهذا الشأن.
وتوصلت إيران و»السداسية» يوم 14 تموز 2015، إلى اتفاق تاريخي بشأن تسوية المشاكل على المدى البعيد حول برنامجها النووي، فاعتمدت خطة عمل شاملة مشتركة، يزيل تنفيذها عن كاهل إيران العقوبات الاقتصادية والعقوبات المالية التي فرضت سابقاً من قبل مجلس الأمن الدولي، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي عليها.
لكن الإدارة الأميركية الحالية «انتقدت بشدة الاتفاق الذي وقعته الإدارة السابقة، وهدّدت بالانسحاب منه»، واصفة إياه بأنه «أسوأ صفقة» للولايات المتحدة.