المعتوق قاد النجمة إلى نصف نهائي الكأس في مباراة استحقت لقب «العرس»
إبراهيم وزنه
… وعادت الروح إلى ملعب المدينة الرياضيةز عادت أصوات الجماهير لتهدر، المدرجات تلونّت بالنبيذي والأخضر، والحذر في مثل هذه المباريات الحاسمة والصاخبة واجب لا بل ضرورة. فاللقاء بين فريقي العاصمة، النجمة والأنصار، غالباً ما يتهيّبه القيّمون على اللعبة وحتى إدارتي الناديين العريقين، وأملاً بتبديد الشكوك وما ترسمه الجماهير في مخيلاتها، وعمد اتحاد اللعبة إلى استقدام طاقم حكّام قبرصي لقيادة اللقاء المسمار، ففي مسابقات الكأس لا يوجد تعادل، ولا مقاييس فنية ثابتة، كما أن ترتيب الفرق في الدوري يسقط تلقائياً من اعتبارات المدربين واللاعبين على السواء، وبالأمس كما تابعنا كاد طرابلس أن يطيح بالعهد خارج أسوار المربع الذهبي.
أكثر من 20 ألفاً حضروا وواكبوا ولم يستكينوا، وعلى أرض الملعب جاء الأداء راقياً وعلى قياس «الديربي» الموعود والمرتقب، فكما عادت الروح إلى ملعب المدينة الرياضية كذلك عادت الروح إلى مجريات «اللدودين»، تسديدات من كل الاتجاهات، وفرص بالجملة من هنا وهناك، وتمريرات بينية سرقت الآهات، وكرات طويلة عالمسطرة، وعرضيات قابلتها الرؤوس بتسديدات خطرة. الجميع كان على قدر المسؤولية حتى الحكّام القبارصة، وفي المحصلة فاز النجمة بنتيجة 1 ـ 0 هي نتيجة الشوط الأول، ومن غير ثعلب النجمة حسن معتوق القادر على قلب النتيجة وهزّ الشباك وإرباك الدفاعات يستطيع التسجيل في معركة الأعصاب المتوترة والصيحات المتواصلة، كعادته أمعن المعتوق في الاقتحامات حتى حصل على ضربة جزاء سارع إلى تسديدها إلى يسار الحارس المتألق ربيع الكاخي مفتتحاً التسجيل في الدقيقة العاشرة… ولا تسجيل بعده. فاللعب انحصر في وسط الملعب وكثرت الفرص الضائعة وجميعها من الطراز السهل، لكن الحارسين عباس حسن والكاخي كانا في برج سعديهما. من جانب النجمة حاول نادر مطر وكبيرو موسى والمعتوق أكثر من مرّة، بالمقابل جرّب التكجي وأونيغا والشبريكو وعلاء البابا والحاج مالك، فلم تعرف كراتهم الطريق إلى المرمى لتبقى النتيجة على حالها، ويسجّل للمدربين إشراك العناصر التي تملك خبرتها الكبيرة في التعامل مع الديربي، وفي خضّم المحاولات التي استمرت على مدى 85 دقيقة لإدراك التعادل حافظ عباس حسن على نظافة شباكه وخرج النجماويون فرحين بفوزهم الذي يحمل نكهة خاصة، لكونه حمل في طياته ثأر ابناء المنارة من خسارتهم في الدوري أمام الأنصاريين، وبعيداً عن الأجواء الفنيّة وما تابعته الجماهير من لقطات تستحق التصفيق والآهات معاً، فقد كانت جماهير الفريقين في عز انضباطها وفي قمّة تشجيعها الفعّال والراقي. مبروك للنجمة انتقاله إلى الدور نصف النهائي لينضم إلى جانب العهد، بانتظار اكتمال أركان المربع الذهبي للكأس، مع انتهاء المباراتين اللتين ستجمعان بين النبي شيت والاخاء الأهلي عاليه غداً السبت، التضامن صور والسلام زغرتا بعد غدٍ الأحد. مع الإشارة إلى ان الأنصار توجّه إلى سلطنة عُمان اليوم للاستعداد لخوض أولى مبارياته ضمن كأس الاتحاد الآسيوي ضد نادي ظفّار يوم الإثنين المقبل في 12 شباط الحالي، فيما يستعدّ العهد لمواجهة الزوراء العراقي في لبنان يوم الثلاثاء في 13 منه.