مختصر مفيد

مختصر مفيد

أردوغان ووثيقة الخمسة

تبدو الحاجة ضرورية لفحص نسبة الرفض التركي لما عرف بوثيقة الخمسة التي صاغتها واشنطن حول سورية ووقعتها باريس ولندن والرياض وعمان، رغم زعم الرئيس التركي رجب أردوغان تأييده للمسار الروسي للحل السياسي.

في أستانة شارك الأتراك لكنهم عملياً لم ينفذوا تعهداً واحداً من تعهداتهم، بل بقوا يناورون أملاً بتوفير كانتون تابع لهم، بالتعاون مع جبهة النصرة في أرياف حلب وإدلب. وعندما بدأ الجيش السوري التقدم على حساب جبهة النصرة لم يخفوا رفضهم بل استعدادهم للمواجهة.

في سوتشي حضر الأتراك ولم يحضروا وجلبوا الفصائل التابعة لهم وسحبوها ومن وراء الكواليس تدخلوا لتعديلات بالتفاصيل على وثيقة البيان الختامي حتى صدّق الروس أنهم جادون في السير بمشروع سوتشي ليتبين أنهم فقط يسعون لإضعاف مكانة الدولة السورية بادعاء التموضع مع الحل السياسي وينسحبون في اللحظة الأخيرة بذرائع تافهة ومفتعلة.

في حرب عفرين يهندس الأتراك الكانتون الذي يريدون أن يحظى بقبول أميركي ويسعون لتمريره مع روسيا وإيران تحت شعار التموضع معاً في أستانة، ويكشف الإصرار الأميركي التركي على الحديث عن التنسيق، كما بيانات الناتو التي تعلن تفهم الأهداف التركية أن الأمر أبعد من مجاملة حليف سابق.

وثيقة الخمسة تعبر عن مصالح تركيا أكثر من أي حل سياسي. فهي تدعو لتعطيل الحل السياسي الذي يؤدي لاستعادة سورية وحدتها وسيادتها وتنظيم انتخابات مجمع عليها توفر الإستقرار.

في وثيقة الخمسة دعوة لوضع سورية تحت الانتداب الأممي لمدة طويلة بداعي تحضير مناخات مناسبة للانتخابات وضمان نجاحها وتنظيمها وسعي لمرحلة طويلة من تقاسم النفوذ بين الدول المنخرطة في الحرب لإدارة المناطق التي تسيطر عليها مع حلفائها. وهو ما رفضته روسيا وإيران لتأكيد دعمهما لاستعادة سورية سيادتها ووحدتها، لكن هناك صمت تركي يكشف التورط بالوثيقة سراً والسير بتنفيذها.

كلام الرئيس التركي بحق الرئيس الروسي يندرج تحت هذا العنوان، ولا يمكن أن يصدر عن حريص على العلاقة مع روسيا وإيران والسعي للحل السياسي في سورية، بل هو تقديم أوراق اعتماد لحلف الخمسة بالانضمام إلى صفوفهم والمشاركة معهم في تشجيع مواقف التعطيل لمسار سوتشي التي تنتهجها جماعات المعارضة التابعة للرياض بضم الجماعات التابعة لتركيا إليها.

ناصر قنديل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى