الراعي في عيد مار مارون: لبناء دولة توفّق بين المواطنة للأفراد والتعددية للجماعة
شارك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وعقيلته ناديا الشامي عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، لمناسبة عيد القديس مارون مؤسس الطائفة المارونية، في القداس الإلهي الذي اقيم في العاشرة قبل ظهر يوم الجمعة في كنيسة القديس مارون في الجميزة، وترأسه هذا العام البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، فيما اعتذر رئيس الحكومة سعد الحريري عن عدم الحضور بسبب سفره خارج لبنان.
وأكد البطريرك الراعي في العظة التي ألقاها بالمناسبة أن تضحيات المسؤولين السياسيين، كفيلة بمواجهة التحديات. وأولها تعزيز العيش المشترك كتجربة لبنانية نموذجية مميزة بنمط الحياة الذي يؤمن فرص التفاعل والاغتناء المتبادل، ويحترم الآخر في تمايزه وفرادته وثقافته، ويتشارك معه في حكم الشأن الوطني وإدارته. وثاني التحديات بناء دولة ديموقراطية حديثة تحمي صيغة العيش المشترك، وتوفق بين المواطنة للأفراد والتعددية للجماعة.
وأكد الراعي أمس في عظة الاحد على مذبح الباحة الخارجية لصرح «كابيلا القيامة»: أن «لا أحد يجهل أن لبنان مميّز برأسماله البشري، وهو ثروته المستدامة بفضل بيئته المتنوعة والذهنية المنفتحة، وكوادره العلمية المتخصصة وطاقاته المنتجة ومؤهلاته الكفية. هذه كلها تؤهل لبنان، وفقاً لمعرفة رجال المال والاقتصاد، للمنافسة على المستويين الإقليمي والعالمي، في مختلف المجالات».
وقال الراعي «يجب على المسؤولين في لبنان تثمير هذا الرأسمال البشري بتأمين الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي. ومن اولويات الأمور رسملة الاقتصاد اللبناني من أجل تطويره وتنميته». ما يقتضي «استكشاف آفاق جديدة للبنان، لإخراجه من الظلمة إلى النور». فاللبناني معروف بروحه الخلاق وقد حقق نجاحات باهرة إذ حل في بلدان العالم، في القطاعات كافة، فضلا عن العمل السياسي، وفي الاقتصاد والطب والهندسة والتجارة والإعلام والمجوهرات والتصميم والألبسة والفن والتكنولوجيا والعلوم وسواها. واليوم لا بد من تعزيز القطاعات الثلاثة الواعدة، بحسب الخبراء، وهي القطاع المالي، وقطاع المعرفة الرقمية، وقطاع الغاز والنفط».
وختم الراعي: «نصلّي اليوم كي يعضدنا الله جميعاً لأن نعمل من أجل تنمية الإنسان والمجتمع. فالإنماء هو «الاسم الجديد للسلام».