الأسد نفّذ تهديده.. و«إسرائيل» تقبض الريح
نظام مارديني
ستكثر القراءات والتحليلات حول عملية إسقاط الطائرة «الإسرائيلية» من قبل وسائط الدفاع الجوية السورية، وحول رسائل القرار السوري الذي اتخذ في الردّ على العدوان الصهيوني، وهو الذي تزامن مع إسقاط مروحية تركية من قبل «وحدات الحماية الشعبية» وفي ذلك دلالات ستكشفها الأيام.
ولضرورة رؤية المقدمات التي أدت إلى إسقاط الطائرة الصهيونية وقتل أحد طياريها وجرح الآخر، لا بد من تأكيد النقاط التالية:
1 – إسقاط الطائرة الروسية سوخوي 25 فوق أدلب من قبل العصابات الإرهابية، واستشهاد طيارها، رأتها موسكو رسالة أميركية للردّ على التقدم الروسي في الميدان السياسي ـ الدبلوماسي، بعد مؤتمر «سوتشي» لتكريس الحوار السوري ـ السوري وحلّ الأزمة السورية.
2 – قصف قوات التحالف الأميركي لحلفاء الجيش السوري في محافظة دير الزور، خلال مواجهتهم لـ «داعش» الذي يوجدون في حماية أميركية في تلك المناطق بعد هزيمتهم في محافظة دير الزور، رغم ان الأميركيين زعموا أنهم قصفوا حلفاء الجيش السوري بحجة هجومهم على وحدات من «قوات سوريا الديمقراطية» قسد .
3 – الانتصارات التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه في أرياف حماة وحلب وأدلب، وما كشفته هذه الانتصارات من بسط الجيش سيطرته على 90 في المئة من الاراضي السورية.
4 – تُضاف إلى كل ذلك، نقطة أساسية ومهمة، وهي أن هذه التطورات ليست شأناً إقليمياً فقط بل تمس حلف محور المقاومة مع الحليف الروسي، كما أن هذه التطورات تأتي عشية الذكرى السابعة للعدوان الكوني على سورية آذار 2011 .
لا شك في أن المعطيات الميدانية السورية على الأرض تؤكد ان هذا العام 2018 سيكون عاماً مفصلياً في الأزمة السورية، وذلك بعدما تداخلت خنادق المواجهة المتعددة وبلغ التعقيد مداه، بأعمق وأوسع مما هو عليه الحال، مع العدوان التركي المباشر على منطقة عفرين في شمال سورية.
تركيا تتمرّد على الحليف الاميركي لأنه لم يستجب لمخاوفها ولم يخفف من قلقها وذهبت الى شريك كان قبل وقت ليس ببعيد يتربّص بها. أما إيران فموقعها آمن من دون عواقب. فهي ركيزة أساسية من محور المقاومة لذلك بدا المشهد أكثر وضوحاً. لقد هدد الرئيس السوري بشار الأسد ونفذ تهديده على حد قول الصحيفة الصهيونية «هآرتس» في عددها الصادر السبت.
ولكن كيف ينعكس هذا الحدث الميداني الكبير، على حدود فلسطين المحتلة، وكيف ستتعامل المنظومة الدولية وبعضها الخليجي حليف «إسرائيل»، مع النتائج التي جرّدت نتنياهو من استراتيجية «اضرب واهرب» التي كانت متبعة سابقاً؟
إسقاط الطائرة الصهيونية.. وإسقاط المروحية التركية من قبل «وحدات حماية الشعب» تؤكد أن شعبنا لن يكون شظايا بشرية مبعثرة على أرصفة الألفية الثالثة، ولن يكون تائهاً، بين «ثقافة الغيب وثقافة الغيبوبة».