يوم ليس بعده كما قبله…
سعيد معلاوي
بدون أدنى شك انّ ما بعد العاشر من شباط غير ما قبله، فقبل ان تشرق شمس ذاك النهار كانت طائرة «أف 16» الأميريكة الصنع والصهيونية الهوى تقع مضرجة بـ «دمائها» بعد ان اصابها صاروخ أطلقته الدفاعات الجوية السورية في مقتل، فهوت مكسورة الجانحين لترتطم بالأرض هناك في شمال فلسطين الحبيبة، ليبدأ بعدها العدّ العكسي لوجود هذا الكيان الغاصب على تلك الأرض الطاهرة، ولتتبع ذلك محاولات متكرّرة لسلاح الجو الصهيوني للعبور الى الأجواء السورية مجدّداً ولكن من دون جدوى بعد أن شكلت الصواريخ المضادة للطائرات حاجزاً مقفلاً في وجهها، بل وتعقبتها الى أجواء لبنان حيث تابعها المواطنون اللبنانيون وهي تهرب أمام هذه الصواريخ كـ»الغزال»، وفرائس طياريها ترتعد خوفاً من ضربة قاتلة.
المهمّ انّ المشهد تغيّر بالأمس على طرفي الحدود الدولية، انْ كان في الجانب اللبناني او في الجانب الآخر من هذه الحدود وكذلك على طرفي مرتفعات الجولان المحرّر منها والمحتلّ.
هذا التغيّر الاستراتيجي دفع بالكثيرين من أبناء أمتنا إلى أن يعيدوا حساباتهم ليدركوا أنّ فيها كلّ حق وخير وجمال، ,انّ فيها قوّة لو فعلت ـ وهي فعلت ـ لغيّرت مجرى التاريخ، فأجواء الفرح عمّت كلّ القرى والبلدات على امتداد الساحة الجنوبية، اما أولئك الذين هالهم إسقاط الطائرة الاسرائيلية بصواريخ سورية صدموا وبلعوا ألسنتهم، فهؤلاء يقاتلوننا لينتصروا علينا ويذلوننا، أما نحن فنقاتلهم لننتصر بهم ونعزّهم، فنصيحتنا أن يخرجوا أنفسهم من هذه الدوامة ويعودوا الى حيث يجب ان يكونوا، لأنّ الحياة كلها وقفة عزّ فقط، وليدركوا أيضاً بأنّ هتافنا لتحيا سورية فنحن نعني ما نقول وما نفعل، فسورية ستحيا بقيادتها السياسية والعسكرية، وبشعبها، وبمجاهدي المقاومة ونسور الزوبعة البواسل معهم…
إنكم أيها الأبطال رفعتم والجيش السوري البطل رأس هذه الأمة عالياً، فزمن الهزائم ولى وجاء زمن الانتصارات، والتحية لأرواح شهداء الجيش السوري والمقاومة في هذا اليوم الذي غيّر وجه التاريخ.