لافروف: واشنطن تستغل الأزمة الأوكرانية لتوتير العلاقات بين روسيا وأوروبا
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن واشنطن تستغل الأزمة الأوكرانية لإثارة التوتر في العلاقات بين روسيا وأوروبا.
وقال لافروف في محاضرة حول السياسة الخارجية الروسية أمس إن «الوضع في أوكرانيا يستخدم من قبل بعض الدول، لا سيما واشنطن، لفرض زعامتها في كل منطقة أوروبا والمحيط الأطلسي»، مشيراً إلى أن هذه المحاولات ستستمر مهما فعلت روسيا.
ودعا وزير الخارجية الروسي واشنطن إلى إقامة تعاون شفاف على أساس مصالح الجانبين، مؤكداً أن العمل المشترك فقط هو الطريق الفعال الذي يؤمن التعاون المستمر، مشيراً إلى أن الخبرة تدل على أن الفوضى تعم كل المناطق التي تدخّل فيها الأميركيون.
وأضاف لافروف أن فرض عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في أوكرانيا يدل على أن هدفها الرئيسي يتمثل في تعزيز زعامة واشنطن، مؤكداً أن هذه الخطوة التي اتخذت تحت ضغط واشنطن تتناقض مع مصالح دول الاتحاد الأوروبي.
وأكد الوزير الروسي أن بلاده تعرف بالضبط بعد الأحداث المأسوية في أوديسا ودونيتسك ما كان مخططا للسكان الروس في القرم، داعياً إلى إجراء تحقيق كامل بكل الجرائم، بما في ذلك حادث إسقاط الطائرة الماليزية، مشيراً إلى أن استفتاء القرم كان رداً طبيعياً لسكان القرم على خطط القوميين المتشددين، وأضاف أن المتطرفين الأوكرانيين حاولوا فرض قواعدهم في أوديسا وماريوبل.
من جهة أخرى، قال لافروف إن روسيا مستعدة لتقديم طائرات من دون طيار لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا لعمل بعثتها في أوكرانيا.
وجاء ذلك في وقت قال مدير مؤسسة «عالم واحد للبحث والإعلام» في ألمانيا، سعيد دودين، إن الاستخبارات الألمانية قامت بتزوير الحقائق المتعلقة بسقوط الطائرة الماليزية شرق أوكرانيا، وأضاف أنه «وبالاستناد إلى مصادر مطلعة فإن قوى فاشية كانت تريد إسقاط طائرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين». وقال: «هذه ليست المرة الأولى التي تزور فيها الاستخبارات الألمانية الحقائق».
وأكد دودين أنه يتواصل مع «أوساط ذات صلة بلجنة الخبراء الهولندية، تدرك جيداً أسباب رفض توجيه اتهام إلى طرف معين»، وأضاف أن «وزراء الخارجية في الاتحاد الأوروبي كذلك يرفضون إلى يومنا هذا توجيه الاتهام إلى أي طرف».
وأكد أن رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني، جيرهارد شيندلر، يدرك تماماً أن شظايا الصاروخ الذي أسقط الطائرة الماليزية تثبت أن الصاروخ كان تحت سيطرة القوات الأوكرانية، مبيناً أن شيندلر استبق هذه الأدلة وقال إن منظومة صاروخية كاملة سرقت من مخازن الجيش الأوكراني.
وكانت صحيفة «ديرشبيغل» الألمانية قد نقلت عن مصادر في وكالة الاستخبارات الألمانية أن من سمتهم بالانفصاليين الأوكرانيين هم من أسقطوا الطائرة الماليزية في أجواء دونيتسك شرق أوكرانيا قبل ثلاثة أشهر.
وذكرت الصحيفة أن رئيس الاستخبارات الخارجية قدم مراجعة مفصلة إلى اللجنة البرلمانية المكلفة بمراقبة عمل الاستخبارات تضمنت أدلة وصوراً بالأقمار الاصطناعية تدعم ادعاءاته. وتحدث المسؤول نفسه عن حصول مَن أسماهم بالانفصاليين الأوكرانيين على نظام جوي من نوع «بوك» في قاعدة عسكرية أوكرانية وإطلاقهم صاروخاً يوم السابع عشر من تموز الماضي، انفجر بشكل مباشر وقريب من الطائرة الماليزية.
وفي سياق متصل، قتل 4 مقاتلين تابعين لقوات الدفاع الذاتي و8 من السكان المدنيين في جنوب شرقي أوكرانيا، فيما أعلنت السلطات العسكرية الأوكرانية عن مقتل 14 عنصراً من قوات الدفاع الذاتي.
هذا وأفادت رئاسة أركان «جمهورية دونيتسك الشعبية» عن مقتل 4 جنود وإصابة 11 آخرين، وعن مقتل 8 مدنيين وإصابة 5 آخرين، وبحسب قوات الدفاع الذاتي، فقد انتهك العسكريون الأوكرانيون الهدنة 25 مرة على الأقل في عدة مناطق من إقليم دونيتسك.
من جهة أخرى، واصلت قوات الدفاع الذاتي أمس محاصرة نحو 200 جندي من القوات الأوكرانية بالقرب من مدينة شاستي في مقاطعة لوغانسك. ونقلت وكالة «نوفوستي» عن قائد الكتيبة الرابعة التابعة لـ «جمهورية لوغانسك الشعبية» تأكيده أن قوات الدفاع الذاتي في المنطقة تحاصر ما يقارب 200 جندي أوكراني من المرجح أنهم ينتمون لكتيبة «أيدار»، مشيراً إلى أن قواته صدّت قوات أوكرانية معززة بـ 4 دبابات وعدة عربات مدرعة حاولت الهجوم لفك الحصار.
إلى ذلك، هز انفجار ضخم مصنعاً كيميائياً في مدينة دونيتسك شرق أوكرانيا، بحسب ما ذكر موقع مجلس المدينة أمس، وأدى إلى تدمير زجاج نوافذ عدد من المنازل في مبان واقعة في منطقة يبلغ قطرها 7 كيلومترات من مركز الانفجار.