إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي شامل في الموعد المقرر
أكد مساعد الخارجية كبير مفاوضي الوفد النووي الإيراني، عباس عراقجي، إمكانية التوصل الى نتيجة في المفاوضات بحلول الموعد المقرر في 24 تشرين الثاني إذا إبدى الطرف الآخر حسن النية والمزيد من الاهتمام بمقترحات إيران.
وفي تصريح أدلى به إلى الصحافيين أمس، أوضح عراقجي أن الخلافات في المفاوضات النووية ما زالت قائمة في جميع المواضيع، وقال: «لو ابدى الطرف الآخر في المفاوضات حسن النية اللازمة وأولى المزيد من الاهتمام بمقترحات الجمهورية الإسلامية في إيران، لتمكنا من التوصل الى نتيجة قبل 24 تشرين الثاني المقبل.»
وأضاف «أن الخلافات ما زالت قائمة ولم يتم التوصل الى أي اتفاق بعد»، مؤكداً أنه «تم طرح رؤى وخيارات عديدة بشان نقاط الخلاف، وسنعتمد الأسلوب نفسه في الجولة المقبلة من المفاوضات.»
وحول الاقتراح المطروح لحل القضية النووية الإيرانية والقائم على نقل اليورانيوم المخصب من إيران، قال: «إن ما تتناقله الصحف اليوم لا أساس له من الصحة بتاتاً، إذ لم يتم الاتفاق على أي من المواضيع بعد».
وأشار الى إنتاج نماذج جديدة من أجهزة الطرد المركزي التي تعمل بسرعة فائقة باعتبارها أحدث إنجازات إيران النووية، وقال: «لا شك في أن جميع منجزات إيران تشكل سنداً قوياً للفريق النووي الإيراني في المفاوضات».
هذا وأعلن سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أن مشاورات مديري السداسية السياسيين حول الملف النووي الإيراني ربما ستجري في بداية شهر تشرين الثاني. وقال: «الأمر غير واضح، ويمكن أن تجري في بداية تشرين الثاني، لكن ذلك بحسب تقييمات أولية»، مشيراً إلى أن تحديد الموعد النهائي يتوقف على الولايات المتحدة وغيرها من الدول.
وأكد الدبلوماسي الروسي أن المشاورات بشأن الملف النووي الإيراني على مستوى الخبراء تستأنف الأسبوع الحالي في فيينا، مشيراً إلى أنه ليس من المتوقع عقد لقاء جديد قريباً بين وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف ومسؤولة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون.
وفي السياق نفسه، قالت آشتون أمس إنها ستستمر في قيادة المفاوضات النووية مع إيران الى أن يتم التوصل الى اتفاق، حتى لو انقضت مهلة تشرين الثاني المحددة لذلك، علماً أنّ فترة السنوات الهمس التي تولت فيها آشتون رئاسة السياسة الخارجية في الاتحاد تنتهي بحلول نهاية الشهر الجاري.
وسئلت اشتون عما إذا كانت ستستمر في تولي المنصب بعد هذا التاريخ إذا استدعت الضرورة، فقالت للصحافيين خلال اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد في لوكسمبورغ: «طلب مني الاستمرار الى أن يتحقق الاتفاق ».
من جهته، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أمس إن إيران لم تطبق بعد كل إجراءات الشفافية النووية التي وافقت على تنفيذها بحلول أواخر شهر آب، وهو ما يشير الى بطء سير التحقيق بشأن أبحاث سابقة مزعومة عن تصنيع قنبلة ذرية.
وبالرغم من مرور شهرين على انتهاء مهلة 25 آب للرد على أسئلة بشأن نشاط مزعوم يمكن أن يستخدم في تطوير أسلحة ذرية، أوضح أمانو أن إيران لم تفعل ذلك بشكل كامل بعد. وقال: «من أجل حسم كل القضايا الهامة، من الضروري جداً أن تنفذ إيران، في إطار الجدول الزمني، كل الإجراءات العملية التي اتفق عليها بموجب إطار التعاون».
وقال أمانو في كلمته أمام مؤتمر حول الضمانات النووية في فيينا إن الوكالة الدولية التابعة للأمم المتحدة ليست في وضع يسمح لها «بتقديم تأكيدات ذات مصداقية عن عدم وجود مواد نووية وأنشطة لم يعلن عنها في إيران».
وفي شأن متصل، أعلن مساعد الرئيس الإيراني ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أنه سيتم التوقيع قريباً على اتفاقية لإنشاء محطتين ذريتين في البلاد بمشاركة روسيا.
وقال صالحي، بعد مشاركته أمس في اجتماع للجنة الطاقة في مجلس الشورى الإسلامي، إن اتفاقية إنشاء محطتين ذريتين مع روسيا هي الآن في مرحلتها النهائية «ونأمل التوقيع عليها في القريب العاجل»، مشيراً إلى «أن طاقة كلّ من هاتين المحطتين اللتين نتباحث مع روسيا بشأنهما تبلغ ألف ميغاواط».
وأوضح المسؤول الإيراني أن عملية إنشاء إحدى المحطتين ستبدأ العام الجاري، فيما سيتم البدء بإنشاء المحطة الثانية بعد عامين.
وبشأن ما يقال عم أن الروس لا يمكن التعويل عليهم وأنهم لا يلتزمون بوعودهم، قال صالحي «إن الروس ليسوا شركاء غير ملتزمين بوعودهم ولا ينبغي النظر اليهم من هذا المنطلق.»