وفد مجلس الشعب السوري يلتقي مسؤولين ونواباً روساً
التقى وفد مجلس الشعب خلال مشاركته ضمن وفد الجمعية البرلمانية لحوض البحر الأبيض المتوسط، في المحادثات الروسية ـ الأورومتوسطية في موسكو، عدداً من المسؤولين والنواب الروس من مجلسي الدوما والاتحاد الفيدرالي ووزارة الخارجية وجرى خلال اللقاءات بحث الأوضاع في سورية وما تتعرض له من حرب إرهابية دولية تقودها دول غربية وإقليمية ومخاطر انتشار الإرهاب التكفيري على المنطقة والعالم.
وعرض الوفد الذي يمثل لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب التصعيد الإرهابي الذي تدعمه تركيا، لا سيما في منطقة كسب وكذلك التنسيق الذي يقدمه كيان الاحتلال «الإسرائيلي» للجماعات الإرهابية في المنطقة الجنوبية، إضافة إلى عمليات التهجير الممنهج للمواطنين من منازلهم وتدمير دور العبادة الإسلامية والمسيحية من قبل الجماعات الإرهابية التي تلقى الدعم المعلن من دول غربية وعربية في انتهاك فاضح للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الخاصة بمكافحة الإرهاب.
وأكد نائب رئيس مجلس الدوما سيرجي جليزنياك أن الإرهاب لا دين له… وأن على المؤسسات البرلمانية ممارسة الضغط على الحكومات والتأثير المباشر على السلطة التنفيذية من أجل العمل على الحد من دعم القوى المتطرفة والحد من دعم الإرهاب لأن الهجمات الإرهابية لن تبقى فقط محصورة في الشرق الأوسط بل ستنتقل إلى مناطق أبعد.
وأوضح أن الملفات في الشرق الأوسط مترابطة في ما بينها لذلك مهمتنا ستبقى كما كانت العمل على بذل أقصى الجهود للحد من التصعيد في هذه المنطقة، مؤكداً أن مجلس الدوما يتابع بقلق واهتمام الوضع في سورية وكذلك والمسار الفلسطيني، داعياً إلى اعتماد الحوار والمفاوضات كسبيل لحلال المشاكل والأزمات لأنهما يعطيان نتائج إيجابية أكثر من العنف.
وأكد نائب رئيس مجلس الدوما أننا كبرلمانيين مؤمنون بإرادة الناخب الذي نمثله وصناديق الاقتراع كمسار حقيقي للتعبير عن إرادة الشعب، فنشدد على أن صناديق الاقتراع هي التي تقرر من تكون له الشرعية القانونية في تولي السلطة بعيداً عن الإملاءات الخارجية المرفوضة.
والتقى الوفد نائب رئيس لجنة العلاقات الدولية في المجلس الفيديرالي الروسي أندريه كليموف وعدد من أعضاء المجلس من مختلف اللجان الذي أكد أهمية السلام في العالم وأن حل المشاكل يأتي بالحوار ومن خلال تطبيق قرارات الشرعية الدولية من دون تحيز. كذلك بحث الوفد مع نائبي وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وغريغوري كاراسين في مبنى وزارة الخارجية الوضع في سورية وفي منطقة الشرق الأوسط وأوكرانيا إذ أكد بوغدانوف أن المجتمع السوري متنوع يعيش في ظل دولة علمانية وينبغي أن يختار هذا الشعب مستقبله بنفسه من دون تدخلات خارجية، موضحاً أن موقف روسيا حيال سورية والقضايا الدولية الأخرى يرتكز على احترام القانون الدولي والمواثيق والمعاهدات، داعياً إلى احترام هذه القوانين والالتزام بها من قبل جميع الدول.
وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية أشار بوغدانوف إلى أن الحكومة «الإسرائيلية» تستمر في بناء المستوطنات غير الشرعية لتضع المجتمع الدولي أمام الأمر الواقع ولتجعلها شرعية بحكم الزمن، الأمر الذي يعرقل المفاوضات، داعياً إلى التزام المعايير والقرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن حيال هذه القضية وإلى منح اللاجئين الفلسطينيين حق العودة إلى ديارهم.
أكد نائب وزير الخارجية الروسي غريغوري كاراسين أن الأزمة الأوكرانية هي أزمة عميقة ذات أسباب اقتصادية تتعلق بمسعى أوكرانيا للانضمام إلى أوروبا والمخاوف التي أثارتها هذه القضية لدى الشعب، مشيراً إلى انه جرى استثمارها من قبل جماعات نازية سيطرت على الأحزاب المعارضة وعلى الساحات، ما أثار الفوضى في البلاد.
وأشار إلى أن الوضع في أوكرانيا يزداد صعوبة بسبب الحرب الإعلامية التي تشنها بعض وسائل الإعلام الدولية والتي تتحدث عن معلومات ملفقة وكاذبة تهدف إلى تحقيق مصالح سياسية معينة، داعياً إلى التزم الموضوعية في هذا المسألة للحيلولة من دون مفاقمة الأزمة في هذا البلد الذي ستؤدي زعزعة استقراره إلى زعزعة استقرار المنطقة كلها.
مثل مجلس الشعب السوري في وفد الجمعية البرلمانية لحوض البحر الأبيض المتوسط عالي المستوى في المحادثات الروسية الأورومتوسطية الدكتورة فادية ديب رئيسة لجنة الشؤون العربية والخارجية ونائب رئيس اللجنة الدكتور عمار الأسد.
وحضر اللقاءات رئيس الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط فرانشيسكو أموروزو والأمين العام سيرجيو بيازي ونواب من فلسطين والمغرب وإيطاليا وفرنسا.