روحاني: لا تفاوض على قدراتنا الدفاعية ومستعدّون للحوار مع الاتحاد الأوروبي بغية تعزيز أمن واستقرار المنطقة

أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني لوزيرة خارجية هولندا سیغرید كاغ أمس، «أنّ بلاده مؤمنة بالكامل بأن قدراتها الدفاعية غير قابلة للتفاوض»، معلناً «استعداد طهران للحوار مع الاتحاد الأوروبي بغية تعزيز أمن واستقرار المنطقة ومواصلة الحرب على الإرهاب».

روحاني الذي رحّب بتوسيع العلاقات مع دول الاتحاد الأوروبي ومنها هولندا، شدّد على «التزام إيران بالاتفاق النووي طالما أن الأطراف الأخرى ملتزمة به»، مضيفاً «أنّ طهران ستبذل كل جهودها للحفاظ على الاتفاق ولن تكون البادئة بنقضه»، علماً أنّ الاتفاق «لا يمكن إضافة شيء إليه أو إنقاص شيء منه».

تقارير «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» أكدت وفق روحاني التزام طهران بتعهداتها، «في حين أن بعض الأطراف لم تلتزم بتعهّداتها بشكل كامل».

روحاني طالب الدول الغربية بـ «وقف بيع الأسلحة المدمّرة لدول المنطقة خاصة الطائرات الحربية والصواريخ، لأنها تستخدم لقتل وتشريد الشعب اليمني وتدمير منازله وبُناه التحتية». كما نفى «نقل صواريخ إيرانية إلى اليمن»، معتبراً أنّ «هذا اتهام لا أساس له من الصحة ولا يُسهم في حل المشكلات».

ورفض روحاني كذلك «ترهيب بعض الدول من برنامج إيران الصاروخي»، مذكراً بأن «الشعب الإيراني لم ينسَ صمت المؤسسات الدولية ورفض الدول بيعه صواريخ خلال الحرب التي فرضها نظام صدام حسين».

وفي السياق، طالب الرئيس الإيراني بـ «وقف فوري للحرب في اليمن وتحقيق وقف النار والحوار، وكذلك تقديم المساعدات الإنسانية، بدلاً من كيل الاتهامات لطهران».

من جانبها، دعت کاغ أيضاً إلى «وقف الحرب في اليمن والوصول إلى وقف لإطلاق النار والبدء بالحوار الوطني، خاصة أن اليمن يعيش كارثة إنسانية».

وزيرة الخارجية الهولندية قالت «إنّ بلادها والاتحاد الأوروبي ملتزمان بالاتفاق النووي وتعزيز العلاقات مع إيران»، مؤكدة أنّ «حاجة إيران لبرنامجها التسلحي مشروع ونعترف بذلك رسمياً».

من جهة أخرى، استقبل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، نظيره الإسباني الفونسو داستيس لــ «بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك».

ووفق الوكالة الإيرانية فقد ذكرت مصادر في الخارجية الإسبانية بأنّ «هدف داستين من لقائه المسؤولين الإيرانيين هو تأكيد موقف أوروبا الداعي إلى حفظ الاتفاق النووي لأنه يساعد على الاستقرار في المنطقة، رغم تهديدات ترامب بإلغائه».

وكان وزير الخارجية الإسباني قد وصل أول أمس طهران، ومن المقرر أن يلتقي رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني، على أن يلتقي اليوم، مندوبي الشركات الإسبانية الموجودة في إيران.

من جهته، قال أمين سر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني خلال استقباله وزيرة خارجية هولندا «إن استراتيجية الأمن القومي الأميركية واستراتيجيتها النووية في المرحلة الجديدة الحالية تهديد حقيقي للسلم الدولي ونقض لميثاق الأمم المتحدة ويجب اتخاذ كل الخطوات الردعية لإنهاء هذا الجنون».

ولفت شمخاني إلى أنّ «الحوار والتنسيق بين إيران والاتحاد الأوروبي يصب في مصلحة السلام والاستقرار في المنطقة والعالم»، مضيفاً «أنّ نقض الاتفاق النووي من قبل أميركا سيؤدي إلى فقدان ثقة الدول المختلفة بالإدارة الأميركية».

كما أكّد شمخاني أنّ «إيران أوضحت للعالم ماهيّة العقوبات غير الإنسانية وغير القانونية ضدها وتعمل على حذف الدولار مع شركائها»، مشيراً إلى أن «سياسة ترامب قائمة على توسيع الأسلحة النووية».

وتابع شمخاني «لقد تمّ القضاء على داعش في المنطقة من خلال تعاون واسع بين إيران وسورية والعراق وروسيا، لافتاً إلى أن أدلة عديدة تشير إلى «سعي أميركي حثيث لإحياء المجموعات الإرهابية المسلحة في المنطقة وشمال أفريقيا»، ومعتبراً أن هذا يدل على أن «أميركا لا تولي أهمية للأمن العالمي».

وفي ما يخصّ حرب التحالف السعودي على اليمن، قال شمخاني «إنه من الضروري دخول الاتحاد الأوروبي على خط الأزمة اليمنية لوقف القتل الوحشي للشعب اليمني من قبل السعودية»، مضيفاً أن «الصمت حيال جرائم السعودية بحق نساء وأطفال اليمن الأبرياء شراكة في إبادة الشعب اليمني وتدمير البنى التحتية لهذا البلد».

من جهتها، عبرت كاغ عن «تقدير بلادها لدور إيران في مواجهة الإرهاب والجرائم المنظمة»، مؤكدة أنه «يجب أن يسعى الجميع لالتزام أميركا بالاتفاق النووي بشكل كامل».

هذا والتقى شمخاني وزير الخارجية الأسباني آلفونسو داستيس، حيث أكد المسؤول الإيراني «أنّ الاتفاق النووي يمثّل اختباراً لأوروبا»، معتبراً أنّ «فشل هذا الاتفاق في ظل التحرّكات السلبية الأميركية يعني فشل منطق التفاوض دوليّاً».

شمخاني رأى أنّ «الاتحاد الأوروبي لم يبدِ التحرّك المناسب للحفاظ على الاتفاق النووي، واصفاً مشروع واشنطن لإدخال تغييرات على الاتفاق النووي من أجل الحدّ من المكتسبات الإيرانية باللعبة السياسية». وأضاف «نقول بصراحة إنه في حال لم يحقق الاتفاق النووي مصالحنا فلا ضرورة للاستمرار به».

وشدّد أمين سر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني على أن «القدرات الدفاعية الإيرانية غير قابلة للتفاوض نهائياً».

وبشأن تنظيم «داعش»، قال شمخاني «نلاحظ انتشار داعش في شمال أفريقيا بعد القضاء عليه في غرب آسيا، بسبب استمرار دعم بعض الدول الغربية والعربية له، وهذا خطر يهدّد المنطقة وأوروبا».

واتهم شمخاني واشنطن والرياض بـ «مواصلة تسليح ودعم الإرهاب والمجموعات المسلّحة في سورية رغم تحذيرات بلاده والدول المستقلّة»، بحسب تعبيره، قائلاً «إن ذلك سيثبّت انعدام الأمن وسيؤدي إلى استمرار مواجهة أوروبا لأزمتَيْ المهاجرين والإرهاب».

وعبّر شمخاني عن «قلق طهران من استمرار الجيش السعودي بتحرّكاته العسكرية وقتله أبناء الشعب اليمني الأبرياء»، مبدياً استغرابه من «صمت الدول الأوروبية حيال هذه الجرائم».

ودعا المسؤول الإيراني أوروبا إلى «وقف بيع السلاح إلى الإمارات والسعودية، وذلك بسبب استخدامهما هذه الأسلحة في مهاجمة الأبرياء».

وأعرب شمخاني عن «تقدير موقف الدول الأوروبية التي رفضت قرار واشنطن الأخير بشأن نقل السفارة الأميركية إلى القدس».

وزير الخارجية الإسباني بدوره رأى أن «إيران تلعب دوراً إيجابياً وممتازاً في مواجهة المجموعات الإرهابية»، داعياً إلى «الحيلولة دون سباق تسلّح في الشرق الأوسط».

داستيس أكد أن «الدول الأوروبية عازمة بعد الاتفاق النووي على توسيع تعاونها المشترك في المجالات كافة مع إيران، بالإضافة إلى تعزيز الاستثمارات في مجالات البنى التحتية بما يضمن علاقات اقتصادية طويلة الأمد».

هذا ووقعت كل من إيران وإسبانيا اتفاقيّتين للتعاون والتنسيق السياسي والتعاون في مجال سكك الحديد، وقد تم التوقيع خلال لقاء بين وزيري خارجية إيران وإسبانيا اللذين بحثا تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والسياحة والبيئة والتكنولوجيات المتقدمة والجامعات والنقل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى