كوريا الشمالية تلغي اجتماعاً مع بنيس.. والبيت الأبيض «يأسف»
ألغت كوريا الشمالية اجتماعاً كان مقرّراً مع نائب الرئيس الأميركي مايك بينس أثناء وجوده بدورة الألعاب الأولمبية وذلك قبل ساعتين فقط من انعقاده.
وأعرب البيت الأبيض عن «أسفه لإلغاء كوريا الشمالية ذلك الاجتماع».
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض هيذر نويرت أمس، «خلال زيارة بينس لبيونغ تشانغ بمناسبة افتتاح الألعاب الأولمبية كانت هناك فرصة لاجتماع قصير مع رؤساء وفد كوريا الشمالية، وكان نائب الرئيس على استعداد لاغتنام هذه الفرصة، لتأكيد ضرورة تخلي كوريا الشمالية عن برامجها الصاروخية والنووية غير القانونية».
وتابعت نويرت قائلة: «إلا أنه في آخر لحظة قرّر المسؤولون الكوريون الشماليون عدم عقد الاجتماع، نحن نأسف، لأنهم لم يتمكنوا من اغتنام هذه الفرصة».
وبحسب البيت الأبيض فإن «الاجتماع السري تم إلغاؤه عقب تصريحات أدلى بها بينس عن تنفيذ العقوبات الأكثر شدّة وعدوانية ضد بيونغ يانغ وانتهاكات حقوق الإنسان، أثناء وجوده في دورة الألعاب».
وفي هذا الصدد قالت المتحدثة، «لن نعتذر لبيونغ يانغ بسبب ما لفت إليه بينس بخصوص انتهاكات حقوق الإنسان في كوريا الشمالية.. الطالب الأميركي أوتو ورامبير عاد إلى أميركا في حالة غيبوبة بعد إطلاق سراحه من السجن في كوريا الشمالية، وتوفي بعد ذلك بوقت قصير».
وشددت المتحدثة على أنّ «واشنطن لن تسمح لكوريا الشمالية رغم الزيارة التي تقوم بها إلى جارتها الجنوبية بإخفاء حقيقتها»، قائلة: «لن نسمح أن تغطي الزيارة التي تقوم بها كوريا الشمالية لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية بإخفاء الجوهر الحقيقي للنظام.. إن الضغوط والإجراءات القصوى ضد بيونغ يانغ ستعمق عزلتها الدبلوماسية والاقتصادية، حتى توافق على إجراء مفاوضات ذات مصداقية فيما يخصّ نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية».
فيما قال مكتب بينس «إنّ الأخير استعاض بلقاء مع منسق من كوريا الشمالية عوضاً عن ذلك».
وقال نيك آيرز كبير موظفي بنيس إنّ «كوريا الشمالية عرضت عقد اجتماع على أمل أن يخفف نائب الرئيس رسالته، الأمر الذي كان سيُخلي الساحة العالمية لدعايتهم خلال الألعاب الأولمبية».
وأضاف أنه «بعد أن ندد بنيس بانتهاكات حقوق الإنسان في كوريا الشمالية وأعلن عن خطط لفرض عقوبات اقتصادية جديدة تراجعوا عن الاجتماع أو ربما لم تكن لديهم قط نيّة خالصة للجلوس والتحدث».
وتابع آيرز «قرر نائب الرئيس أنهم إذا رغبوا في التحدّث، فسوف نبعث برسالتنا التي لا لبس فيها، إذا طلبوا عقد اجتماع فسوف نجتمع، وأوضح أيضاً «لن نغيّر مواقفنا أو نساوم بشأنها إلى أن يوافقوا على نزع أسلحتهم النووية بالكامل»، في تأكيد التصريحات التي أدلى بها بنيس منذ أن غادر كوريا الجنوبية.
كبير موظفي بنيس وجه انتقاداً لإدارة رئيس كوريا الشمالية قائلاً «ستقف هذه الإدارة أمام رغبة كيم في التستّر على نظامهم القاتل بالتقاط صور لطيفة لهم في الألعاب الأولمبية. ربما كان ذلك هو السبب في تراجعهم عن اجتماع أو ربما لم تكن لديهم قط نية خالصة للجلوس»، على حدّ تعبيره.
من جهته، رأى مسؤول أميركي «أنه لو كان الاجتماع عقد لأصبح الأول الذي يجمع بين مسؤولين كبار من إدارة ترامب ومسؤولين من كوريا الشمالية».
في المقابل، علّق القصر الرئاسي في كوريا الجنوبية على هذا الأمر بالقول إنه «ليس لديه ما يقوله على هذه المسألة».
على صعيد آخر، قالت مجلة «فورين بوليسي» إنّ «وكالة الاستخبارات الوطنية للتصوير والمسح الجغرافي ستزوّد عدداً من المنظمات الإنسانية غير الحكومية ومراكز الأبحاث بصور خام وتقارير تحليلية يمكن أن تستفيد منها في رصد انتهاكات حقوق الإنسان على أن ينصبّ التركيز في الشراكة غير المسبوقة كثيراً على كوريا الشمالية».
ويأتي قرار الاستخبارات الأميركية بالعمل مع المنظمات غير الحكومية لتسليط الضوء على انتهاكات نظام بيونغ يانغ لحقوق الإنسان في وقت حساس جداً مع قرار واشنطن انتهاج مسار المواجهة مع كوريا الشمالية، بحسب ما ذكرت المجلة.
كما لفتت إلى أنّ «انتهاكات الإنسان من قبل بيونغ يانغ تُعدّ جزءاً من استراتيجية ترامب الأوسع تجاه كوريا الشمالية».
الخبير في الوكالة الاستخبارية المعنية بالاتفاق كريس راسموسن من جهته، رفض الإفصاح عن «الجهات التي سيتمّ العمل معها»، قائلاً «إن الاتفاقات ليست رسمية بعد».
وكان راسموسن قد عرض برنامج التعاون هذا قبل أشهر عدة على المجمع الاستخباري، ورفضت الوكالة تحديد القضايا التي ستساعد فيها المنظمات الخارجية.