عشق الصباح
قرنفلة لصباحات، عشقك منهمر في روحي… كانت الريح تعصف كصهيل خيل الحرب، يتكوّم في الشرفة الشمالية والموج يتدافع كخيول السبق! الليل مرفأ الذاكرة وملجأ الحائرين، هذا الوجع المسكون فينا لا ينكفئ مُشتعل كلهيب النار. ليلى، غافلها الفرح، في ذلك الفجر الممطر، حين قال لها آدم، وهو يطوف على وجهها الندي وعنقها بقبلاته الممزوجة بالدموع: هيأت زادي للرحيل يا حبيبتي، انتظريني، لقد هبت على الديار رياح عاتية تريد اقتلاعنا! لن يطول وداعنا، لم يكن ذلك الفجر كأي فجر ولا الصباح كأية صباحات تسبقهُ؟ قالت يا إلهي: أولئك المسكونون بالعشق وجوههم كالبسملة في أول الضوء، تعاهد آدم مع رفاقه أن يخبئوا حكايا عشقهم في الذاكرة، وان يكرسوا جهودهم ووقتهم وأفكارهم لأجل حماية «الوطن» من هذه الريح المجنونة التي جاءت بهؤلاء الغرباء وعصفت بهذا الوباء الذي يستهدف البشر والشجر، البر والبحر.. الجبال والوديان التلال والسهول والإنسان، «هؤلاء الظلاميون همج يستهدفون كلّ حبة رمل وذرة تراب وقطرة ماء «سورية»؟ ولكن آدم ورفاقه ارتدوا الوطن دثاراً وشعاراً بغير أقنعة ملء قلوبهم الحب والتسامح وكلمة الحق في بؤبؤ العين آية، يدافعون عن الوطن بأرواحهم الشغوفة كقلوب المؤمنين المتعبّدين الذين يطوفون من حول «كعبة العشق سورية» ألف.. ألف..آلاف من الطواف ولا يتعبون.. ولن ينهزم الضوء ولن يطول انتظارنا «يا:ليلى».. لكِ صباح الحب.. وحفنة حبق؟
حين يتكلم آدم، تشعر ليلى، كأنهُ يُسقيها من نبيذ دالية أنضجتها شمس آب وتخمّرت حبات العناقيد تحت وهج شمس أيلول! أغمضت جفنيها لعلها تراه في الحلم، استبدها الشوق إليه، «تدانا ودنا وتناغمت.
حسن إبراهيم الناصر