الفرنسيون جسّوا نبض الأمير سلمان باسم فرنجية
يوسف المصري
خلال الزيارة التي قام بها ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز إلى فرنسا مؤخراً لمتابعة شؤون فرنسية سعودية ومنها ملف هبة الثلاثة مليارات دولار المخصصة لتسليح الجيش اللبناني، عرض المسؤولون الفرنسيون أمامه موضوع الاستحقاق الرئاسي في لبنان. وبحسب شخصية فرنسية زارت بيروت مؤخراً، فان ولي العهد السعودي أبدى نفوراً كبيراً حينما تم استمزاج رأيه بترشح العماد ميشال عون للرئاسة اللبنانية الأولى، ولكنه لم يبد نفس الحدة حينما انتقل الفرنسيون للكلام عن إمكانية أن يكون ترشيح الوزير سليمان فرنجية هو أحد المخارج لإنهاء أزمة استحقاق رئاسة الجمهورية في لبنان.
وتضيف الشخصية عينها، أن هناك تقديراً في باريس، ربما كان يقف وراءه تقارير السفير الفرنسي في لبنان، يفيد بأن إمكانية إيصال الوزير سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا تظل أسهل من إيصال الجنرال عون. والتعليلات المطروحة فرنسياً لدعم هذا الرأي تفيد بالتالي:
أولاً – إن عملية تعريب اسم فرنجية عند النائب وليد جنبلاط هي أسهل بما لا يقاس من تعريب اسم جنرال الرابية.
ثانياً – الرئيس ميشال عون أصبح كبيراً في السن، ولذلك فهناك نوع من التساؤل عن الجدوى من الإتيان به رئيساً في هذا الوقت الصعب الذي يحتاج رئيساً يتمتع بصفات أنه قادر على التعامل مع فترة مثقلة بالتحديات !! .
ثالثاً – سليمان فرنجية كاسم يظل أكثر مقبولية من عون لدى أطراف كثيرة في فريق 14 آذار.
رابعاً – إذا كان لا بد من صفقة سورية – سعودية لتمرير الاستحقاق الرئاسي، فان الإتيان بفرنجية سيرتب على دمشق أن تدفع مقابلاً أكبر كون الأخير يعتبر حليفاً واضحاً للأسد.
تستدرك الشخصية الفرنسية المعروفة بعلاقاتها الواسعة مع المستوى العسكري والأمني في فرنسا، قائلة إن بيت القصيد وراء كل هذا الأمر، هو أن باريس معنية بإنتاج حل للأزمة الرئاسية في لبنان تخدم رؤية أمنية فرنسية شاملة تتصل بعلاقة أمن المشرق المتوسطي بأمن أوروبا التي تقع على الضفة الأخرى من المتوسط. فالمستوى الاستراتيجي الأمني والاستخباراتي الفرنسي، يرى أنه لا بد للأجهزة الأوروبية أن تنسق بطريقة ما مع الدولة السورية لمنع تداعيات إرهاب داعش وشقيقاتها في سورية على أوروبا، خصوصاً في ظل وجود ما بين 500 إلى 700 إرهابي من أصل فرنسي يقاتلون في سورية ويحتمل عودتهم إلى فرنسا.
وبرأي هذا المستوى فإن رئيساً بمواصفات سليمان فرنجية يخدم فكرة فرنسا الأساسية حول أن نجاح باريس بمقاتلة الإرهاب في سورية يحتاج إلى تقديم تنازلات سياسية للرئيس بشار الأسد وذلك من أجل إقناعه بالمساعدة من خلال الدولة السورية وأجهزتها في مكافحة عودة الإرهابيين الأوروبيين إلى بلادهم، وطالما أن تقديم مثل هذه التنازلات السياسية محظورة أميركياً وخليجياً، فإنه يمكن بالتالي تقديمها له في لبنان من خلال انتخاب فرنجية.
وتكشف الشخصية عينها أن المسؤولين الفرنسيين حاولوا جس نبض الأمير سلمان لدى زيارته باريس تجاه هذه الفكرة، وتؤكد أنه في حين أن الأخير أبدى تشدداً كبيراً تجاه رفضه تطبيقها على قاعدة أن يستفيد منها ميشال عون، فإنه لم يبد نفس التشدد تجاه اسم فرنجية، بل حتى أنه ترك باب النقاش مفتوحاً على اسمه.