بيونغ يانغ وبكين تندّدان بالعقوبات الأميركية وسيول تعلن استعداد جارتها للحوار مع واشنطن
أكد الوفد الكوري الشمالي خلال لقائه مع الرئيس الكوري الجنوبي، مون جاي إن، «استعداده لإجراء المفاوضات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة».
وجاء في بيان الرئاسة الكورية الجنوبية نشر على «فيسبوك»: «الوفد الكوري الشمالي أعلن عن استعداده للحوار بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، كما أشار إلى ضرورة تعزيز العلاقات بين الكوريتين في الوقت ذاته، والعلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة».
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأميركية أمس، «إنّ تحسن العلاقات بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية يتوقف على حل مشكلة برنامج بيونغ يانغ النووي»، وذلك بعد أن أبدت كوريا الشمالية استعدادها للحوار مع الولايات المتحدة.
وقال متحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية «نحن على اتصال وثيق مع جمهورية كوريا بشأن ردّنا الموحّد على كوريا الشمالية. وكما صرّح الرئيس الكوري الجنوبي مون فإن تحسّن العلاقات بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية لا يمكن أن يتقدّم بشكل منفصل عن تسوية أزمة البرنامج النووي لكوريا الشمالية».
يذكر أنّ، اللقاء عُقد أمس، بين الرئيس الكوري الجنوبي، مون جاي إن، والوفد الكوري الشمالي، في بيونغ تشانغ، واستمر لمدة ساعة، وقد وصل الوفد الكوري الشمالي صباح أمس، بمناسبة انتهاء الألعاب الأولمبية، وستستمر الزيارة لثلاثة أيام، ويتكوّن الوفد من 8 أشخاص برئاسة رئيس إدارة الجبهة الموحّدة لحزب العمال الكوري كيم يونغ تشول.
وحضر حفل ختام دورة الألعاب الأولمبية أمس مون، ووفد من كوريا الشمالية وإيفانكا ابنة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضمن شخصيات بارزة أخرى.
وفي وقت سابق فشل نحو 100 محتج من كوريا الجنوبية في محاولة لسد الطريق أمام موكب يقلّ كبار الشخصيات الزائرة من كوريا الشمالية لحضور حفل ختام دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، واتهموا رئيس الوفد كيم يونغ تشول بأنه «وراء هجوم على سفينة حربية عام 2010 تسبّب في إغراقها ومقتل 46 بحاراً».
وسار الموكب في طريق مختلف مما دفع حزب كوريا الحرية المعارض لاتهام إدارة الرئيس مون بـ «استغلال نفوذها وبارتكاب عمل يصل إلى حد الخيانة»، بتغيير مسار الوفد وحمايته من المتظاهرين.
وقالت حكومة كوريا الجنوبية في بيان «إن مون اجتمع مع كيم في بيونغ تشانغ حيث أقيمت الدورة قبل حفل الختام».
وكان قرار كوريا الشمالية إيفاد رئيس مخابراتها العسكرية السابق على رأس الوفد، قد أثار غضب أسر البحارة القتلى وهدّد مناخ التقارب الذي تسعى سيول لتهيئته في الدورة الأولمبية التي تصفها بأنها «دورة السلام». وتنفي كوريا الشمالية «أنها كانت وراء غرق السفينة».
على صعيد آخر، اعتبرت كوريا الشمالية، أمس، العقوبات الأميركية الأخيرة المفروضة عليها «عملاً حربياً».
ودانت كوريا الشمالية أحدث جولة من العقوبات، التي فرضتها الولايات المتحدة، واتهمت واشنطن بـ «محاولة تقويض التحسن في العلاقات بين الكوريتين خلال دورة الألعاب الشتوية».
وقالت وزارة الخارجية في بيونغ يانغ إنّ «الكوريتين تعاونتا معاً ونجح الأولمبياد». وأضافت: «لكن الولايات المتحدة أثارت شبح الحرب في شبه الجزيرة الكورية بعقوبات جديدة واسعة النطاق على جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية قبل الحفل الختامي للأولمبياد»، مستخدمة الاسم الرسمي لكوريا الشمالية. وذكرت أنّ «أيّ حصار تفرضه الولايات المتحدة سيعتبر عملاً من أعمال الحرب».
في السياق نفسه، قدّمت الصين «اعتراضاً رسمياً» لدى الولايات المتحدة بعد فرض واشنطن عقوبات ضدّ شركات صينية متهمة بـ «القيام بأنشطة محظورة مع كوريا الشمالية».
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ في بيان مساء أول أمس، «الصين تعارض بحزم … استناد الولايات المتحدة إلى قانونها الوطني لفرض عقوبات أحادية ضد كيانات وأشخاص صينيين».
وأضاف «قدمنا احتجاجات رسمية لدى السلطات الأميركية وفرضنا على الولايات المتحدة إنهاء ممارساتها الخاطئة، بهدف تجنّب الإضرار بتنسيقنا الثنائي في ملف كوريا الشمالية».
وأكد غينغ «أنّ الصين التي تستوعب أكثر من 90 في المئة من تجارة كوريا الشمالية، تطبق بشكل كامل هذه التدابير ولن تسمح أبداً لشركات أو مواطنين صينيين بإجراء أنشطة تنتهك هذه القرارات».
وأقرّت الأمم المتحدة خلال 2017 ثلاث مجموعات من العقوبات الاقتصادية ضد بيونغ يانغ، تستهدف خصوصاً قطاعات البترول والحديد والفحم والصيد والنسيج. وتهدف هذه العقوبات إلى إرغام بيونغ يانغ على استئناف المحادثات حول أنشطتها النووية والبالستية.
وبالنسبة لبكين، الداعم الاقتصادي الرئيس لكوريا الشمالية، لا يمكن اتخاذ قرار بفرض عقوبات إلا في إطار الأمم المتحدة، وليس بـ«طريقة أحادية من قبل دول بموجب قوانينها الوطنية».
وأعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الجمعة الماضي، عن «عقوبات جديدة تهدف إلى زيادة عزلة بيونغ يانغ»، بعد ساعات على وصول ابنته إيفانكا ترامب إلى كوريا الجنوبية لحضور حفل اختتام الألعاب الأولمبية.
وتستهدف هذه العقوبات أكثر من 50 سفينة وشركة نقل بحري، وبحسب الإدارة الأميركية، فإنّ «الشركات والسفن المستهدفة تساعد كوريا الشمالية في الالتفاف على القيود الكثيرة المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي والباليستي».