نصرالله: الانتخابات النيابية تحدِّد مصير لبنان واللبنانيين وحماية دم أبنائنا وإنجازات شهدائنا يكون بالتصويت للمقاومة

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أنه يجب أن يقارب اللبنانيون الاستحقاق الانتخابي بمسؤولية عالية سواء على المستوى الوطني أو المحلي، لأن هذا الأمر يحدّد مصيرهم. داعياً إلى التصويت للمقاومة من أجل حماية الإنجازات.

كلام السيد نصرالله جاء خلال إحياء حزب الله الذكرى الأربعين لتأسيس حوزة «الإمام المنتظر للدراسات الاسلامية» في مدينة بعلبك، باحتفال أقامه في مركز الإمام الخميني الثقافي في المدينة، وشارك فيه: السفير الإيراني محمد فتحعلي، ممثل المرجع السيد علي السيستاني الدكتور حامد الخفاف، ممثل مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي الشيخ علي خاتمي، وزير الصناعة حسين الحاج حسن، النائبان علي المقداد ونوار الساحلي، الوزير السابق طراد حمادة، مسؤول منطقة البقاع في حزب الله النائب السابق محمد ياغي، مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب النائب السابق عمّار الموسوي، ممثل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى القاضي الشيخ علي المكحل، وحشد من الشخصيات.

وفي بداية الاحتفال ألقى رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك كلمة قال فيها إن «المقاومة الإسلامية التي هي الوصية الأساس للسيد عباس الموسوي، انطلقت من هذه الحوزة»، مضيفاً أن «40 سنة مضت على الحوزة وهي مستمرة وقد خرّجت أجيالاً».

ثم أطلّ السيد نصرالله عبر شاشة عملاقة وعرض في مستهلها لظروف تأسيس الحوزة وتطورها، ثم تطرق إلى الشأن الانتخابي فشدّد على ضرورة أن يرى الناس هذا الموضوع من زاويتين، دائرتهم الانتخابية والمستوى الوطني «لأن النواب يقررون عن كل لبنان وليس عن مناطقهم، فالنواب مسؤولون عن انتخاب رئيس جمهورية كل لبنان والتشريع والاتفاقات والحفاظ على الحدود وعدم المساومة عليها». سائلاً «هل نريد أن ننتخب نائباً يريد أن يتنازل عن حدودنا ونفطنا لـ «إسرائيل»؟

وقال «عندما نأتي إلى الدائرة التي نحن مسؤولون عنها مباشرة عندها يجب أن ننتخب من يعمل لمصلحة منطقتنا»، مشيراً إلى أن دائرة بعلبك الهرمل مهمة لما لها من موقف واضح مع المقاومة، وبالتالي فإن العمل سيتم عليها لما تمثل بمواقفها لحزب الله.

وأوضح أن القانون النسبي يتيح للناس أن تأخذ أحجامها الطبيعية على عكس القانون الأكثري، داعياً إلى «بذل أقصى جهد للحصول على أكبر حاصل انتخابي لإيصال المرشحين إلى مجلس النواب»، مؤكداً «وجوب أن لا يضيق صدرنا من أي شيء ومَن لديه كلام فليتحدّث به وطبعاً من دون الشتم ونحن مستعدّون لسماع الآراء والنقاش والتوضيح».

وأشار السيد نصر الله إلى أن أهل المقاومة في بعلبك الهرمل يجب أن يتحمّلوا مسؤولية العمل والدفاع والتبيين وتقديم الملاحظات، مردفاً «الناس قد تسأل ماذا قدّم لنا نواب حزب الله في العمل النيابي، لكن السؤال الأصح هو أن يسأل أهل بعلبك الهرمل حزب الله ماذا قدّم لنا وليس النواب ماذا قدموا».

وأثنى السيد نصرالله على العلاقة التبادلية والوفاء والاندماج والمسؤولية بين حزب الله وأهالي البقاع، مشدداً على «ضرورة أن لا يصغي الناس إلى أكلة الرؤوس وأن يقوموا بمراجعة كاملة لما قدم حزب الله لمنطقة بعلبك الهرمل منذ 1982 حتى اليوم معنوياً وأمنياً وجهادياً وبالموقع الوطني والإقليمي والاستقرار والمستوى الثقافي والاجتماعي والخدمي».

واعتبر أن هوية هذه المنطقة وانتماءها وتاريخها مع المقاومة وحزب الله بالتحديد يجعلها تحت دائرة الاهتمام، كاشفاً عن أنه «عندما يجتمعون في السفارة السعودية ويتحدّثون عن تشكيل اللوائح ودفع الأموال يعني ذلك أن العمل على مناطقنا قد بدأ».

وقال السيد نصر الله «إن الحصاد الكبير الذي وصلنا إليه على مستوى كل لبنان دُفعت مقابله دماء غالية وإن مسؤوليتنا أن نحافظ عليه بقوة»، لافتاً إلى أنه «عندما دخلنا انتخابات 1992 نفّذنا وصية السيد عباس الموسوي للدفاع عن المقاومة من خلال منع التآمر عليها».

وتابع «نحن، حزب الله، معروفون، منذ العام 92 إلى اليوم لا نشتري الأصوات بالمال ونحرِّم شراء الأصوات بالمال، عندنا حرام، نعتبره رشوة، لكن أنت عندما تبيع صوتك بـ 200 دولار أو بـ 500 دولار هذا النائب الذي أوصلته إلى مجلس النواب الذي رشاك يمكن أن يركِّب عليك ديوناً تبقى أنت وأولادك وأحفادك وأحفاد أحفادك تدفع فوائدها».

ونبّه من أن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون لم يأتِ إلى بيروت من أجل النفط فقط بل ليقول إن هناك مشكلة في لبنان هي حزب الله وسلاح المقاومة يجب أن يتم حلها.

ولفت إلى وجود بعض القوى السياسية وبعض الأشخاص، «لا مجال لإقناعهم، وأنا سابقاً أنه لو يرجع السيد المسيح إلى الحياة الدنيا ويقول لهم أنا السيد المسيح الذي تعتقدون بي ما تعتقدون، وأنا أؤمن بالمقاومة وبسلاح المقاومة وأؤيّد بقاءها فلن يقبلوا منه ذلك، ويوجد مسلمون إذا أتى النبي محمّد ويقول لهم الكلام نفسه فلن يقبلوا منه ذلك، هذه المجموعة خالصة».

وقال «اليوم أكثر من أي وقت مضى، بعد التجربة مع الإسرائيلي وبعد التجربة مع التكفيري، بعد التحرير الأول وبعد التحرير الثاني، أعتقد حقيقة أنه توجد أكثرية شعبية حقيقية لبنانية تؤمن بعنصر المقاومة كأحد عناصر القوة في المعادلة الذهبية. أتى تيلرسون والأميركيون ليضغطوا على لبنان كي ينزعوا منا السلاح، أنا تلك المرة التي تكلمت فيها عن البلوك رقم تسعة والنفط والغاز، حقيقة الآن «إسرائيل» إذا لم يكن لديها شيء تخافه هل تنتظر أحد؟ أم نراها مدّت الأنابيب وقربت على البلوك 9 والبلوك 8 والبلوك 10 وعملت منشآت ولا أحد قادر أن يفعل شيئاً، حتى إذا كانت لديه النية ليعمل شيئاً لا أحد قادر على عمل شيء، القدرة اليوم لسبب أو لآخر متاحة بين يدي المقاومة. وقلت هذا ليس انتقاصاً من الجيش اللبناني أبداً. الجيش لا يتمّ تسليحه ولا يتم إعطاؤه السلاح، يأتون له بـ «وليس» ويأتون له بملالة ويأتون له بـ «أم سكستين». لكن صواريخ أرض ـ جو وأرض ـ أرض وأرض ـ بحر هذا غير مسموح به. هذه المقاومة التي يتآمر عليها الأميركي اليوم جمهورها وناسها في رأس أولوياتهم مثلما جمهورها وناسها يقولون نحن جاهزون لنقدّم الدم».

وتابع «الآن على سبيل المثال، وإن كانت حالة جزئية، ويمكن بعض الإخوان يقولون إنه لا يوجد داعٍ للوقوف عندها يا سيد، لكن دعوني أقف عندها «معليش» لأنني أنا أحترم كل الآراء ولو كانت حالة جزئية، حتى ولو كان رأياً واحداً وسلوكاً فردياً «معليش خليني أن أناقشه»، أنه يا سيد لو خضت بنا البحر لخضناه معك، دم أولادنا نعطي دم أولادنا، لكن بالأصوات نريد أن نقعد لنناقش قليلاً، «معليش» لنناقش لا توجد مشكلة، لكن أنا أحب أن أقول لك قبل الاقتصاد والسياسة والخدمات والبنية القانونية وكل الذي سوف نتكلّم فيه على مدى شهرين دعوني منذ اليوم أن أقول لكم هذا الوضع لتفكّروا فيه جيداً: لتحمي دم إبنك وإنجاز دماء أبنائنا وشهدائنا التي هي المقاومة واستمرارية المقاومة وقوة المقاومة أيضاً، أنت أولى أن تعطي صوتك لتحميها.

إذا كنت غير مقتنع بأنه يوجد تآمر على المقاومة دعني أوضح لك وأقل: يوجد تآمر كبير على المقاومة أكثر من أي زمن مضى. اليوم الأميركان هم أتوا بالمباشر حيث فشلت الأدوات وداعش فشل وجبهة النصرة فشلت وأدوات أميركا في المنطقة فشلت، وأداة أميركا الكبرى في المنطقة التي هي «إسرائيل» باتت تبني جدراناً لتحمي نفسها، اليوم الأميركيون هم أنفسهم أتوا، هم في سورية أتوا ليثبتوا مواقعهم في العراق، وأتوا «ليطحشوا» على إيران و«طاحشين» على المنطقة ويتدخلون في التفاصيل اللبنانية، ساترفيلد مساعد وزير الخارجية أو نائب وزير الخارجية لا أعرف قاعد أسبوعين وثلاثة هنا من أجل سواد عيون اللبنانيين؟ لماذا قاعد عندنا ورايح جاي ورايح جاي؟ يوجد، إذن، تحدٍّ كبير، لبنان والمنطقة كلها ذاهبة إليه، وهذا جزء من التآمر، هل نحمي إنجازاتنا؟ هذا جزء من المسؤولية الذي تعبر عنه الانتخابات».

وحذّر السيد نصر الله من أن هناك تأمراً اليوم على المقاومة بعد فشل الأميركي وأدواته في المنطقة وانهزام تنظيم «داعش»، مؤكداً «ضرورة حماية دم الأبناء والإنجازات التي حصلت بدماء الشهداء والمقاومة واستمراريتها وقوتها من خلال التصويت لها كأولوية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى