المبيض: النتاج الإبداعي السوري يعكس الإصرار على التواصل الراقي والحضاري
رانيا مشوِّح
سنواتٌ من الحرب على سورية حاولت هدم كل حضارة وفنّ وعلم، وعانت قتلاً في الجسد والشجر والحجر، فنهضت أرواح الأبناء آبية النهاية، مستعينة بتاريخٍ حمل الجمال والإبداع والبداية ليطهّر النفوس بحرفيّة اللون والفنّ. ومن هنا قامت وزارة الثقافة بالتعاون مع مديرية الفنون الجميلة و برعاية وزير الثقافة محمد الأحمد بإطلاق المعرض الاستعادي الثالث لفنّ الغرافيك 2018 في «مكتبة الأسد الوطنية» في العاصمة دمشق .
افتتح المعرض المهندس علي المبيض معاون وزير الثقافة الذي صرّح عن المعرض قائلاً: «المعرض لمقتنيات مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة لفنّ الغرافيك. هذا النوع من الفنون الهامة والجميلة وأحد أوجه الثقافة الذي تسعى وزارة الثقافة لتعميمها على شرائح المجتمع، المعرض يضمّ لوحات لأهم الفنانين في هذا المجال. هناك لوحات تكاد تصل حدود العالمية في فنّ الغرافيك. يعكس هذا المعرض مدى الخبرة التراكمية لدى الفنان السوري بشكّل عام».
وأضاف: «سورية عمرها آلاف السنوات وبسبب موقعها الجغرافي وغناها بالثروات الباطنية منذ التاريخ كانت سورية محطّاً ومطمعاً لكلّ عدو. وهذه الصفة لسورية كلّفت السوري ثمناً غالياَ، لو تعاملنا بسلبية اتجاه كلّ الامتحانات والفتن والأطماع لما وصلنا إلى هنا، هذه المعارض توضح أننا في سورية مصرّون على الحياة ومتمسكّون بها ومصرّون على التواصل مع الآخرين بكلّ رقي وحضارة» .
كسحوت
في حين قال عماد كسحوت مدير مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة: «ثمّة برنامج عمل في مديرية الفنون الجميلة يُعنى بإعادة عرض الأعمال المقتناة من الستينيات حتى الوقت الحالي لنعيد للذاكرة أعمال فنانين كبار، منهم من رحل عنّا ومنهم فنانون شباب جدد. هذه الأعمال مهمّة ليرى الجمهور كيف كان الفنّ السوري سابقاً وحالياً بتطوّراته وتجاربه، خصوصاً في فنّ الغرافيك، ليتطلّع الجمهور على هذا الفنّ غير المنتشر في سورية بشكل كبير وليتشارك مع الفنانين بأعمالهم».
حسين
كما قالت رنا حسين، رئيس دائرة المعارض والمقتنيات في مديرية الفنون: المعرض الاستعادي الثالث لفنّ الغرافيك أي الطباعة، هو اختصاص ضمن كلّيات الفنون التشكيليّة الهامة التي لها روّادها ومشتركوها. المشاركون هم 20 فناناً ومجموع الأعمال 29 عملاً من فئات عمرية مختلفة، استخدمت تقنيات متعددة وأساليب مختلفة.
وأضافت: «نحن في وزارة الثقافة ومديرية الفنون من خلال الأعمال التي اقتنيناها في السنوات السابقة والتي تعود بعضها للسبعينيات نعرضها بطريقة جديدة كي يتعرّف الفنانون الشباب إلى أعمال أساتذتهم» .
رزوق
وفي الإطار عينه، قال الدكتور نبيل رزوق رئيس قسم الغرافيك في كلية الفنون الجميلة: «هذا المعرض يُعتبر تظاهرة فنّية تخصّصية غرافيكية، تشمل أجيالاً جديدة من فنانين وحفّارين. هو يُعتبر صورة مصغّرة عن تاريخ فنّ الغرافيك في سورية، اعتباراً من سامي برهان وهو فنان سوري كبير كان من الأوائل، والفنان مصطفى الحلاّج وفراس الأخرس وغيرهم من الكبّار في هذا المجال. ونلاحظ وجود أجيال مختلفة أيضاً قدّموا أعمالاً مختلفة بتقنيات متنوعة، كالطباعة الحجرية أو الطباعة المستوية والطباعة المسامية والطباعة البارزة الموجودة في العالم والطباعة الخشبية والطباعة الغائرة والمعدنية. لذلك أعتبر أن هذا المعرض هو بانوراما للفنانين وهو حافز بالنسبة إليّ شخصياً لتأليف كتاب عن هذا الفنّ .