عون: لبنان سيدافع عن نفسه إذا اعتدت عليه «إسرائيل».. ولاكروا: دور اليونيفيل تفادي التصعيد

أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لإدارة عمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا، الذي استقبله في قصر بعبدا، أن «لبنان حريص على استمرار الهدوء والاستقرار في الجنوب، لكنه في المقابل مستعدّ للدفاع عن نفسه إذا أقدمت «إسرائيل» على الاعتداء عليه»، لافتاً إلى «استمرار الخروق «الاسرائيلية» لقرار مجلس الأمن الرقم 1701 وانتهاك الأجواء اللبنانية لقصف الاراضي السورية».

وأشار إلى أن «محاولة «إسرائيل» بناء جدار إسمنتي على الحدود الجنوبية، لا سيما في النقاط الـ 13 من الخط الأزرق المتحفظ عليها، هي اعتداء إضافي على السيادة اللبنانية يرفضه لبنان رفضاً مطلقاً».

ونوه الرئيس عون بـ «الجهود التي تقوم بها قوة «اليونيفيل» العاملة في الجنوب»، محيياً «ذكرى شهدائها الـ 183 الذين قضوا منذ العام 1978 حتى اليوم في سبيل السلام»، معتبراً أن «خفض موازنة «اليونيفيل» سيكون له وقع سلبي على فعالية دورها الذي يكتسب أهمية خاصة في هذه الفترة بالذات التي تشهد فيها توتراً على الحدود نتيجة التهديدات «الاسرائيلية».

وأثار الرئيس عون مع لاكروا مسألة النازحين السوريين في لبنان وتداعياتها، فدعا الى «ايجاد حلول سريعة تنهي معاناتهم».

وكان لاكروا عرض للرئيس عون «الانطباعات التي تكونت لديه بعد زيارته الى الحدود»، فأكد «عمل اليونيفيل من أجل المحافظة على الاستقرار، لا سيما من خلال خطوات وقائية تضع حداً لردود الفعل التي يمكن أن تسجل نتيجة حصول مؤشر من حين الى آخر». وشدّد على «مواصلة عمل القوة الدولية واجتماعات اللجنة العسكرية الثلاثية التي تجتمع دورياً».

وحضر اللقاء إلى جانب لاكروا، المنسّقة الخاصة للامين العام للامم المتحدة في لبنان برنيل دالير كارديل، قائد القوات الدولية في الجنوب الجنرال مايكل بيري، المستشار العسكري في شؤون عمليات حفظ السلام الجنرال كارلوس امبرتو لواتيه، نائب مدير البعثة ومدير الشؤون السياسية والمدنية عمران ريزا، مدير مكاتب آسيا والشرق الاوسط واوروبا واميركا اللاتينية التابعة لعمليات حفظ السلام بيتر ديو، المساعد الخاص للاكروا جان نويل ميشال اندريه موريس بونيو والسيدة اليس ارو.

وادلى لاكروا بتصريح الى الإعلاميين، وقال: «اننا نحظى بتعاون وثيق مع الجيش اللبناني الذي ضاعف وجوده مؤخرا في منطقة عمل اليونيفيل، وهذا ما نرحب به بشكل ايجابي للغاية»، لافتاً إلى أن اليونيفيل تتولى مهمة ارتباط بين الافرقاء عبر الآلية الثلاثية وهذا دور مهم يسمح بالتحاور وتخفيض التوترات. وقد ارتدى هذا الدور طابعاً خاصاً في مسألة اعلان «إسرائيل» نيتها بناء جدار، وهي مسألة يتم بحثها ضمن الآلية الثلاثية، واليونيفيل بقيادة قائدها تلعب دورا مفيدا في هذا الامر».

ومن السراي الحكومية، أكد لاكروا بعد زيارته رئيس الحكومة سعد الحريري أن «اليونيفيل» تؤدي دورا وقائيا مهما جدا، فهي موجودة في منطقة العمليات، وتؤدي دوراً مهما جدا في منع وقوع أي حادث او حصول أي تصعيد مهما كان صغيرا.

واضاف: «إن اليونيفيل موجودة لإحلال السلام في لبنان، وبالطبع فإن القيادة تؤدي دورا مهما جدا في ضمان قيام «اليونيفيل» بعملها بطريقة جيدة وفاعلة. وأبلغنا الرئيس الحريري أن الآلية الثلاثية مهمة جدا، ومن خلالها يتمكن الطرفان اللبناني و«الإسرائيلي» من إجراء نقاش بتسهيل من «اليونيفيل» ودعم من القيادة. هذه الآلية معمول بها منذ بعض الوقت، وفي إطارها نعالج اليوم مسألة الجدار، والتي هي مسألة حساسة وتعمل اليونيفيل على تسهيل هذا النقاش على أمل ألا تساهم هذه المسألة في زيادة التوتر».

وزار مساعد الامين العام للامم المتحدة وقائد قوات «اليونيفيل» والمنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان، رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة. وقال لاكروا بعد الزيارة: «نحن ممتنون للتعاون مع السلطات اللبنانية والجيش اللبناني»، لافتاً إلى أن دور قوات اليونيفيل في تفادي التصعيد وأي حادث يساهم في ذلك هو الدور الأساسي ويجب أن يستمر للأفضل على أسس الامم المتحدة». وتحدث لاكروا عن «دور اليونيفيل الذي تلعبه في الحوار مع الجانب «الإسرائيلي» وهو دور مهم للجانبين. وهذا ما يجري أيضا بشكل خاص في الوقت الراهن من خلال محاولة اليونيفيل تسهيل الحوار حول موضوع الجدار حيث يلعب الجنرال بيري دوراً مهماً ومفيداً في تسهيل هذا الحوار من خلال الاجتماعات العديدة التي عقدت مؤخرا».

والتقى مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام وبيري كلاً من قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في مكتبه في مقر الامن العام وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، والأوضاع على الحدود الجنوبية لا سيما المتعلقة بالجدار الفاصل على طول الخط الأزرق، إضافة إلى دور قوات اليونيفيل في تثبيت الاستقرار في المناطق الحدودية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى