افتتاح مهرجان في النبطية بعنوان «إحياء ذكرة النبطية في مئة عام»
النبطية ـ مصطفى الحمود
رعى وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري ممثلاً بالمدير العام في الوزارة الدكتور علي الصمد حفل افتتاح «مهرجان إحياء ذاكرة النبطية» في مئة عام 1890 ـ 1990، وإطلاق البطاقات البريدية «ذاكرة النبطية في مئة عام»، 18 بطاقة في علبة فاخرة، وذلك بدعوة من النائب ياسين جابر و»مركز كامل يوسف جابر الثقافي الاجتماعي» في النبطية و»جمعية بيت المصوّر في لبنان» و»معرض خليل برجاوي لطوابع البريد»، وذلك في القاعة الكبرى للمركز، وبحضور النائب ياسين جابر، الدكتور محمد قانصو ممثلاً النائب هاني قبيسي، سعد الزين ممثلاً النائب عبد اللطيف الزين، علي قانصو ممثلاً رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، عضو المجلس البلدي في النبطية صادق إسماعيل ممثلاً رئيس البلدية، نائب رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان حسن فقيه، ووفود حزبية ومدراء مدارس وفاعليات.
افتتاحاً النشيد الوطني اللبناني، وكلمة الجمعيّات ألقاها رئيس «جمعية بيت المصوّر في لبنان» الزميل كامل جابر.
جابر
ثم ألقى النائب جابر كلمة قال فيها: «مركز جابر الثقافي» في النبطية سيبقى في خدمة المدينة والمنطقة على الدوام. هذه المدينة هي مدينة لم تأفل شمسها على مرّ الزمن ولا زالت أبوابها مشرّعة على العلم والفكر والثقافة، لأنها مدينة الانفتاح ومناخ الحوار ووهج الحرية. لقد شكّلت مدينة النبطية على مدى الزمان أرض التقاء وارتقاء إنساني، لتخرج مع مطلع كلّ شمس، فتسأل مزيداً من الانطلاق، لأن أبوابها من دون استثناء تُفضي إلى خافق في صدرها لا ينبض إلا باسم الوطن، ولا يتغنّى إلا بماضيها التليد. إنّها النبطية، المدينة التي لا تزدهر بغير المحبّة، لها في الجود باع وفي التواضع شأن، لذا فلا عجب أنّ يتعلّق بها الجميع، مَن سكنها ومَن درس فيها أو مَن مرّ فيها أو عمل فيها أو تعامل مع تجّارها، أو مَن صادق أحد أبنائها أو تزوّج من إحدى بناتها.
وأضاف جابر: «إنّها مسقط رأسنا، حضن وادع، ملاذ دافئ، شرارة إبداع للموهوبين، جنّة الراسخين في البذل والشهادة، مدينة العلم والعلماء بما رفدت به الوطن من همم خيّرة وطاقات خلاّقة من خلال آثار علمية وفقهية وأدبية للكبار أمثال الشيخ أحمد رضا والشيخ سليمان ضاهر، والشيخ عبد الحسين صادق الجدّ، والمؤرّخ محمد جابر الصفا الذين أثّرت مؤلّفاتهم في المكتبة العربية والإسلامية، إلى فتى العلم الكهربائي العالم حسن كامل الصباح الذي ضجّت باختراعاته جامعات أميركا ومختبراتها العلمية، إلى العالم يوسف بو خدود ودوره في «وكالة ناسا الفضائية» في أميركا، إلى العالمين يوسف مروة وكرم الحاج علي، بالإضافة إلى عدد كبير من خريجي الجامعات وحاملي الشهادات العالية من اختصاصات شتّى، في الطبّ والهندسة والحقوق والسلك العسكري وغيرها من الاختصاصات».
وتابع: «تطلون علينا معالي الوزير برعاية كريمة لهذا الاحتفال المميّز بعنوان «ذاكرة النبطية في مئة عام 1890 ـ 1990»، وإطلاق البطاقات البريدية الخاصّة به التي صاغها فنّان عصامي حالم عمل على تحقيق ذاته عبر ما أنتج من أعمال فنّية من خلال علاقاته المميزة التي تربطه بآلة التصوير الفوتوغرافي الإعلامي الأستاذ كامل جابر علي مزرعاني، فانطلق إلى الماضي المجيد والحاضر السعيد مع زملاء له من عشّاق الصورة والتراث، الذين جهدوا للملمة البقيّة الباقية من تراثنا قبل أن يضيع، فحملوا جنوبهم بل وطنهم كلّه في قلوبهم واحتضنوا ذكرياته التي تراكمت أحلاماً أزهرت وعبقاً توالد، لك منّا كامل جابر ولزملائك كل الثناء والتقدير، ويسعدنا تقديم هذه البطاقات هدية لكم كي تبقى شاهدة على تاريخنا المجيد الحافل بالذكريات الجميلة».
الصمد
بعد ذلك تحدث الصمد، فقال: «شرّفني معالي الوزير الدكتور غطاس خوري إذ كلّفني تمثيله في هذه التظاهرة الثقافية التي تنتصب لتراث مدينة أصيلة من مدن لبنان، ودرة من درر جبل عامل الأشم، وحمّلني الوزير خوري تحيّاته إليكم جميعاً. من وحي هذا اللقاء تحضرني الصرخة التي أطلقها أديبنا الكبير مارون عبّود حين قال: «ويل لأمة لا ذاكرة لها»، وهو الأديب الذي خلّف لنا مؤلّفات متعدّدة تحيّي جوانب هامّة من التراث اللبناني، بل لأمة لا ذاكرة لها هي دعوة إلى أنّ نكون أمّة أو شعباً في تواصل مع ماضينا التليد، فالحاضر هو امتداد الماضي كما هو امتداد استشرافي للمستقبل، اذا كنّا اليوم نحيّي جانباً من جوانب تراث النبطية صوراً وبطاقات بريدية وطوابع، فإنّ للنبطية تراثاً أصيلاً من لحم ودم، فالنبطية هي مسقط رأس إديسون العرب العبقري حسن كامل الصباح الذي قدّم للبشرية عشرات الاختراعات. هذه المدينة هي مدينة الشيخ عارف الزين، هي مدينة أحمد رضا إلى عشرات المبدعين في مختلف الرواتب المعرفية، وهكذا فإنّ النبطية من أي الجهات أتيناها هي مدينة غنيّة بتراثها، غنيّة برجالاتها الذين صنعوا لها مجداً يبقى على الزمن».
ثم قصّ النائب جابر وممثل الوزير خوري الدكتور الصمد والحضور شريط افتتاح «معرض صور ذاكرة النبطية في مئة عام»، وجالوا في أرجائه، ثم أطُلق معرض الطوابع البريدية اللبنانية «تراث من لبنان» وأقيم حفل كوكتيل.