قاسمي: واشنطن ولندن تستخدمان آليات دولية «لشرعنة العدوان» على اليمن عراقجي: نتيجة اجتماع مجلس الأمن شكّلت هزيمة للولايات المتحدة

اتهمت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، الولايات المتحدة وبريطانيا بـ «محاولة استخدام الآليات الدولية» لما وصفته بـ «شرعنة العدوان على اليمن».

وقال المتحدّث باسم الوزارة، بهرام قاسمي: «كما كان متوقعاً، لم يأت مشروع القرار البريطاني بأي إنجاز لمعدّيه لعدم واقعيته، وكان فشلاً آخر لا سيما لأميركا على الساحة الدولية وفي الأمم المتحدة».

وفي تعليقه على تأييد مجلس الأمن، أول أمس، مشروع القرار الروسي بشأن اليمن، أعرب المتحدث عن «قلقه الشديد حيال استمرار القصف على الشعب اليمني المظلوم»، منوهاً إلى «الاقتراب من بداية العام الثالث للعدوان السعودي على اليمن»، في إشارة إلى غارات التحالف العربي الذي تقوده الرياض دعماً لحكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ضدّ الحوثيين.

وتابع قاسمي أنّ «سلوك أميركا وبريطانيا في مجلس الأمن تجاه اليمن خلال السنوات الثلاث الماضية كان مليئاً بالأخطاء وغير بناء، وبدلاً من استخدام هذه الآلية الدولية لإنهاء الحرب تستغلانها لشرعنة العدوان والتستر على جرائم الحرب التي ترتكب في اليمن».

من جهته، قال نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، عباس عراقجي، تعليقاً على نتيجة اجتماع مجلس الأمن أول أمس، «إنّ نتيجة اجتماع مجلس الأمن شكلت هزيمة للولايات المتحدة الأميركية، وأظهرت عزلتها». وأضاف المسؤول الإيراني، «أنّ أميركا سعت خلال العام الماضي إلى إدانة إيران في مجلس الأمن من خلال الاحتجاجات أو اليمن أو المنظومة الصاروخية، لكنها فشلت»، مشيراً إلى أنّ «ذلك يعتبر دليلاً على عزلة أميركا في مجلس الأمن».

وأكد عراقجي في تصريح أمس، «أنّ بلاده ماضية في سياساتها الإقليمية بما يصبّ لصالح دول المنطقة»، مضيفاً «أنّ الاتهامات الموجهة لإيران بشأن اليمن مغرضة».

بدوره، حمّل السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة غلام علي خوشرو الولايات المتحدة وبريطانيا، «مسؤولية ما يجري في اليمن».

جاء ذلك في بيان أصدره السفير الإيراني، عقب جلسة مجلس الأمن حول اليمن أول أمس، والتي انتهت بـ»اعتماد مشروع القرار الذي قدّمته روسيا، بعد فشل إقرار المشروع البريطاني، الذي يتّهم إيران بانتهاك حظر السلاح المفروض على جماعة الحوثي في اليمن».

ونصّ البيان على أنّ «الولايات المتحدة وبريطانيا حاولتا اليوم انتهاك إجراءات مجلس الأمن وتنفيذ قرار لا أساس له لتعزيز أجندتهما السياسية ووضع اللوم عليناً لما يحدث في اليمن».

ونقل البيان نفي إيران «القاطع للادعاءات حول نقل أسلحة إلى اليمن، وقناعتها التامة بأن مثل هذه المحاولات من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تهدف إلى إلهاء المجتمع الدولي عن حقيقة ما يحدث في اليمن والوضع الإنساني الكارثي هناك، الذي جاء نتيجة للهجمات العنيفة الوحشية للتحالف السعودي على مدى السنوات الثلاث الماضية».

كما انتقد البيان سلوك السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، الذي اعتبره تغطية على «جرائم» التحالف العربي في اليمن. وأضاف، أنّ «هذه المزاعم المكررة والمسرحيات المملة إنما تأتي لمناهضة إيران ودعم المعتدين على اليمن».

في حين، هدّدت الولايات المتحدة بالجنوح إلى «إجراء أحادي الجانب ضدّ إيران»، بعد أن استخدمت روسيا حق النقض «الفيتو» ضدّ مشروع قرار بريطاني بشأن اليمن.

وقال المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي «إذا كانت روسيا ستستمر في حماية إيران، فعندها سيتوجب علينا نحن وشركاؤنا اتخاذ إجراءات بمفردنا»، دون تحديد نوع الإجراءات التي تتحدث عنها.

وأضافت هايلي «من الواضح أن هذا التصويت ليس في مصلحة الاتفاق النووي.. إنّ هذا يؤكد صحة الكثير مما نعتقده بالفعل، وهو أنّ إيران تحصل على تمرير لسلوكها الخطير وغير القانوني».

وكان مجلس الأمن الدولي اعتمد أول أمس بالإجماع، مشروع قرار روسي بشأن «تجديد نظام العقوبات على اليمن»، بدلاً من المشروع البريطاني.

ونص المشروع البريطاني، الذي حال الفيتو الروسي دون إقراره، على «انتقاد إيران واتهامها بالتقاعس عن منع وصول أسلحتها إلى جماعة الحوثي في اليمن».

فيما يقضي القرار الروسي، الذي اعتمده المجلس، بـ «تمديد العقوبات على اليمن حتى شباط 2019»، لكن من دون أيّ إشارة إلى التقرير الأممي بشأن إيران أو أيّ تحرك محتمل يستهدف طهران.

واعتبر مراقبون أنّ الفيتو الروسي «هزيمة» للولايات المتحدة التي تضغط منذ شهور لتحميل إيران المسؤولية في الأمم المتحدة، كما هدّدت بـ «الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى العالمية».

على صعيد آخر، وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف محاولات تغيير اتفاق إيران النووي بـ «الخطيرة للغاية»، مشدداً على «ضرورة حل جميع المسائل المتعلقة بإيران عن طريق التوافق».

تصريحات لافروف هذه جاءت أثناء مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، والذي أشار فيه إلى «ضرورة تطبيق خطة عمل شاملة مترتبة على اتفاق إيران النووي».

ودعا لافروف إلى «حل قضايا متعلقة بالجمهورية الإسلامية على أساس التوصل إلى التوافق وليس عن طريق الإنذار النهائي».

من جهته أكد وزير الخارجية الفرنسي موقف باريس الداعي إلى «التنفيذ التام لاتفاق إيران النووي».

في السياق نفسه، قال المتحدث بأسم الحكومة محمد باقر نوبخت، «أن الحكومة الایرانیة أعلنت موقفها فی العدید من المناسبات حول خطة العمل المشترك الشاملة، وإذا لم تؤمن مصالحها الوطنیة، فلن تبقي فی الاتفاق النووي ولا للحظة، هذا موقف كل النظام ولیس موقف شخص واحد أو مجموعة».

وفی مؤتمره الصحافي أمس، ورداً على سؤال حول انسحاب إیران من الاتفاق النووي وموقف الحكومة بهذا الشأن أوضح نوبخت، أنّ «موقف النظام بهذا الشأن حاسم جداً، وأنّ الحكومة تعمل على أساس المصالح الوطنیة ومصالحها العامة، إذا لم تؤمن مصالحنا فلن نستمر بتنفیذ الاتفاق النووي».

وتوصّلت إيران والقوى الكبرى في تموز 2015 إلى اتفاق حول تسوية برنامج طهران النووي، حيث اتخذت خطة عمل شاملة تقضي برفع بعض العقوبات الاقتصادية عن الجمهورية الإسلامية.

يُذكر أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب طالب الكونغرس بـ «إعادة النظر في الصفقة النووية الرهيبة مع إيران»، فيما تتهم طهران الولايات المتحدة بـ «العمل على عرقلة الاتفاق النووي، وتؤكد التزامها بتعهّداتها حيال الصفقة».

في سياق آخر، قال المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي في الشؤون الدولية حسين أمير عبداللهيان، «إنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تسمح للكيان الصهيوني بالتلاعب بأمن منطقة غرب آسيا المهمة والخطيرة».

وفي المؤتمر الصحافي للمهرجان الدولي الأول «الساعة الرملية» وهو مهرجان يرمز إلى بدء العد العكسي لانهيار الكيان الصهيوني أضاف أمير عبداللهيان أمس: «الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحلفاؤها الذين انتصروا في حربهم ضدّ الإرهاب على الباطل، لن يسمحوا أبداً للكيان الصهيوني باستخدامه الإرهاب التكفيري مرة أخرى، تعريض أمن المنطقة والأمن القومي الإيراني للخطر».

وصرح بأنّ «الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تسمح أبداً للكيان الصهيوني بأن يكون قادراً مرة أخرى على تنفيذ أعماله الإجرامية كاغتيال العلماء النوويين الإيرانيين في طهران واستخدام الجماعات الإرهابية والاستفادة من مثلث الخبث الرياض – واشنطن – تل أبيب».

وأعرب المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي عن «أمله بأن تنعم شعوب العراق وسورية ومنطقة غرب آسيا بالاستقرار والأمن والرخاء بعد اندحار داعش، وأن تعمل على إضعاف وانهيار الكيان الإسرائيلي الغاصب».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى