الشمالي لـ«البناء»: سأظلّ أغنّي لسورية ونمط الأغنية اليوم لا يناسب عطاءاتي
دمشق ـ آمنة ملحم
لم يكن متوقّعاً أن تعيد الأمسية التكريمية التي أقامتها وزارة الثقافة السورية للفنانة اللبنانية القديرة دلال الشمالي إلى المسرح لتغني من جديد معلنة إطلاق أغنيتها لسورية التي طالما غنّت لها أجمل الأغنيات التي لا تزال محفورة على أوراق الزمن لم تمحوها موجات الغناء العصرية فمن قاسيون أطلت لتطرب وتكرّم سورية كما كرّمتها وتشدو بكبرياء الواثق الوفي «حبيبتي يا سورية».
ثلاث فنانات سوريات شاركن في الأمسية سلام سليمان، إيناس لطوف وشام كردي، ومعهن حظيت الأمسية بباقة من أجمل ما غنّت الشمالي من أغانٍ وطنية وشعبية وكذلك الأهازيج المتفرّدة، برفقة الفرقة الموسيقيّة بقيادة المايسترو نزيه أسعد.
بدأت الحفلة بأغنية «من قاسيون أطلّ يا وطني» مع المطربة سلام سليمان، وهي كلمات خليل خوري وألحان الموسيقار الراحل سهيل عرفة. كما غنّت «أحبّ فيك بسمتك» كلمات أحمد قنوع وألحان الراحل زهير عيساوي، كما غنّت المطربة إيناس لطوف «يا موظّف البريد» كلمات أحمد قنوع وألحان زهير عيساوي وبعدها وعلى أنغام الناي التي قدّمها العازف إبراهيم كدر بصولو موسيقيّ غرّدت «عالياني» من كلمات إبراهيم الزبيدي وألحان الموسيقار الراحل عبد الفتاح سكر، وختمت مع «دقّ المهباج يا حميد» كلمات عساف طاهر وألحان جميل العاص.
ومع أغنية «لاهجر قصرك» كان حضور الفنانة شام كردي التي برعت بتأديتها. وهي الأغنية التي طالما غنّاها مطربون وتغنّوا بها للفنانة الشمالي، وهي من كلمات رفعت العاقل وألحان زهير عيساوي، كما غنّت كردي «قلعة التحدّي» كلمات خليل خوري وألحان سهيل عرفة.
وكانت مفاجأة الحفل في ختامه حيث اعتلت الشمالي المسرح لتطلق أغنيتها الجديدة لسورية بعنوان «حبيبتي سورية»، كلمات توفيق عنداني وألحان ماجد زين العابدين، لتشاركها سليمان ولطوف وكردي في إسدال ستارة الحفل على ألحان أغنية «من قاسيون أطلّ يا وطني».
وقدّم في نهاية الحفل معاون وزير الثقافة علي القيم درعاً تكريمية للشمالي، وأشار خلال حديث له مع «البناء» إلى أن التكريم وتتالي النشاطات الثقافية رغم كل ما تمرّ به البلاد من ظروف صعبة هو دليل على استمرار وزارة الثقافة في رسالتها الثقافية دون انقطاع. واعتبر أنّ الشمالي تذكّرنا بالفنّ الجميل في وقت قلّ فيه الجمال، وهي صاحبة رسالة ومشروع ثقافي مهم في وقت ازدادت فيه أصوات النشاز، ومن الجميل أن يشعر الإنسان بالتقدير لأعماله وفنّه ويكرّم في حياته، والأجمل أن نرى جيل الشباب يغنّي لهذه القامة ويكمل المشوار، وهذه إحدى رسائل وزارة الثقافة في نشر الفنّ الأصيل.
بدورها أشارت الشمالي لـ «البناء» إلى أنّها ستغني لانتصار سورية الذي يتحقّق وسيكتمل قريباً بهمّة شعبها وجيشها وقائدها، ودحر الإرهاب.
وتابعت: «التكريم هو تكريم سورية لي، وكل الشكر لوزير الثقافة محمد الأحمد، وكان الحفل جميلاً جداً وأديّت فيه أغنيتي الجديدة لسورية التي سيسمعها الجمهور عبر كليب قريباً، وأتمنّى أنّ أقدّم المزيد من الأغاني لسورية».
وعن بلدها لبنان نوّهت الشمالي بأنّها تكرّمت في قصر «الأونيسكو» على مسيرتها.
وأضافت: أنا بعيدة عن الغناء في هذا الوقت، لأن نمط الأغنية الحالي لا يتناسب معي ومع عطاءاتي، فأنا أغنّي الأغنية الملتزمة والكلمة الجميلة. أتمنى أن تحظى أغنية «حبيبتي سورية» التي قدّمتها في الحفل بإعجاب الجمهور وتنال النجاح الذي نالته «من قاسيون» لأغني المزيد لسورية.
وحول إمكانية تقديم عمل درامي يحمل سيرتها الذاتية، أعربت الشمالي عن أمنيتها بتقديم عمل عنها فتاريخها وحياتها مليئان بالدراما، على حدّ قولها.
ومن جانبها أكّدت كردي بأنّها تفختر بالغناء في حفل تكريمي للفنانة الشمالي وبوجودها، وهذا امتداد لما تعمل عليه بتكريم سنوي بحفل لها لأحد المطربين من الزمن الجميل. معربةً عن سعادتها بالمشاركة مع الفنانتين لطوف وسليمان في الحفل.
وأشارت لطوف إلى أنّ سورية هي البلد الثاني للشمالي والتي لطالما قدّمت لها المحبة والفنّ الراقي، فالتكريم اليوم أيضاً عربون محبة من سورية لها.
وأكّدت لطوف أن الأغنيات التي قدّمتها في الحفل اختارتها بنفسها كأغنيات تليق بصوتها وهي من أجمل الأغاني التي تستحق السمع من جديد، وأن أغنيات لطوف تتميّز بأنها من السهل الممتنع فقد أدّت القصيدة والإيقاعات الجميلة، والأغنية الشعبية التي نتمنّى أن تعود من جديد التي تحمل الإيقاع والحركة وكلام جميل يحمل معنىً وعفوية.
من جهتها، أكّدت سليمان أن الأغنية الملتزمة الأصيلة لا تموت. وهذا ما قدّمته الشمالي التي لا تزال واقفة على قدميها وصوتها رائع، وطالما غنّت لسورية التي تكرّم فيها اليوم. كما اعتبرت سليمان أن هذا الحفل إضافة كبيرة لها، فالشمالي قامة فنّية عريقة وكبيرة، ولا سيّما أداءها لأغنية «من قاسيون» التي نسبها الموسيقار الراحل سهيل عرفة لها من بعد الشمالي، فهي وسام على صدرها وتعتز بأدائها. وجاء في مطلع أغنية «حبيبتي سورية»، «حبيبتي يا سورية تعيشي يا أحلى بلاد يا قاهرة كلّ العدا يا صانعة الأمجاد جاي أنا جاي، تبوس الراية صمودك حكاية ونصرك الأعياد، حبيبتي حبيبتي سورية».