رئيس الجمهورية: لن أوقع أي قانون عفو عمّن أدين أو سيُدان بقتل عسكريين
قال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون: «إننا نحمل عبء إرث كبير من سوء استخدام المال العام، أوصل البلاد إلى 86 مليار دولار من الدين، وقد اتخذنا قراراً بحسم 20 من موازنة كل وزارة تخفيضاً للعجز».
موقف الرئيس عون، جاء خلال استقباله في قصر بعبدا، بحضور المساعدة الرئيسية لرئيس الجمهورية رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلودين عون روكز، وفد «الاتحاد الوطني لجمعيات المعوقين في لبنان»، الذي ضمّ، مسؤولين عن المؤسسات العاملة مع ذوي الإعاقة في لبنان والمجلس الوطني للخدمة الاجتماعية.
ولفت إلى أن «هناك 340 جمعية ومؤسسة أهلية ودينية من بينها 103 جمعيات تهتم برعاية وتأهيل ذوي الإعاقة، كما أن هناك 263 جمعية استفادت من تقديمات ومساهمات وزارة الشؤون الاجتماعية للعام 2017. وفي الحصيلة هناك 603 جمعيات دينية ومؤسسات متعاقدة تستفيد من تقديمات الوزارة، تبين أن البعض منها وهمي وبعضاً آخر لا يقوم بالمهام المطلوبة منه»، مشيراً إلى أنه أعطى توجيهاته «في ما يتعلق بهذه الجمعيات الوهمية من أجل إلغاء التقديمات لها في الموازنة على أن يكون مردود التقديمات الى الجمعيات الأساسية والعاملة فعلياً».
وأكد عون أن «الاهتمام بذوي الحاجات الخاصة والمعوقين والمؤسسات التي ترعاهم، هو من أولوياتي، لأنني أولي عناية خاصة بالإنسان». ولفت إلى وجود «جمعيات ومؤسسات وهمية تستفيد من خزينة الدولة على حساب المؤسسات الفاعلة في هذا الميدان».
وقال: «لن يستمر الوضع على ما كان عليه، وقد طلبت التحقق من أوضاع الجمعيات والمؤسسات المتعاقدة مع الدولة ووزارة الشؤون الاجتماعية وعملها وحجم نشاطها، لتمييزها وتأمين الدعم اللازم لها، وحجبه عن المؤسسات والجمعيات الوهمية التي لا تقوم بأي عمل بحيث تضمّ المخصصات التي تصرف لها عن غير وجه حق، الى الاعتمادات التي تعطى للمؤسسات والجمعيات التي تقوم فعلياً بأعمال انسانية وترعى شؤون ذوي الحاجات الخاصة والأيتام والمعوقين على اختلاف درجة وطبيعة إعاقتهم».
وفي الإطار الإنساني نفسه، عرض الرئيس عون مع رئيس وفد «الاتحاد الدولي للإعاقة» كولن الن ووفد من الاتحاد ومن «المنظمة العربية للاشخاص ذوي الاعاقة»، شؤون المعوقين ومطالبهم والصعوبات التي يعانون منها، خصوصاً الصم وكيفية مساعدتهم في لبنان والمنطقة، وأشار الى «وجود مؤسسات في لبنان تعنى بمساعدة الاشخاص الذين يحتاجون الى عناية خاصة. ونحتاج من حين لآخر الى دعم للقيام بهذه المهمة وتلبية حاجات المعوقين. لكننا مستعدّون لمواكبتكم عبر التقنيات والأساليب الحديثة التي تعتمدونها».
كما ابدى الرئيس عون «استعداد لبنان للتوقيع على الاتفاقات الدولية الخاصة بحقوق المعوقين، ودرس أي تعديل على الاتفاقات السابقة تمهيداً لإقرارها». وأشار الى «وجود مدارس في لبنان لمساعدة الصم والمصابين بإعاقات جسدية اخرى، وقوانين تحفظ حقوقهم بالعمل واندماجهم في المجتمع بطريقة سليمة»، مؤكداً «سنعمل على تعزيز المراقبة من اجل تطبيق هذه القوانين».
كذلك، التقى الرئيس عون بحضور ألن، مدير التعليم للصمّ رئيس الاتحاد اللبناني للصم الدكتور حسين موسى اسماعيل، الذي أشار الى «اهمية زيادة الاهتمام بالصم في لبنان»، كما تحدّث عن «التنسيق القائم مع الاتحاد العالمي للصم الذي يتابع أوضاع 70 مليون شخص أصم، 80 في المئة منهم لا يتلقون التربية اللازمة لمساعدتهم على تجاوز إعاقتهم».
وجدد رئيس الجمهورية تأكيد اهتمامه «باوضاع ذوي الحاجات الخاصة ومتابعته كل القوانين والتنظيمات التي ترعاها».
والى الاهتمام بالشؤون الانسانية والاجتماعية، تابع الرئيس عون الاوضاع العامة في البلاد، لا سيما الأمنية منها وحاجات المؤسسة العسكرية، خلال استقباله وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف، الذي أطلع رئيس الجمهورية على مشاركته في «مؤتمر ميونيخ للأمن 2018» واللقاءات التي عقدها على هامشه، والتي ركزت على «شرح موقف لبنان من الاحداث الداخلية والإقليمية».
وأوضح أن البحث «تناول ايضاً اللقاء الذي سيعقد بين وزراء الدفاع، في كل من قبرص واليونان ولبنان الممهد للقمة الرئاسية الثلاثية المرتقبة. وتناول البحث أيضاً عدداً من المواضيع التي تهم المؤسسة العسكرية والتعاون بينها وبين الدول الصديقة».
وعرض الرئيس عون مع وفد من عائلات شهداء الجيش اللبناني اوضاعهم، واستمع الى مطالبهم، وابرزها «عدم شمول قانون العفو العام الذي يتم العمل على إقراره في مجلس النواب قبل انتهاء ولاية المجلس الحالي، اولئك الذين ارتكبوا جرائم قتل بحق العسكريين».
وأكد الرئيس عون أنه يتابع هذا الموضوع «انطلاقاً من حرصه على الوفاء لشهادة العسكريين الذين استشهدوا في سبيل الحفاظ على الاستقلال والسيادة والكرامة الوطنية، ولن يوقع أي قانون عفو عمن أدين أو سيدان بقتل عسكريين».
وفي قصر بعبدا ايضاً، الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي نعمة الله الهاشم، رئيس جامعة الروح القدس في الكسليك الأب البروفسور جورج حبيقة وامين السر العام للرهبانية الاب ميشال ابو طقه، الذين وجهوا دعوة للرئيس عون واللبنانية الاولى «للمشاركة في رتبة سجدة الصليب يوم الجمعة العظيمة في 30 آذار الحالي في قاعة البابا يوحنا بولس الثاني في جامعة الروح القدس في الكسليك».
وفي قصر بعبدا، رئيس جامعة القديس يوسف في بيروت الأب البروفسور سليم دكاش اليسوعي مع وفد من الإدارة التعليمية وطلاب الدفعتين الخامسة والسادسة من ماستر إدارة السلامة المرورية في الجامعة.
وأشاد الرئيس عون خلال اللقاء بوجود «اختصاص جامعي لإدارة السلامة المرورية، مع تجاوز عدد ضحايا السير في العالم عدد ضحايا الحروب»، مشيراً إلى «الارتفاع الكبير لنسبة ضحايا السير في لبنان، وهي الأعلى في العالم، وذلك في الغالب مرده إلى السرعة وعدم احترام الإشارات المرورية».
وقال: «من دون مراقبة وعقاب، لن ننجح في تخفيض عدد ضحايا حوادث السير. فليس هدف عقوبة السير تمويل خزينة الدولة، بل تربية المواطن على حسن القيادة». ولفت إلى «عدم توافر التجهيزات المرورية والإضاءة على الكثير من طرقات لبنان، وهذا يحتاج إلى ورشة كبيرة، لأن إعمار الإنسان هو من إعمار البلاد».
ونوّه رئيس الجمهورية بـ«الجهود التي تبذلها قوى الأمن الداخلي لضبط المخالفات، والتخفيف من مشكلة حوادث السير»، مشيراً إلى «ضرورة تبليغ المخالفين عن مخالفاتهم في أسرع وقت ممكن».