يونسي لـ«أنباء فارس»: لن نسمح لأميركا بفرض مصالح «إسرائيل» وإرادتها في المنطقة

أكد وزير الأمن الإيراني الأسبق علي يونسي «ضرورة العمل سريعاً للقضاء على التنظيم الإرهابي داعش»، لافتاً إلى «ضرورة العمل الوقائي لمنع هذا التنظيم الإرهابي من ممارسة دعاية إعلامية كاذبة يغرّر بها السذّج».

وقال يونسي: «ينبغي علينا العمل سريعاً لقمع العدو وأن لا نوفر له الفرصة للمبادرة، وعلينا العمل لقمع داعش والقضاء عليه، وقبل ذلك ينبغي العمل الوقائي وأن لا نسمح بأن يمارس دعاية إعلامية كاذبة يستقطب ويغرّر بها البعض من السذّج»، موضحاً «أنّ داعش يشكل تهديداً خطراً ولكن لا تكفي مواجهته بأساليب عنيفة».

وأكد يونسي «أنّ قضية أهل السنة منفصلة تماماً عن قضية داعش، وإنّ الغالبية الساحقة من أهل السنة في الداخل والخارج يعارضون الأعمال اللاإنسانية والخارجة عن الدين التي يقوم بها داعش».

وفيما يتعلق بالمفاوضات النووية بين إيران ومجموعة «5+1، أعرب يونسي عن عدم تفاؤله كثيراً بها «إلا أنّ الطرفين يرغبان في الوصول إلى نتيجة، والرغبة لدى الأميركيين أكثر من الآخرين».

وأوضح «أنّ أوباما لم يحقق أي إنجاز خلال عهده في الحكم وهو يرغب في الوصول إلى نتيجة في هذه المفاوضات ليقول أنه حال دون أن تصبح أيران دولة نووية، ولهذا السبب فإنهم يهولون من خطر إيران النووية ليقولوا أنهم حققوا إنجازاً كبيراً فيما لو تم التوصل إلى اتفاق».

وأشار يونسي إلى «أنّ أميركا مارست الظلم في حق إيران على مدى نصف قرن على الأقل وما زالت تمارس سياساتها السلطوية»، واصفاً الرئيس الأميركي باراك أوباما بأنه «أضعف الرؤساء الأميركيين لأنه مني بهزائم منكرة في المنطقة وحدثت في فترة حكمه الصحوة الإسلامية التي لقي فيها الأميركيون أكبر هزائمهم، كما أنّ الإرهاب وصل إلى الذروة في عهده، ولهذا السبب فإنهم يرغبون في التوصل إلى تسوية بصورة ما، إلا أنّ أوباما يتأثر بشكل كبير بالكونغرس واللوبي الصهيوني».

وقال يونسي: «ينبغي أن نرغم الأميركيين على الرضوخ لمطالبنا في الاتفاق النووي، بحيث يتم فيه توفير مصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لأنه إذا لم يتحقق هذا الأمر في فترة أوباما فليس من المعلوم إن كان سيتحقق في فترة أخرى»، مشيراً إلى «أنّ الأميركيين تحدثوا بصيغتين خلال أسبوع واحد، تلخّصان السياسة الأميركية، إحداهما قالها أوباما والأخرى كيسنجر، وكلاهما حول إيران». وأضاف: «قال كيسنجر بأنّ الهلال الشيعي بدأ من إيران ويمتد إلى لبنان وهنا يكمن الخطر الحقيقي، إلا أنّ أوباما اعتبر أنّ الخطر الأساسي هو ليس إيران بل الجماعات السنية المتطرفة، وهذان التصريحان يؤشران إلى التيارين السائدين في أميركا أي المحافظين والديمقراطيين».

وتابع يونسي: «المحافظون هم دعاة حرب ولا يتحملون قوى مثل إيران، ولو كانوا في سدّة الحكم لأطلقوا الحرب لأنهم وبالتبعية لإسرائيل يرغبون في الإيحاء بأنّ إيران تشكل خطراً وأنّ الخطر ليس من داعش، إلا أنّ الديمقراطيين يقولون أنّ إيران لا تشكل خطراً وإنّ الخطرين الأساسيين هما داعش والقاعدة».

وأكد يونسي «أنه لولا الدعم من إيران لما كان الكيان الإسرائيلي مستعداً أبداً للقبول بوقف إطلاق النار في حربه الأخيرة على غزة»، مشدّداً على «أنّ إيران هي القوة العسكرية الأولى في المنطقة بحيث لا تسمح للقوى الكبرى بفرض إرادتها عليها».

ولفت إلى أنّ مصالح بلاده «لا تتحدّد في إطار البلاد بل هي أيضاً في افغانستان والعراق وسورية ولبنان والمنطقة في صورة عامة، وينبغي توفيرها، ولو أرادوا تجاهلها فإنها أمر واقع ومن قواعد اللعبة».

وحول ما يقصده بمصالح إيران قال: «إيران دولة مستقلة إلا أنّ مصالح بعض الدول ومصالحنا متشابكة معاً، فالعلاقة بيننا وبين العراق متمازجة نظراً للمصالح المعنوية والمادية كالنفط والغاز المشترك والقضايا التاريخية وغير ذلك، لذا فإنّ أميركا مضطرة للتفاوض معنا، كما أنّ إيران لن تسمح بأن تفرض أميركا مصالح وإرادة إسرائيل في المنطقة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى