الحكومة الإيرانية تعتزم الارتقاء بحقوق المواطنين وتقارير الأمم المتحدة فاقدة المصداقية
بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في اتصال هاتفي الوضع في «الشرق الأوسط» والتحضير لـ «قمة بحر قزوين».
كما تطرق الطرفان في حديثهما إلى «الإجراء المبدئي الذي قامت به روسيا في استخدام حق الفيتو ضد مشروع القرار البريطاني الذي يقضي باتخاذ إجراءات ضدّ إيران في ما يتعلق باليمن».
وقالت الخارجية الروسية في بيان أمس: «بحث الطرفان قضايا التعاون الثنائي وتبادلا الآراء حول أهم القضايا الدولية والإقليمية مع التركيز على الوضع في الشرق الأوسط، إضافة إلى التحضير لقمة قزوين الخامسة المزمع عقدها في كازاخستان».
دهقاني
على صعيد آخر، اعتبر مساعد وزير الخارجية الإيرانية غلام حسين دهقاني، «أنّه من غير المقبول ارتهان الاتفاق النووي وربطه بقضايا أخرى لا صلة لها به والتهديد بالخروج منه»، مشيراً إلى أنّ «الاتفاق النووي أصبح في خطر بعد تهديد أحد أعضائه أميركا بالخروج منه».
وفي تصريح له خلال مشاركته في اجتماع كبار المسؤولين في مؤتمر نزع السلاح النووي المنعقد أول أمس في جنيف، أشار دهقاني إلى «تعهّد إيران المستديم ومشاركتها الفاعلة في قضايا نزع السلاح النووي وعدم انتشاره»، مضيفاً: «إنّ فرض أزمة مفتعلة أدى إلى فرض الكثير من المتاعب على بلادنا خلال الأعوام الأخيرة، إلا أنّ هذه الأزمة لم تؤد أبداً للمساس بتعهداتنا تجاه نزع السلاح النووي».
وقال، «إنه وبغية حل هذه الأزمة غير الضرورية فقد دخلنا في مفاوضات صعبة كانت حصيلتها التوصل إلى الاتفاق النووي كنجاح دبلوماسي تاريخي متعدد الأطراف»، مشيراً إلى «أنه في الوقت الذي التزمت فيه إيران خلال العامين الماضيين بهذا الاتفاق ونفذت تعهداتها تماماً وهو الالتزام الذي ورد مكرراً في 10 تقارير صادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، فإنّ «أميركا نقضت تعهداتها في إطار الاتفاق مراراً عبر المصادقة على سياسات وبيانات سلبية وعقبات مفتعلة وهي تسعى لحرمان إيران من الحصول على منافعها المتأتية من الاتفاق النووي».
وتابع، «إنّ الموقف الأميركي حول الاتفاق النووي يبعث رسالة إلى العالم مفادها أن أميركا بلد غير جدير بالثقة في الاتفاقيات الثنائية والمتعددة الأطراف».
وأضاف «أن ردنا واضح وصريح وهو الرفض لهذا التهديد القائل، إما أن يتم التفاوض من جديد حول الاتفاق النووي وإما تخرج أميركا منه، فالاتفاق النووي غير قابل للتفاوض من جديد»، منوهاً إلى «انّ الاتفاق النووي أصبح في خطر بعد تهديد أحد أعضائه بالخروج منه»، مشيراً إلى أنه «من غير المقبول ارتهان الاتفاق النووي وربطه بقضايا أخرى لا صلة لها به والتهديد بالخروج منه».
من جهة أخرى، قال دهقاني «إنّ عدم التزام الدول النووية بتعهداتها القانونية وفقاً للمادة السادسة من معاهدة حظر الانتشار النووي القاضية بإجراء المباحثات لنزع السلاح النووي من شأنه خلق أزمة عدم ثقة إزاء طاقات وقدرات هذه المعاهدة في نزع السلاح النووي وسيعرض هذه المعاهدة لضغوط شديدة». وأكد أنّ «الناتج الرئيس الذي جاء به الاتفاق النووي لنظام عدم انتشار الأسلحة النووية هو إيجاد نموذج لتسوية القضايا التقنية والسياسية المعقدة، وهو الأمر الذي حظي بإشادة واسعة من جانب المجتمع العالمي».
وأضاف دهقاني «أنّه في الوقت الذي لم نشهد أي تقدم في مجال نزع السلاح النووي، فإنّ الدول النووية بادرت بصورة غير متوقعة إلى توظيف الرساميل بكثافة وبسرعة لتحديث أسلحتها النووية وتطوير قدراتها النووية عبر إنتاج رؤوس نووية أكثر حداثة وتأثيراً».
في السياق ذاته، ذكّر دهقاني بـ «إعلان أميركا أنها تخطط لإنفاق 1.25 تريليون دولار على مدى العقود الثلاثة المقبلة لاستبدال وتحديث ترسانتها النووية الأمر الذي أثار المخاوف بشدة».
وقال دهقاني «إنّ دور وأهمية السلاح النووي أخذ يتزايد بشكل خطير على صعيد السياسات الأمنية والعسكرية والعقيدة النووية»، مذكراً بـ»إعلان الرئيس الأميركي مؤخراً أنّ زر الاستفادة من الترسانة النووية لبلاده أكبر بكثير من الآخرين»، واصفاً كلامه بـ «غير المسؤول».
وأوضح دهقاني أنه «لا ينبغي أن ننسى أنّ السياسات والبيانات التي تؤكد على دور السلاح النووي كضامن للأمن لها تداعيات لا تحمد عقباها، ومنها التشجيع على نشر السلاح النووي وما من شأنه تصعيد احتمالات المواجهة النووية والحرب». وأردف قائلاً: «أن أحد الأمثلة على هذا الوضع هو خطر نشوب الحرب النووية في شبه الجزيرة الكورية».
واعتبر دهقاني أنّ «الوضع القائم ناجم عن غياب الإرادة السياسية لدى هذه الدول للتخلص من عقيدة الردع النووي وتوازن الرعب النووي».
وأكد أنه بـ «النسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية لا يدعو امتلاك السلاح النووي للفخر، بل على العكس من ذلك، فوفقاً لفتوى سماحة قائد الثورة الإسلامية يعد إنتاج وامتلاك واستخدام السلاح النووي أو التهديد به أمراً غير مشروع ومضراً وخطيراً وحراماً وذنباً كبيراً».
وأشار إلى «جهود إيران لنزع السلاح النووي من منطقة الشرق الأوسط»، لافتاً إلى أنّ «الكيان الصهيوني – الوحيد غير العضو في معاهدة حظر الانتشار النووي يعيق عملياً جميع الجهود الرامية لتحقيق هذا الهدف».
وقال «إن امتلاك السلاح النووي من قبل الكيان الصهيوني الذي يحمل ماضياً حالكاً من العدوان والاحتلال وجرائم الحرب يعد تهديداً وجودياً لأمن الدول غير المالكة للسلاح النووي في الشرق الأوسط».
وأكد دهقاني «أنّ وجود برنامج السلاح النووي للكيان الصهيوني يعد حصيلة لاستخدام المعايير المزدوجة من قبل عدد من مالكي السلاح النووي، خاصة أميركا، وكذلك فشل أميركا في الإيفاء بتعهداتها وفق قرارات عدم الانتشار وتجاهل تعهداتها القانونية وعدم الالتزام بها».
قاسمي
في سياق منفصل، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي «عزم الحكومة الإيرانية على الارتقاء بحقوق المواطنين على أساس المبادئ التقدمية الإسلامية والدستور».
وفي الردّ على التقرير الأخير للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بشأن أوضاع حقوق الإنسان في إيران لتقديمه إلى الاجتماع الحالي لحقوق الإنسان، قال قاسمي «إنه مثلما شهدنا في ما سبق، فإنّ هذا النوع من التقارير عليها في الأساس مآخذ رئيسية كثيرة سواء من الناحية الماهوية أو المنهجية، لذا فإنها مبدئياً فاقدة المصداقية والقيمة من منظار الجمهورية الإسلامية الإيرانية».
وأضاف المتحدّث، «أنّ التقرير الصادر من قبل الأمين العام للأمم المتحدة يتضمن الكثير من النقائص والمآخذ، إذ إنه فضلاً عن اعتماده أساساً على قرار غير عادل ومسيّس فقد تمّ في تنظيم نصوصه الاستقاء من مصادر ومعلومات غير موثقة وغير صحيحة وفاقدة للمصداقية تماماً، كما أنّه يُعدّ تقريراً غير متوازن وجرى إعداده بتوجه معين عبر التجاهل التام للإنجازات والإجراءات المتخذة في مجال حقوق الإنسان في الجمهورية الإسلامية الإيرانية».
وأكد قائلاً، «أنّ العزيمة والإرادة الحازمة لحكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية مبنية على المزيد من الارتقاء بمكانة حقوق المواطنين على أساس المبادئ الإسلامية التقدمية ودستور البلاد».
وأشار قاسمي إلى «بعض الأساليب والتوجهات المبنية على معايير مزدوجة سياسية واستخدام القضايا خاصة في مجال حقوق الإنسان كأداة لتحقيق أغراض خاصة»، قائلاً «إنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتقد دوماً بأنه وفي الوقت الذي تعاني فيه الكثير من مناطق العالم وبعض الدول في منطقة الشرق الأوسط من ظروف إنسانية كارثية ناجمة عن الحروب الظالمة المفروضة من قبل بعض الدول، فإنّ استمرار التسييس والألاعيب السياسية الرائجة واستخدام المعايير المزدوجة في البت بأوضاع حقوق الإنسان في الدول من شأنها أن تؤدي للمزيد من عدم ثقة المجتمع العالمي بمنظمة الأمم المتحدة».
حيدري
في سياق آخر، أكد العميد كيومرث حيدري قائد القوات البرية في الجيش الإيراني، أنّ «سلاح الجو في بلاده يمتلك أقوى أسطول من المروحيات في الشرق الأوسط».
وقال حيدري في كلمة أمام متخرجي عدد من الكليات العسكرية في أصفهان: «سلاح طيران الإسناد البري الذي تملكه إيران، حقق تطوراً مميزاً منذ انتصار الثورة الإسلامية حتى اليوم، وهو يملك الآن أقوى أسطول من المروحيات في الشرق الأوسط».