عون أزاح الستار عن نُصب مجيد أرسلان: سنقفل ملفّ المهجّرين ونُطلق خطة للنهوض الاقتصادي
أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون «الحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى الى التركيز على ما يجمع اللبنانيين ويقود سفينتهم الى بر الأمان»، وأشار الى «اتساع رقعة التفاؤل بإمكان النهوض بالدولة الى حيث تلاقي آمال اللبنانيين وتطلعاتهم بعد ما تمّ إنجازه في الفترة الماضية».
وإذ لفت الى «الضغوط الكبيرة التي يتحملها لبنان، سياسياً او اقتصادياً او أمنياً، والعمل على مواجهة هذه الضغوط وتعطيلها واحداً واحداً»، اكد «العمل على إطلاق خطة اقتصادية تحدد رؤية طويلة الأمد للنهوض الاقتصادي»، وشدد على ان «أمامنا هدف كبير برمزيته لتحقيقه وهو العمل على اقفال ملف المهجرين نهائياً، ومعه طي صفحة من تاريخ لبنان طال انتظار خواتيمها السعيدة».
مواقف الرئيس عون جاءت خلال حضوره حفل ازاحة الستار عن نصب بطل الاستقلال الأمير مجيد ارسلان الذي اقامه رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني وزير المهجرين طلال ارسلان على اوتوستراد خلدة – الاوزاعي في مدينة الشويفات.
وكان رئيس الجمهورية وصل يرافقه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل إلى مكان الاحتفال، حيث كان في استقباله عند المدخل الوزير أرسلان.
أرسلان
والقى الوزير ارسلان كلمة، قال فيها: «من غير المستغرب أبداً أن تتزامن إزاحة الستار عن النصب التذكاري لبطل الاستقلال القائد الوطني مجيد أرسلان، عراب الجيش اللبناني الباسل. مع حلول عهدكم الكريم، أنتم المشهود لكم بالوطنية والتضحية والإقدام. من غير المستغرب أن يصدر عن شخصكم أنتم بالذات، هذا التصميم على تكريم الرجل الذي أمضى حياته في خدمة الوطن، الرجل الذي لم يركع في حياته، إلا لتقبيل علمنا اللبناني العزيز، يوم قيادته للتمرد الاستقلالي في بشامون في وجه الاستعمار، الرجل الذي لم يميّز يوماً بين لبناني وآخر، فأمضى عمره في خدمة وطنه وأهله في الجبل وفي كل لبنان، لبنان عائلته الكبرى».
وأضاف أرسلان: «أكرر تقديرنا الغالي لشخص فخامتكم على حضوركم وترؤسكم هذه المراسم. أنتم الذين تمّ في عهدكم أول تكريم فعلي من الدولة اللبنانية لرجل الاستقلال مجيد أرسلان، الرجل الذي حمل السلم الأهلي في عقله وقلبه، ولم يفرّط يوماً به، ونحن في مدرسته الوطنية النظيفة على دربه سائرون»، وتابع: «نعم، بعهدكم أنتم يا فخامة الرئيس. أنتم ابن المؤسسة العسكرية الوطنية. مؤسسة الجيش اللبناني الباسل الذي له منا أعمق المحبة والثقة والمؤازرة».
إزاحة الستار
بعدها، أزاح الرئيس عون والوزير ارسلان الستار عن نصب وزير الدفاع الأسبق مجيد أرسلان، وهو يمتطي صهوة جواده وحاملاً العلم اللبناني.
رئيس الجمهورية
ثم ألقى الرئيس عون كلمة، فقال: «لقد نجحنا معاً في تحقيق الكثير في الفترة الماضية، واتسعت رقعة التفاؤل بإمكان النهوض بالدولة الى حيث تلاقي آمال اللبنانيين وتطلعاتهم. ووسط العواصف والحروب المحيطة بنا، وصراع الدول الكبرى فوق رقعة شرقنا، واستشراسها لتحقيق مصالحها، نجح لبنان بالنأي عن نيران هذا الأتون المشتعل، محافظاً على استقراره ودرجة عالية من الأمن والسلام رغم التحديات والمصاعب كلها».
وتابع: «نجحنا في إزالة فتيل لغم الإرهاب، وقدنا مؤخراً آخر معارك الانتصار عليه على حدود وطننا، ونلنا تقديراً دولياً عالياً على هذا الإنجاز. وهو انتصار لم يكن ليتحقق لولا الخيارات الكبرى التي أجمع عليها اللبنانيون، ووحدة الشعب اللبناني في مواجهة التطرف وتحييد لبنان عن الملفات الخلافية وبقاؤنا على مسافة واحدة من جميع الدول العربية إيماناً منا بأن روح الأخوة بينها لا بد أن تعود الى المسار السليم. لكن الضغوط علينا كبيرة وندرك جميعاً ذلك، إن كان سياسياً أو اقتصادياً أو أمنياً، خصوصاً من جراء ملف النازحين السوريين الى لبنان، وما ينطوي عليه من اعباء ثقيلة ترهق كاهل البلاد على كل المستويات. ومنذ تسلمي مسؤولياتي، عملت مع الحكومة ومجلس النواب والفاعليات والهيئات الرسمية والمدنية كلها، على مواجهة هذه الضغوط وتعطيلها واحداً واحداً. وكما نجحنا في ملف مواجهة الإرهاب، حققنا ايضاً نجاحاً في إطلاق مسيرة انتظام مالية الدولة. ونعمل كذلك على إطلاق خطة اقتصادية تحدد رؤية طويلة الأمد للنهوض الاقتصادي. وبما أننا اليوم على أبواب منطقة الجبل الغالية على قلوبنا، أمامنا هدف كبير برمزيته لتحقيقه، بعد المصالحة التاريخية التي حصلت في ربوعها، وهو العمل على إقفال ملف المهجرين نهائياً ومعه طي صفحة من تاريخ لبنان طال انتظار خواتيمها السعيدة».
وأكد الرئيس عون أن «زمن الكبار لا تطويه الأيام ولا يندثر، بل يحمله وجدان الوطن من جيل إلى جيل. واليوم يقف على تقاطع يجمع بيروت بالجبل والجنوب، تمثال رجل الاستقلال مجيد ارسلان لنستلهم منه شرارة النضال من أجل وطن شئناه مساحة تلاقٍ ثقافي وإنساني وديني وحضاري».
في الوردانية
إلى ذلك، عاين رئيس الجمهورية في بلدة الوردانية، نهاية أعمال حفر النفق الثاني لجرّ مياه نهر الأولي الى بيروت الكبرى، ووضع الحجر الأساس لمشروع انشاء محطة تكرير مياه الشفة.
وكان الرئيس عون وصل الى مكان المشروع، يرافقه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وكان في استقباله وزير الطاقة والمياه سيزار ابي خليل، رئيس مجلس الإنماء والإعمار المهندس نبيل الجسر، مفوض الحكومة لدى مجلس الإنماء والإعمار الدكتور وليد صافي، ممثل البنك الدولي سيبر فوتوفات، المدير العام لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان جوزف نصير والمدير العام المعين حديثاً للمؤسسة جان جبران.
وتولى مسؤول المشروع في مجلس الإنماء والإعمار ايلي موصللي، تقديم شروح عن جر مياه نهر الاولي الى بيروت بدعم من البنك الدولي، فأوضح ان «ما نشهده اليوم هو انتهاء عمل حفر النفق الثاني ضمن المشروع بطول عشرة كيلومترات، بعدما انتهى العام الماضي حفر النفق الأول بطول أربعة كيلومترات، فيما العمل جار على حفر النفق الثالث والأخير بطول عشرة كيلومترات أيضاً والذي يصل الى بلدة خلدة، وينتهي العمل به نهاية السنة الجارية».
وأزاح الرئيس عون الستارة عن لوحة تؤرخ لوضع حجر الأساس لمشروع إنشاء محطة تكرير مياه الشفة، في المكان الذي ينتهي إليه النفق الثاني.
ثم شهد رئيس الجمهورية عملية حفر الأمتار الأخيرة من النفق عبر آلة ضخمة يبلغ طوله 240 متراً مختصة بحفر الإنفاق.
وأثنى الرئيس عون ختاماً، على «تقدّم الأعمال في هذا المشروع الحيوي الضخم، الذي يسدّ حاجة شريحة كبيرة من اللبنانيين الى المياه، والذي كان منتظراً منذ سنوات بعيدة»، مؤكداً حرصه على «متابعة تنفيذ كل المشاريع والخطط المتعلقة بالتنمية وتحديث البنى التحتية، وتوفير الخدمات للمواطنين، لا سيما منها ما يتعلق بإنشاء السدود وشبكات المياه».