قاسمي يؤكد رفض بلاده أيّ تدخل خارجي في سياساتها الإقليمية لودريان في طهران لبحث تطوير العلاقات الثنائية
اعتبرت الخارجية الإيرانية، أنّ «قلق فرنسا تجاه برنامج إيران النووي مجرد أوهام»، وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي «رفض بلاده أيّ تدخل خارجي في سياساتها الإقليمية».
وقال قاسمي «لن نفاوض أحداً حول برنامجنا الصاروخي وتقوية منظومة دفاعنا»، مشيراً إلى أنّ « قلق فرنسا تجاه برنامجنا الصاروخي وسياستنا في المنطقة مجرد أوهام».
وتابع الدبلوماسي الإيراني بالقول «لن نسمح لأيّ شخص بتوجيه سياستنا كيف يجب أن تكون»، مشدّداً على أنّه يتوجب «على الفرنسيين أن ينظروا للقضايا في غرب آسيا بتمعن أكثر وإلا سيصبحون أسرى لجهات أخرى».
وكان بيان صدر في وقت سابق، أمس، عن وزارة الخارجية الفرنسية بأنّ «استمرار إيران بالمضي بتطوير برنامجها الصاروخي يشكل مصدر قلق لأوروبا».
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، في حوار مع صحيفة «جورنال دو ديمانش» أمس: «ينبغي على إيران تهدئة المخاوف بشأن برنامجها للصواريخ الباليستية وإلا فإنها ستكون معرضة لعقوبات جديدة».
وأضاف لودريان للصحيفة الفرنسية: «هناك صواريخ بالستية ضمن البرنامج الإيراني يمكن أن يصل مداها لآلاف الكيلومترات».
وتساءل الوزير الفرنسي: ما حاجة إيران لصواريخ بهذا المدى؟ ما دامت طهران تصرّح بأن برنامجها الصاروخي يحمل طابعاً دفاعياً بحتاً، مشيراً إلى أن مساعي طهران لتطوير قدراتها الصاروخية «تخالف قرارات مجلس الأمن الدولي وتتخطّى الحاجة للدفاع عن حدود إيران».
وتأتي تصريحات لودريان حول البرنامج الصاروخي الإيراني قبل ساعات من زيارة رسمية مقرّرة لطهران تبدأ أعمالها اليوم.
في هذا الصّدد، اشترط المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، أول أمس، «تفكيك الترسانات النووية والصواريخ بعيدة المدى في الولايات المتحدة وأوروبا، مقابل التفاوض بشأن الصواريخ الإيرانية».
وقال المتحدث العسكري الإيراني، مسعود جزائري، رداً على تصريحات بعض المسؤولين الأميركيين والأوروبيين، بشأن الصواريخ الإيرانية: «ما يقوله الأميركيون بشأن فرض قيود على القدرات الصاروخية الإيرانية، إنما هو أضغاث أحلام بعيدة المنال بالنسبة لهم، وهي ناجمة عن إحباطاتهم وهزائمهم المستمرة في المنطقة».
ويرى مسعود جزائري، وهو يشغل أيضاً منصب مساعد رئيس هيئة الأركان الإيرانية، «أنه لو كان مقرراً أن يتأثر موضوع رفع مستوى قدرات إيران الدفاعية ببعض المفاوضات والزيارات السياسية والدبلوماسية، لما كانت الولايات المتحدة اليوم ضعيفة إلى هذا الحد في مواجهة إيران».
وحول زيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى طهران على رأس وفد رفيع المستوى، أفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، بأنّ «لودريان سيستهلّ الزيارة صباح اليوم بمباحثات مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، كما سيلتقي عدداً من المسؤولين الإيرانيين»، مشيراً إلى أنّ «المباحثات ستركز على العلاقات الثنائية بين البلدين، بالإضافة لتبادل وجهات النظر حول تطورات الأوضاع في المنطقة».
وكانت فرنسا، أعلنت أمس، أنّ «وزير خارجيتها جان إيف لودريان سيلتقي الرئيس الإيراني حسن روحاني، ونظيره محمد جواد ظريف، في طهران صباح اليوم».
وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية أنّ «اللقاء سيتناول بحث تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، إلى جانب البرنامج النووي الإيراني ودور طهران الإقليمي».
وبحسب الخارجية الفرنسية، سيلتقي «الوزير لودريان في طهران بكل من رئيس الجمهورية حسن روحاني ورئيس البرلمان علي لاريجاني ونظيره محمد جواد ظريف وبأمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني».
وأضاف البيان أنّ «لودريان سيتطرّق مع المسؤولين الإيرانيين إلى ثلاثة موضوعات رئيسية، هي الملف النووي والصواريخ الباليستية إلى جانب الأزمات الإقليمية في المنطقة»، مشيراً إلى أنّ «باريس تريد أن تساهم إيران بطريقة إيجابية في حل الأزمات في الشرق الأوسط».
وأضافت الوزارة: «وبهذا الصدد ستتم مناقشة الأزمة في سورية والوضع الإنساني هناك بوجه خاص إلى جانب قضايا إقليمية أخرى تلعب إيران دوراً فيها».
في سياق آخر، أفاد قصر الإليزيه، بأنّ «الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون طلب من نظيره الإيراني، ممارسة الضغوط على الحكومة السورية لوقف هجماتها على الغوطة الشرقية في ريف دمشق».
من جهة أخرى، نفت الخارجية الإيرانية على لسان المتحدث باسمها بهرام قاسمي أمس، اتهامات السلطات البحرينية الأخيرة لها، حيث ادّعت «أن 48 شخصاً من مجموع 116 اعتقلتهم تمّ تدريبهم في معسكرات تابعة للحرس الثوري الإيراني في العراق ولبنان».
ونصح قاسمي الحكومة البحرينية بـ «الدخول في حوار مباشر مع الشعب بدلاً من اللجوء إلى الأساليب القمعية التي ثبت عقمها وفشلها»، بحسب تعبيره، واصفاً الاتهامات البحرينية لبلاده «بالمملة والمكرّرة والتي لن تحل أزمة النظام الحاكم».
وكانت الداخلية البحرينية قد أعلنت عن اعتقال 116 شخصاً وصفتهم «بالإرهابيين المدعومين من الحرس الثوري الإيراني»، بذريعة قيامهم «بالتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية»، وفق الداخلية البحرينية.
فيما وصف النائب البحريني السابق علي الأسود في تغريدة له على موقع «تويتر» الاتهامات بـ»المستهكلة»، مشيراً إلى أنّ «الغاية منها الحصول على مزيد من الدعم المادي من دولتين خليجيّتين».
على صعيد آخر، عثرت فرق الطوارئ أمس، على الصندوقين الأسودين لطائرة الركاب التي تحطمت بعد اصطدامها بقمة جبل في جنوب غرب إيران قبل أسبوعين، مما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها من ركاب وأفراد طاقم ومجموعهم 66 شخصاً.
وقال مدير العلاقات العامة في مؤسسة الطيران المدني رضا جعفر زاده إنه «تمّ تسليم الصندوقين للسلطات القضائية قبل تولي الخبراء فحصهما».
وتعرّضت إيران لعدد من حوادث تحطم الطائرات في العقود الماضية. وتقول طهران «إنّ السبب في ذلك هو العقوبات التي تفرضها عليها الولايات المتحدة مما حال دون استيراد طائرات جديدة أو قطع غيار».
وكانت الطائرة التابعة لشركة آسمان للطيران اختفت من على شاشات الرادار بعد 50 دقيقة من إقلاعها من طهران إلى مدينة ياسوج جنوب غرب البلاد في 18 شباط الماضي.