الأسد: الحملة الإعلامية ضد دمشق تحت العناوين الإنسانية ابتزاز.. ودخول القوات الشعبية إلى عفرين طبيعي في ظل انشغال الجيش
أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الحملة الإعلامية والسياسية ضد سورية تحت العناوين الإنسانية تهدف بشكل أساسي إلى استنهاض الإرهاب والإرهابيين بعد الضربات المتلاحقة ضدهم.
وقال الرئيس الأسد في تصريح صحافي لعدد من وسائل الإعلام إن «الحديث عن الإنسانية بالمنطق الغربي يعني شيئاً وحيداً يترجم في سورية وهو أن الجيش العربي السوري يتقدم».
وأشار الرئيس الأسد إلى أن الغالبية في الغوطة الشرقية يريدون الخروج من كنف الإرهابيين إلى حضن الدولة ولذلك العملية ضد الإرهاب ستستمر بالتوازي مع فتح المجال للمدنيين للخروج إلى مناطق الدولة.
وأوضح الرئيس الأسد أن موضوع الكيميائي أصبح من مصطلحات قاموس الكذب الغربي. وهو مجرد ابتزاز يستخدم عادة ذريعة لتوجيه ضربات إلى الجيش العربي السوري.. وأضاف أن «التحالف الغربي هو القوة الجوية الداعشية وهذا التحالف يدعم «جبهة النصرة» و»داعش» والمنظمات الإرهابية المشابهة من دون أي خجل».
وأكد الرئيس الأسد أن دخول القوات الشعبية إلى عفرين شيء طبيعي. فعندما يكون هناك عدوان خارجي فإنه من الطبيعي أن تتوحّد الشرائح الاجتماعية بمختلف انتماءاتها في ظل انشغال الجيش العربي السوري بقتال الإرهابيين في أماكن أخرى.
من جهة ثانية، شدّد يحيى رحيم صفوي مستشار المرشد الإيراني السيد علي خامنئي على ضرورة استمرار عمليات الجيش السوري والمقاومة، وإرفاق سعي شعب وجيش وحكومة الجهاد المسلح بالحل السياسي.
وقال صفوي: «يجب على الجيش السوري ومحور المقاومة الاستمرار في عملياتهم المظفرة، لكن من وجهة نظري إلى جانب الجهاد المسلح للشعب والجيش وحكومة الرئيس المقاوم بشار الأسد، ينبغي السعي لإيجاد حل سياسي للأزمة».
ولفت صفوي إلى أهمية موقع سورية للتنافس الجيواستراتيجي بين القوى العالمية، وأضاف: «من النادر أن نجد منطقة في العالم بأهمية غرب آسيا تجتمع فيها العوامل الجيوسياسية والجيواقتصادية والجيواستراتيجية، حيث تحولت هذه المنطقة حالياً مكاناً للتنافس الجيواستراتيجي للقوى العالمية والإقليمية، وسورية هي إحدى ساحات ظهور هذا التنافس».
واعتبر صفوي أن هدف مثلث إسقاط سورية، قد أصبح عديم الجدوى بعد 85 شهراً من إعلانه، وختم بالقول: «منذ البداية، كان الهدف الرئيسي لأميركا والكيان الصهيوني والاتحاد الأوروبي والسعودية والإمارات والأردن وتركيا، اختلاق أزمة في المنطقة واستهداف استقلال ووحدة أراضي سورية، وتدمير جميع بناها التحتية، لكن أعداء سورية فشلوا فشلاً ذريعاً وتكبّدوا هزيمة نكراء».
ميدانياً، أصبح الجيش السوري على مشارف مسرابا بعد تقدّم سريعٍ له في الغوطة الشرقية محرّراً العديد من القرى، في وقتٍ كشف فيه مصدر ميداني أنه بات يسيطر على نحو 40 في المئة من المساحة التي كانت تحت سيطرة المسلحين بالغوطة.
وذكر الإعلام الحربي أن وحدات الجيش السوري وصلت إلى مشارف بلدتي مسرابا وبيت سوا في الغوطة الشرقية بعد السيطرة على المنطقة الممتدة من جنوب بلدة الشيفونية وصولاً إلى شمال بلدة حوش الأشعري.
وقال مصدر عسكري سوري لـوكالة «سانا» الرسمية إن «الجيش السوري وجّه ضربات لمقار ومناطق وجود الإرهابيين في الغوطة الشرقية لدمشق، مشيراً إلى أن الجيش استعاد أوتايا وحوش الصالحية وحوش خرابو والنشابية وحرزما في الغوطة الشرقية».
وأوضح المصدر العسكري أنه «ردّاً على أعمال التنظيمات الإرهابية في استهداف المدنيين في أحياء دمشق وريفها ومواقع قواتنا المسلحة برمايات الهاون وأعمال القنص قامت وحدات من الجيش السوري خلال اليومين الماضيين وخارج أوقات التهدئة المحددة بتوجيه ضربات بالنار والقوات على مقار ومناطق وجود الإرهابيين في الغوطة الشرقية بريف دمشق واستعادت السيطرة على أوتايا وحوش الصالحية وحوش خرابو والنشابية وحزرما وكتيبة الدفاع الجوي وفوج النقل ومزارع العب وبيت نايم».
وتابع المصدر، أن «وحدات الجيش تقدّمت على أكثر من اتجاه وطهرت العديد من المزارع والبلدات على اتجاه حرستا ودوما وحتى الآن تمّ تطهير الكثير من المناطق التي كانت تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية، إضافة إلى القضاء على أعداد كبيرة من الإرهابيين وتدمير عدد من المقار والخنادق والأنفاق والتحصينات والعتاد للمجموعات الإرهابية».
وأعلن الإعلام الحربي أن الجيش السوري أكد سيطرته على بلدات عدة بعد معارك مع الجماعات المسلحة، في وقتٍ أعلن فيه أن الجيش كسر خطوط دفاع الجماعات المسلحة جنوب غوطة دمشق.
يأتي ذلك في وقتٍ دارت فيه اشتباكات عنيفة بين وحدات الجيش السوري والمسلحين في بساتين حرستا.
وألقت مروحيات الجيش السوري أول أمس السبت منشورات جديدة على قرى وبلدات الغوطة بريف دمشق، وذلك لإعلام المدنيين الراغبين بالخروج من مناطق انتشار التنظيمات الإرهابية بطرق الوصول إلى الممر الآمن المحدّد لخروج المدنيين عبر مخيم الوافدين.
ونقلت وكالة «سانا» عن مصدر عسكري سوري قوله إن المنشورات تضمنّت الإجراءات التي يجب على المدنيين اتباعها للوصول بشكل آمن إلى الممر المحدّد لخروج المدنيين باتجاه مخيم الوافدين، تمهيداً لنقلهم إلى مقر الإقامة المؤقتة في الدوير في ريف دمشق.
وأوضح المصدر أن مروحيات الجيش ترمي المنشورات بشكل يومي فوق جميع قرى وبلدات الغوطة لضمان وصولها إلى جميع المواطنين.
وذكرت الوكالة أن المسلحين يستهدفون بالقذائف ورصاص القنص معبر الوافدين.
مركز المصالحة الروسي قال من جهته، إن جبهة النصرة تُعدّ لعمليات استفزاز في الغوطة الشرقية لإفشال الهدنة وإيصال المساعدات الإنسانية. وأضاف أن المسلحين يمنعون المدنيين مجدداً من الخروج من الغوطة، كما أنّهم يستخدمون المدنيين بنشاط لحفر الأنفاق.
مركز المصالحة أشار أيضاً إلى استمرار قصف دمشق خلال الهدنة، معتبراً أن هذا الأمر «يُعدّ جريمة حرب يجب تقديم مرتكبيها إلى العدالة».
وأكد المتحدث باسم المركز الروسي اللواء فلاديمير زولوتوخين أن «المسلحين في الغوطة الشرقية يفتشون منازل المدنيين، ويصادرون منها أطعمتهم والبطاقات التي تسمح لهم الخروج من المدينة»، مشيراً إلى أن هذا الأمر «يؤدي إلى تعقيد الوضع الإنساني بشكل مصطنع في المنطقة».
وفي سياق ميداني آخر، أحبطت «وحدات حماية الشعب» هجمات للقوّات التركية والمسلحين التابعين لها بعد قصف ليليّ عنيف جداً للمنطقتين، بعد إعلان الجيش التركيّ سيطرته على بلدة راجو وست قرى أخرى في عفرين ليل السبت.
ووفقاً لرئيس قسم الطوارئ في مستشفى عفرين جوان ناصر فإنّ المستشفى يستقبل يومياً عشرات المدنيين الجرحى معظمهم من النساء والأطفال.
وكانت «وحدات حماية الشعب» أعلنت أنها استهدفت مدرّعة عسكرية تركية على الطريق الواصل بين قريتي جما وأومرا في ناحية شرا في منطقة عفرين.
وأشارت إلى أنها دُمّرت بالكامل وقتل من فيها من جنود وقد عرضت وحدات الحماية مشاهد لهذه العملية.
إلى ذلك، لا تزال جنديرس تحت سيطرة «وحدات حماية الشعب»، وتشهد الآن اشتباكات بين وحدات الحماية والجماعات الارهابية المدعومة تركيّاً، والهجوم التركي على تلك المنطقة فشل.
ولفت مصدر إلى أن وحدات الحماية تتبع أسلوب حرب العصابات في المواجهات مع القوات المدعومة تركيّاً. وتحدث عن قصف تركي عنيف يستهدف جنديرس وميدانكي في منطقة عفرين شمال سورية، وأن حركة نزوح كبيرة للمدنيين من منطقتي الحاج خليل وراجو باتجاه عفرين.
وزعم الجيش التركي السيطرة على بلدة راجو و6 قرى أخرى في عفرين شمال سورية، وبحسب وكالة الأناضول أوضح بيان صادر عن رئاسة الأركان العامة التركية أنه تمّت السيطرة على بلدة «راجو»، وقرى «الرمادية» و»حميلك» و»بعدنلي» و»قارقين» و»علي بيزانلي» و»جمانلي» في عفرين.
في المقابل، نفى الناطق باسم قوات وحدات الحماية في عفرين بروسك حسكة السيطرة التركية، مؤكداً أنّ المعارك لا تزال مستمرة.
وتركزت الاشتباكات في الأحياء الغربية للبلدة بالتزامن مع غارات تركية مكثفة على بلدة الحجّ خليل وبعيدنلي ومحيط سدّ السابع عشر من نيسان.
وأشار مصدر مطلع إلى قصف للطائرات التركية لراجو ومحيط بلدتي معبطلي وميدانكي، وطاول القصف التركي محيط سد ميدانكي، الأمر الذي يهدد بكارثة إنسانية.
من جهته، قال المرصد السوري المعارض إن «طائرات حربية تركية استهدفت قوات موالية للحكومة السورية في منطقة عفرين بشمال غرب سورية السبت، ما أدى إلى مقتل ما لا يقلّ عن 36 شخصاً».
وأضاف المرصد أن «هذه هي المرة الثالثة في غضون 48 ساعة التي تستهدف فيها طائرات حربية تركية قوات موالية للدولة السورية دخلت إلى عفرين في الأسبوع الماضي لدعم «وحدات حماية الشعب» في صدّ هجوم تركيا ومقاتلي المعارضة الموالين لها».
وكان قصف تركي على منطقة شران في عفرين قد أدى منذ يومين إلى استشهاد وإصابة العشرات من القوات الشعبية السورية، فيما أكدت هذه القوات أنها أصابت طائرة مروحية بشكلٍ مباشر كانت تحلّق فوق راجو.