الأغوار.. حكاية الانتماء والصمود ميدانياً
يعتبر شهر آذار من أكثر أشهر السنة اشتهاراً بالتنزه وقضاء الأوقات في ربوع الطبيعة.
مشاركون في مسار بدأ من الفارسية للساكوت قالوا الكلام ذاته. والساكوت هي إحدى المناطق التي يقصدها الفلسطينيون بحركة دؤوبة للتنزه، وقضاء الأوقات فيها هذه الأيام، مستغلين شمس الأغوار المنعشة.
وكانت القرية التي تقع محاذاة نهر الأردن الفاصل بين الضفتين، تعج بالحياة قبل نكسة عام 1967.
وخلال اليومين الماضيين زار عشرات المواطنين على سفوح الجبال المحاذية للطريق الواصل بين طوباس والأغوار الشمالية، حيث يعتبرون تلك المناطق مكاناً للهروب من ضغط الحياة.
ويقصد المواطنون أماكن ذات طابع جمالي في أماكن متفرقة بالأغوار الشمالية كحمامات المالح، وعين الحلوة، وعين الساكوت.. واقفة عند حافة مطلة على عين الحلوة قالت هلا محمد، «الطبيعة هنا لا يمكن تعويضها في هذه الأجواء، لم نكن نتصور أن الأغوار جميلة هكذا».
يقول المدير التنفيذي لمجموعة الحياة البرية في فلسطين عماد الأطرش «عدا عن التنوع الطبيعي في الأغوار الشمالية، هناك ينابيع المياه التي كانت قوية قديما».
وتمر المنطقة هذه الأيام بأجواء اعتبرها الفلسطينيون مناسبة للتنزه، في مناطق تكتسي جبالها في هذا الشهر اللون الأخضر.
وكان للأخضر الممتد على طول الرحلة بدءاً من المالح، فعين الحلوة، وعين الساكوت، وعين البيضاء، مدعاة للشعور بالراحة، والتفاؤل، لدى المشاركات في الرحلة، فتجلت الطبيعة بأبهى صورها.
دلال برقاوي قالت «كلما اقتربنا من الأرض اقتربنا من السعادة». بينما قالت عائدة غانم «من عشق الأرض عشق الحياة.. أنها الطبيعة بمناظرها الخلابة». اما فلورينا قطاوي فوصفته بالرحلة الخضراء، فالأخضر كان اللون الطاغي على كل بقعة هناك.
ورأت ختام جميل «ان يكون الأخضر رفيقك ليوم ولساعات عدة وعلى مدّ النظر، هو من أجمل ما ميز الرحلة لهذه المنطقة، وأن يكون كل ما تنظر إليه هو لون واحد فقط وهو لون البساط الأخضر، حتما شعور مدعاة للراحة والاسترخاء».
في رحلة الأغوار الشمالية كانت الزائرات الفلسطينيات على مسافة صفر من الأرض، جمعن من خيراتها «الخبيزة، والحمّيض، والعلك، والخردل، المرار، والسنارية.
في الأغوار الشمالية كان مرور على فلسطينيين يعيشون في الخيام هجرهم الاحتلال وسط الجمال الأخضر في منطقة المالح، الذي لم يسعفهم من هجمات الاحتلال المنغص حياتهم البسيطة، وما يتعرضون له تهجير متتالٍ بين الحين والآخر.
تضامنت روضة معروف بقولها «ما يعاني منه سكان تلك الخيام خير من أن تقرأ عنهم في كتاب، هو الصمود والانتماء الذي بكل قوة يحاربه الأعداء ويسلبون الماء والأرض، ويحدون من التواصل والتعليم ولكن لا يستطيعون منع الشمس أن تشرق كل يوم ولا يحدون من امتداد الأخضر بعنفوان ربيعه».
كانت الأردن على مرمى حجر من جهة، وما يسمى أراضي عام 1948 من جهة مقابلة.
وأضافت معروف: على مرمى سلام وقبلة كنا على الحدود تمنعنا الأسلاك الشائكة، ولكن الأخضر لا يمنعه حدود، ولا سدود.
وفا