انتخابات «اللّهمّ نفسي»
هتاف دهام
تتذوّق المكوّنات السياسية نفسها التي طبخت بحص القانون الانتخابي، طعمَ غمار الاستحقاق الانتخابي المرتقب في 6 أيار المقبل، وتذهب إليه وفق قاعدة «اللهمّ نفسي». لن تكون التحالفات الانتخابية إلا صورة طبق الأصل عن هذه النظرية. نسجُ خيوطها مرهونٌ بمصلحة الأحزاب المتنافسة بعيداً عن توزيع الهبات المجانية. طبيعة القانون الانتخابي الجديد القائم على النسبية مع تقسيم لبنان 15 دائرة واعتماد الصوت التفضيلي، ستحكم مسار أيّ تحالف من عدمه..
من هذا المنطلق، أعلن الرئيس سعد الحريري أمس، بعد لقائه رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط التحالف الدائم بين بيت الوسط والمختارة. لكنه في الوقت نفسه، أشار إلى أنّ كلاً من تيار المستقبل وحزب القوات سيدرسان الواقع جيداً ليبنى على الشيء مقتضاه. التحالفات هي نتيجة القانون وليست نتيجة علاقة «الأزرق» مع معراب أو مع الرابية أو عين التينة أو بنشعي أو أيّ فريق سياسي آخر، معلناً تجيير أصوات تياره لمرشحي القوات حيث يمكن، والعكس صحيح».
يقفل باب الترشيح اليوم عند الساعة الثانية عشرة ليلاً، على أن تنتهي مهلة تقديم تصاريح الرجوع عن الترشيح الساعة الثانية عشرة ليلاً من يوم الأربعاء في 21 آذار الحالي.
حتى الساعة لم ينجلِ مشهد شبك الأيدي. الوزير جبران باسيل سيحدّد نهاية الشهر تحالفات تياره. الأمر نفسه ينطبق على التيار الأزرق، فالشيخ سعد سيعلن أسماء مرشحي «المستقبل» يوم الأحد المقبل، لكنه سيرجئ البتّ بالتحالفات إلى مرحلة لاحقة.
في موازاة ذلك، تتجه البوصلة إلى مآل الاتصالات على خطي حارة حريك الرابية، لا سيما بعد زيارة الوزير جبران باسيل غير الناجحة إلى قرى جبيل «الشيعية»، كما أكدت مصادر معنية لـ «البناء». فباسيل بعث برسالة من لاسا إلى حزب الله على خلفية ترشيحه الشيخ حسين زعيتر عن المقعد الشيعي في دائرة جبيل، مفادها أنّ العلاقة أمام امتحان جديد، بعدما تقصّد عدم دعوة أيّ من مسؤولي الحزب وحركة أمل للمشاركة في القداس في كنيسة السيدة. وقال باسيل «هل من خلال هالقانون، نسلم ونحترم المبادئ أم أنّ رغباتنا ستكون أقوى منّا وتتغلب عليها. محلّ يللي منسلّم فيا ومنُحترم، بكون التلاقي طبيعي.. محلّ ما منخذل هيدي المبادئ، بكون التباعد بهيدا البلد ما في أكثرية، وأقلية.. يللي بدّو يمارس إنّو هوي أكثرية بدّا تِقلب عليه الأيام».
يبدو أنّ الافتراق يتقدّم على ما عداه في جبيل بين الأصفر – والبرتقالي. كلّ مكوّن يتجه إلى تشكيل لائحة منفردة. وربما تعاود الاتصالات بين الثنائي الشيعي والنائب السابق فريد هيكل الخازن لتشكيل لائحة مشتركة لا سيما أنّ النقاشات لم تصل إلى طريق مسدودة، وبالتالي فإنّ الخيارات لا زالت قيد التداول، من زاوية أنّ كلّ فريق يدرس مصلحته الانتخابية، تقول المصادر نفسها. علماً أنّ الخازن المقرّب من الرئيس نبيه بري، أبدى امتعاضاً من ترشيح حزب الله للشيخ زعيتر لاعتبارات مناطقية لا أكثر. وبانتظار جوجلة الأمور اليوم، افترضت المصادر نفسها احتمال أن يشكل حزب الله لائحة مع الوزير السابق جان لوي قرداحي الذي سيجيّر قاعدته الانتخابية للائحة المقاومة لا سيما أنّ لديه 2000 صوت. وشدّدت في هذا السياق على أنّ فورة الغضب الجبيلية الشيعية على ترشيح زعيتر همدت. وتجلّى ذلك بمبايعته من عائلة المقداد التي تعتبر من أكبر العائلات في المنطقة، وتأكيدها دعمه في الانتخابات.
وبناء على ذلك، فإنّ صورة جبيل، سلبية كانت أم إيجابية، ستنعكس في البقاع الشمالي. وبحسب المصادر فإنّ التيار الوطني يتّجه إلى التحالف مع الرئيس حسين الحسيني في دائرة بعلبك الهرمل، في حين أنّ حزب الله يتجه الى حسم مرشحه الماروني على لائحة الوفاء للمقاومة الذي من المرجّح أن يكون إما النائب إميل رحمة أو خليل شمعون.
بينما بقيت دائرة بعبدا بمنأى من هذه الضبابية في المشهد البقاعي والجبيلي. فالبرتقالي والأصفر سيخوضان الانتخابات سوياً، بوجه تيار المستقبل والتقدمي الاشتراكي و«القوات»، في حين أنّ التحالف في دائرة زحلة لمّا يتأكد بعد.