الصين تبقي على مستهدف النمو عند 6.5 وتمضي قدماً في زيادة ميزانيتها العسكرية

حددت الصين هدفها لنمو إجمالي الناتج القومي في 2018 عند 6.5 في المئة، وهو المستوى المستهدف نفسه في 2017، حسب تقرير حول عمل الحكومة صدر صباح أمس.

وأظهر التقرير، «أنّ الصين تهدف للحفاظ خلال هذا العام على معدل ارتفاع الأسعار الاستهلاكية عند حوالي 3 في المئة، مع السعي لتوفير 11 مليون فرصة عمل، وإبقاء معدل البطالة في حدود 5.5 في المئة»، لكنها قلّصت مستهدفها لعجز الميزانية إلى 2.6 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي من 3 في المئة في عام 2017.

وأفاد تقرير الحكومة بأنّ «القاعدة المادية والتقنية للصين أصبحت أكثر متانة، وأنّ المنظومة الصناعية متكاملة، وحجم السوق ضخم، والموارد البشرية وفيرة وتأسيس المشاريع وأعمال الابتكار كلها في نشاط».

كما أكد التقرير، أنّ «الحكومة ستزيد ميزانية البلاد العسكرية لهذا العام بـ8.1 في المئة مقارنة بالعام الماضي، حيث ستبلغ موازنة الدفاع 175 مليار دولار».

وعن أداء الاقتصاد الصيني في 2017، أكد التقرير أنّ «معدل النمو الاقتصادي تجاوز المستوى المستهدف، ونما بواقع 6.9 في المئة، وهو ما مثل أول تسارع لنمو الاقتصاد الصيني منذ 7 سنوات».

كما أعلن رئيس الحكومة لي كي كيانغ أمام النواب «أنّ الميزانية العسكرية ستزيد بـ8.1 في المئة هذا العام لتبلغ 1.107 مليار يوان 175 مليار دولار »، ما يشكل زيادة بالمقارنة مع معدل العام الماضي +7 في المئة .

وكانت الصين أنفقت في 2017 ما مجمله 151 مليار دولار على الجيش، بحسب تقرير لخبراء من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقرّه لندن، أيّ أقل بأربع مرات من الولايات المتحدة 603 مليارات لكن أكثر بكثير من السعودية 77 ملياراً وروسيا 61 والهند 53 وبريطانيا 51 وفرنسا 49 .

إلا أن خبير الجيش الصيني في جامعة نانيانغ في سنغافورة جيمس تشار يقول «لن تحصل عسكرة مفرطة» في الصين، وأوضح أنّ «معدلات زيادة النفقات العسكرية في السنوات الأخيرة لم تكن غير متناسبة، وتتبع إجمالي الناتج الداخلي إلى حد ما»، مضيفاً: «أن هذا الميل سيتواصل على الأرجح».

وأعلن رئيس الحكومة أمس، «أن هدف النمو الاقتصادي لهذا العام سيكون بنحو 6.5 في المئة»

تقوم الصين منذ 30 عاماً بعملية تحديث للتعويض عن تأخرها بالمقارنة مع الجيوش الغربية، وذلك على صعيد التكنولوجيا لاقتناء أسلحة وتجهيزات متطورة والمهنية خفضت عديدها من 2.4 ملايين عنصر إلى مليونين منذ 2015 والتنظيم تنسيق أفضل بين جيوش البر والبحر والجو .

والقوات الصينية قليلة الحضور على الساحة الدولية باستثناء مهمات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، فهي تنشر 240 عنصراً في القاعدة العسكرية الوحيدة لها في الخارج أقامتها عام 2017 في جيبوتي كما تقوم بحريتها بدوريات في خليج عدن في إطار عمليات لمكافحة القرصنة، بحسب المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.

في المقابل، تنشر الولايات المتحدة نحو 200 ألف عسكري في أربعين دولة تقريباً بينما تنشر فرنسا 10 آلاف عنصر في عشر دول غالبيتها في أفريقيا.

تقول جولييت جينيفاز من معهد الأبحاث الاستراتيجية التابع للمدرسة الحربية في باريس، إن «الصين تطور قواتها المسلحة ضمن آفاق إقليمية. وهي لا تسعى إلى منافسة الهيمنة الأميركية التي تؤدي دور شرطي العالم».

في آسيا، الصين غير متساهلة إطلاقاً في ما يتعلق بالأراضي التي تعتبرها تابعة لسيادتها مثل جزيرة تايوان التي فقدت بكين السيطرة عليها في 1949، وجزر دياويو المتنازع عليها مع اليابان التي تطلق عليها اسم سنكاكو، وجزر صغيرة في بحر الصين الجنوبي حيث لفيتنام والفيليبين وماليزيا مطالب منافسة.

لهذه الغاية، عززت الصين قوتها الرادعة في العام الماضي واقتنت مدمرة جديدة مجهزة بقاذفة صواريخ من نوع 052 دي ، وقاذفة متطوّرة لا يرصدها الرادار جاي 20 .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى