تكريم شاعر التحرير عصام العبد الله

علاء زيات

ما إن يرحل شاعر، حتى نشعر بأنّ العالم يخسر شيئاً من ضوئه… وهذا ما خلّفه رحيل الشاعر اللبناني عصام العبد الله العام الماضي، بعد فترة قصيرة من إصابته بالسرطان. وكان الشاعر الجنوبي، كتب باللغة المحكيّة وبرع فيها، ولم يكتفِ بكتابة القصيدة المحكيّة، إنّما دافع عنها بقوّة، واضعاً إياها في مصاف قصيدة الفصحى.

ووفاءً لشاعر المحكيّة اللبنانية ، أقام «اتحاد أورا» و»صالون العشرين الأدبي» في «فوروم دو بيروت» ، مهرجاناً تكريمياً لعصام العبد الله، وخلال هذه الأمسية تم عرض فيلم وثائقي عن الشاعر الراحل، وقراءات من شعره بصوته وصورته في حضور أصدقاء المكرّم وعائلته، وعدد كبير من الشعراء والكتّاب ومنهم، أسعد جوان، ميشال جحا ، طارق ناصر الدين، الدكتور علي حسن، تميم البرغوثي، جرمانوس جرمانوس و سمير خليفة .

كما كان لعدد من الشعراء الذين حضروا التكريم، كلمات خاصة عن عصام العبد الله والأثر الكبير الذي تركه في الشعر والثقافة في لبنان، كما تحدثوا عن تجاربهم الشخصية معه.

وأشار نجل المكرّم ورد العبد في حديث صحافي له: «التكريم يزيدنا إصراراً أن نكمل ما بدأه والدي وأن يبقى في ذاكرة الناس، وهو لم يطلب شيئاً، فهو كان شخصاً قنوعاً وتعني لنا كثيراً محبّة الناس له، وللأسف لدينا مشكلة في النقد في لبنان ولا أعرف إذا كان هناك فعلاً نقاد جديرون، لكن عصام العبد الله ترك شيئاً مهماً للناس بشعره ومحبته، ووعدنا سابقاً بأن يكون هناك تكريم من قبل الدولة لوالدي لكن لم يحصل، ونحن لا نطلب شيئاً، فطالما أولاده موجودون لا أحد سينسى عصام العبد الله».

بدوره قال الشاعر والكاتب سمير خليفة: «عصام العبد الله كان صديقاً وفيّاً وشعريّاً، فهو يُعدّ من الشعراء الكبار وعدا عن أنه شاعر الكلمة العالية فهو شاعر الضحكة العالية، وصوته كان يملأ شارع الحمرا وبغيابه خسر الوطن شاعراً ومثقفاً وإنساناً حراً، كان مؤمناً بلبنان، وقصيدته جمعت المسلمين والمسيحيّين».

أما الشاعر ميشال جحا، فقال: «الراحل عصام العبد الله يستأهل التكريمات لأن ما أعطاه على صعيد الشعر اللبناني كان له أثراً في مخيّلته البعيدة وتعابيره المميّزة، فكان يرصف الكلمات كجوهرجي، وكان شاعراً بإمتياز ويستحق أن نستمع إليه بجوارحنا، فهو من النخبة الذين أعطوا قصائد تقدّر وتحترم، ويُجمع لأجلها المئات».

كما تحدث رئيس «صالون العشرين الأدبي» الشاعر جرمانوس جرمانوس، وقال: هذا ليس تكريماً فقط لعصام العبد الله، «يمكن عصام يكون محول على الموت القريب وراجع». فهو إنسان وشاعر ضحكته ترن في القلب ودعسته ترن عى الدرب، وأتمنى عند رحيل كل شاعر أنّ «تتكوكب القصائد على عتبة بيته وتبكي تيطلع الضو». عصام العبد الله إسم كبير ليس فقط بقصائده بل أيضاً بقلمه وحضوره وأغنيته وكان له مدى، عصام شاعر كبير.

»موقع الفنّ»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى