طهران: قدرتنا الدفاعية لا يمكن لأي دولة ردعها أو احتواؤها.. روحاني: أسلحتنا ضمانة للأمن وحتى لا يفكر أحدٌ في الاعتداء علينا
دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني جميع الدول لـ «عدم القلق من قوة طهران الصاروخية»، مشيراً إلى أنّ «إيران تستفيد من قدراتها الصاروخية لتعزيز أمن واستقرار المنطقة».
وقال روحاني خلال اجتماع للحكومة أمس: «أسلحتنا لترسيخ الأمن والسلام والاستقرار، وليست للاعتداء على الآخرين، ولذا لا ينبغي لأحد أن يقلق من صواريخ وأسلحة إيران الدفاعية».
وتابع: «إيران لم تعتدِ على أحد منذ انتصار الثورة قبل 40 عاماً، رغم الفرص الكثيرة التي توفرت لها لفرض سيطرتها على باقي الدول. وبالطبع مهمة سلاحنا ضمان ألا يفكر أحد بالاعتداء علينا».
وفي انتقادات بنيامين نتنياهو الأخيرة لطهران أضاف روحاني: «مَنْ تسبب بالدمار والحروب والفوضى في المنطقة منذ سبعين عاماً، وارتكب مجازر صبرا وشاتيلا، ومن يسعى يومياً لقتل الشعوب، لا يمكنه الحديث عن الخطر الإيراني. بلادنا لم تمارس الظلم ضدّ أي شعب ولم تحتل أرضاً، بل على العكس تماماً استضافت اللاجئين على أراضيها».
وقال نتنياهو أول أمس، عقب محادثات مع الرئيس الأميركي في واشنطن: «بحثنا في عدد كبير من القضايا ذات الأهمية لإسرائيل. وقبل كل شيء إيران وإيران وإيران، لأنها دولة خطرة وعدوانية جداً. الحمد لله، على امتلاك إسرائيل قوتها الذاتية، وتمتعها بصداقة شجاعة مع الولايات المتحدة. تحدثنا عن سبل إيقاف العدوان الإيراني».
قاسمي
على صعيد آخر، رفض المتحدث باسم الخارجية بهرام قاسمي «الإتهامات المتكررة ضدّ إيران التي ساقها البيان المشترك السعودي المصري»، معتبراً أنّ «هذه الاتهامات المزعومة والواهية تصبّ في سياق الأخطاء الكارثية السابقة».
وفي تصريح له أمس، أكد قاسمي أنّ «إيران تعتبر تكرار مثل هذه الاتهامات الواهية من قبل بعض الدول الإقليمية أنه دليل على عجز هذه الدول في مواجهة الحقائق الإقليمية والعالمية».
وأعرب عن «أسفه» بأن تتحول اللقاءات السياسية والدبلوماسية لمسؤولي بعض الدول الإقليمية من «مناسبة لحل المشاكل القائمة والخروج من الأوضاع الصعبة الراهنة إلى ساحة لكيل الاتهامات المزعومة ضد باقي دول المنطقة».
وأضاف: «أن تكرار مثل هذه الاتهامات والإصرار على النهج الخاطئ الذي جربه هؤلاء مراراً ليست له نتائج سوى السير في دائرة مفرغة وباطلة في الوقت الذي تحتاج فيه المنطقة إلى التحلّي بالعقلانية والواقعية».
وأكد «أنّ توجيه الاتهام إلى إيران من أي دولة إقليمية وبأي شكل كان هو أمر مرفوض»، مشيراً إلى أنّ «إيران تعتبر دوماً أن دول الجوار لها الأولوية في السياسة الخارجية وانها تسعى دوماً لحل النزاعات الإقليمية وتعزيز التعاون الثنائي وتثبيت الأمن والاستقرار في المنطقة».
ولايتي
من جهة أخرى، أكد مستشار المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي أكبر ولايتي «أنّ وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان لن يجني من زيارته إلى طهران شيئاً يتعارض مع مصالحها».
وأكد ولايتي أنه «حتى لو أن الأميركيين حاولوا فرض القيود على برنامج بلاده الدفاعي، فإن طهران لن تستسلم لهم».
وعلّق ولايتي على زيارة الوزير الفرنسي قائلاً: «إن زيارة لودريان جاءت تلبية لدعوة من نظيره الإيراني ومن المؤكد أن مسؤولينا أوضحوا له بدقة وجهات نظر الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأنه تيقّن من أنه لن يجني من هذه الزيارة شيئاً يتعارض مع مصالح الإيرانيين».
وأضاف: «حتى لو أن الأميركيين كانوا يسعون لفرض قيود على برنامجنا الدفاعي، فإن الشعب والحكومة الإيرانيين لن يستسلما لذلك».
سلامي
في السياق نفسه، قال القائد العام للحرس الثوري الإيراني العميد حسين سلامي إن قدرات الحرس الثوري الدفاعية «وصلت حدّاً لا يمكن لأي دولة ردعها».
وفي تصريح له على هامش زيارة مهرجان «فجر رشد» لعرض آخر منجزات الحرس الثوري الإيراني الذي أقيم أول أمس، أشار سلامي إلى أنه «يوجد في المعرض كمٌّ كبير من تكنولوجيا المعلومات والعلوم الحديثة في المجالات الدفاعية»، معتبراً أنّ «الحقبة التي وصل إليها الحرس تمكنه فيها الحصول على تقنيات أكثر حداثة من خلال دمج التقنيات الحديثة مع بعضها البعض».
واعتبر سلامي أنّ «الحرس الثوري الإيراني يتجه اليوم في التقنيات الدفاعية والمتقدمة نحو التقنيات الحديثة في العالم»، مؤكّداً أنّ «العلوم والتقنيات المتعلقة بتطوير الصواريخ وأنظمة القيادة والتحكم بتحسين الجودة ومحركات الدفع ووقود المحركات وأنظمة النقل وأجنحة وهياكل الطائرات المسيّرة هي ثمرة إبداع الشباب الإيراني».
وعن تصريحات المسؤولين الغربيين بشأن إمكانية التفاوض حول القدرات الدفاعية الإيرانية، قال سلامي إنّ «قدرتنا الدفاعية لا يمكن إيقافها واحتواؤها»، مضيفاً أن «احتواء قدرتنا الدفاعية خارج عن قدرة أيّ بلد».
واعتبر القائد العام للحرس الثوري الإيراني أنّ «السبب هو أن جميع شرائح المجتمع الإيراني عبأت إمكانيتها للوقوف في وجه التدخلات والتوقعات غير المنطقية لدول مثل أميركا وحلفائها»، مضيفاً: «قدراتنا الدفاعية غير قابلة للتفاوض والإيقاف».
حاجي
فيما أعلن قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني اللواء أمير علي حاجي «أن إنتاج بلاده من الصواريخ قد تضاعف لما يعادل ثلاثة أمثاله».
وقال حاجي خلال مهرجان الجندي في طهران أمس: «المدافعين عن تطوير الصناعات الدفاعية في البلاد باتوا أكثر من السابق رغم مناهضة الأعداء ومؤامراتهم، ولدى الحكومة والمجلس والجميع موقف موحّد حيال ترسانتنا الصاروخية، ولا سيما الصواريخ الباليستية».
وأضاف: «في السابق كنا ندلي بإيضاحات لمختلف المؤسسات حول خطواتنا في هذا الجانب، إلا أن الوضع حالياً بات مختلفاً، حيث أننا ضاعفنا إنتاجنا من الصواريخ مقارنة بالسابق 3 مرات».
وتابع: «لا ينبغي الاستماع لإعلام العدو بشأن الصواريخ الإيرانية، لأنّ هذه الأنباء معادية للشعب ووحدته وتروّج للشائعات، وبينها أن الزلزال الذي ضرب إيران مؤخراً كان بسبب اختبار صاروخي للحرس الثوري».
ولفت حاجي في كلمته إلى «القوانين السائدة في العالم»، واصفاً إياها بأنها «أسوأ من شريعة الغاب».
وأضاف: «شريعة الغاب تتصف بالديمومة إلا أنّ القوانين العالمية كتبت بيد الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتكون عرضة للتغيير متى شاءت» هذه الدول.
واعتبر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب «لا يولي أي أهمية حتى لقوانين بلاده، وأن الأميركيين يعملون باستمرار على تطوير ترسانتهم النووية ويزعمون بأنها من أجل الدفاع عن مصالحهم، ولكن وفي الوقت ذاته لا ينبغي لإيران امتلاك الصواريخ».
وكان الحرس الثوري الإيراني أزاح الستار في وقت سابق عن صاروخ «اذرخش» بوصفه أحدث نموذج للصواريخ الموجهة إيرانية الصنع والمضادة للدروع التي يُمكن للمروحيات الحربية أن تتسلح بها.
بروجردي
في سياق منفصل، قال رئيس لجنة الأمن القومي الإيراني علاء الدين بروجردي، أمس «إنّ طهران وموسكو تتعاونان أمنياً وسياسياً وعسكرياً، وسيضاف لذلك إعادة إعمار سورية»، مضيفاً «أنّ على إسرائيل أن تعلم أن زمن اعتداءاتها على سورية انتهى».
وأوضح بروجردي «أنّ التعاون مع روسيا في المجال الأمني والعسكري والسياسي في سورية يحمل طابعاً استراتيجياً».
وفي السياق، كشف أن «أجهزة الاستخبارات للدولتين لديها تعاون قوي، وسيتم إنشاء لجنة إعلامية مشتركة قريباً بين البلدين».
وأشار بروجردي إلى أنّ «القمة المقبلة بين إيران وتركيا وروسيا سيكون لها تأثير كبير في هذه المرحلة»، موضحاً أنه «كان هناك تعاون جدّي بين إيران تركيا والعراق لإفشال المؤامرة الأميركية لتقسيم العراق وفصل إقليم كردستان».