الراعي عاد من الفاتيكان ولن يعطي «بركته» لمخالفة الدستور
رأى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي أنّ التمديد للمجلس النيابي يخالف الدستور ورأي الشعب اللبناني، معلناً أنه لا يعطي بركة لمخالفة الدستور.
مواقف الراعي جاءت بعيد عودته مساء أمس إلى بيروت بعد مشاركته في السينودس الخاص من أجل العائلة الذي انعقد في الفاتيكان. وكان في استقباله في المطار رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، وعدد من المطارنة وشخصيات عسكرية وسياسية.
وبعدما تحدث الراعي عن نتائج السينودس سئل عن نتائج لقائه مع الرئيس سعد الحريري في روما، فأجاب: «كان الحريري يريد قول نقطة أساسية أننا لم نستطع انتخاب رئيس جمهورية في الوقت اللازم. والآن وصلنا إلى استحقاق مجلس النواب ولا نستطيع إجراء انتخابات وسيقع المجلس في الفراغ. لذلك، ليس أمامنا سوى التمديد. من جهتي، قلت له أنا لا أدخل في هذا الموضوع لأنه يشكل مخالفة، فإذا مدّدتم يعني ذلك مخالفة للدستور ولرأي الشعب اللبناني الذي انتخب النواب لمدة معينة، وهو معه وكالة ولا يحقّ له استعمالها كحق له، وبذلك تكون مخالفة. فماذا ينقص لانتخاب رئيس للجمهورية؟ لقد مضى سبعة أشهر، خصوصاً أنكم ستمدّدون للنواب أنفسهم، ولو أنّ هناك انتخابات نفهم أنّ وجوهاً جديدة ستأتي، ولكن عندما سيمدّدون لذاتهم فلماذا لا يتكرمون وينتخبون رئيساً للجمهورية؟ فأنا لا أعطي رأياً في هذا الموضوع، وعلى مخالفة الدستور لا أعطي بركة».
وأضاف الراعي: «موقفي معروف، تفضلوا وانتخبوا الرئيس الذي يمكنكم أن تنتخبوه، نحن كبطريركية، احتراماً للنواب وللكتل السياسية قلناها ونقولها: ليس عندنا مرشح ولا عندنا فيتو على مرشح ولا ندعم أي مرشح ولا نقصي أي مرشح، من 14 آذار أو 8 آذار، أو من خارج ذلك نحن نبارك له».
وسأل :»ما هذه الغيرة العظيمة والخوف من فراغ على مستوى المجلس النيابي ولا يعني لكم الفراغ على مستوى رئاسة الجمهورية فهذا لا يجوز، … انتخبوا رئيس الجمهورية حتى تسلم كل الأمور ومنها التمديد».
وسئل: هل تتوقعون أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية قبل 22 تشرين الثاني المقبل؟ فأجاب: «ما قلته للرئيس الحريري هو تفضلوا الآن وانتخبوا رئيساً للجمهورية. أنا لست نبياً ولا أستطيع التنبؤ، فما أستطيع قوله هو دعوة المجلس النيابي الذي هو منذ 22 آذار في حالة التئام لانتخاب رئيس للجمهورية، والدستور يدعو لذلك، وغير ذلك يكون مخالفة للدستور وأنا لست مع المخالفات، فأنتم تخالفون وهذا اغتصاب للسلطة، وأكرّر وأعيد تفضلوا وانتخبوا رئيساً كي تسلم الأمور».
ورداً على سؤال قال: «الكل يعلم أنّ الجيش هو كرامتنا وسياجنا وشرفنا وهو وحده الذي يحمي لبنان وكرامته … إضافة إلى دور رئيس الجمهورية، هذان الجناحان هما اللذان ترتكز عليهما الدولة اللبنانية ونحن نريد الجيش ورئيس الجمهورية، فهو الذي يعطي شرعية لكل شيء في لبنان وإن لم يكن هناك رئيس فلا شرعية لأحد، ولا حياة لأحد … أما أن لا ننتخب رئيساً لكي يكون هناك رئيس لكل فئة ولكل طرف، فهذا مرفوض من قبلنا بالمطلق».