معصوم يشدّد على التعاون بين طهران وبغداد
جدّد الرئيس العراقي فؤاد معصوم تثمين بلاده للمساعدات الإيرانية للشعب العراقي خلال معركته ضد الإرهاب، مؤكداً ضرورة مواصلة التنسيق بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب على المدى الاستراتيجي، وكذلك في مجال الطاقة وأسعار النفط.
موقف الرئيس العراقي جاء خلال استقباله في بغداد أمس، إسحاق جهانغيري النائب الأول للرئيس الإيراني حسن روحاني، والوفد السياسي والاقتصادي الكبير المرافق له.
واعتبر معصوم أن العلاقات بين العراق وإيران هي علاقات بين شعبين تجمعهما الكثير من الوشائج المشتركة التي تمنح العلاقة بالجار الإيراني طابعاً وطيداً ومتميزاً على الدوام. وأكد على أن حرص العراق الثابت على وحدة شعبه وسيادته على أراضيه واستقلاله الوطني تقترن دائماً بالحرص على رفض المساس بمصالح الدول المجاورة والصديقة كافة، ورفض النظر إلى أي منها بعيون الآخرين.
كما أكد الرئيس العراقي على عمق روابط الصداقة التاريخية بين البلدين، مشيراً إلى اهتمام العراق بتطوير علاقات التعاون مع إيران في المجالات كافة بما يخدم مصالحهما المشتركة، ويعزز الاستقرار والازدهار لشعوب المنطقة وبلدانها كافة.
ورحّب معصوم بمشاركة نشيطة للاستثمارات الإيرانية في مشاريع البناء وإعادة الإعمار، وتطوير القطاعات الزراعية والصناعية في العراق، فضلاً عن التعاون على مستوى حماية البيئة والملاحة والسياحة، داعياً إلى تجاوز المشاكل البيروقراطية.
الرئيس العراقي شدّد في الختام على أهمية انطلاقة جديدة للتعاون بين إيران والعراق بعد النصر الذي حققه الأخير على داعش.
من جهته، نقل جهانغيري للرئيس العراقي تحيات الرئيس روحاني، معرباً عن تقديره لما لقيه والوفد المرافق من استقبال وحفاوة خلال لقاءاته مع المسؤولين العراقيين.
إلى ذلك، كشف وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن تركيا والعراق سيتخذان خطوات مشتركة ضد المسلحين الأكراد التابعين لـ «حزب العمال الكردستاني» المنتشرين في الأراضي العراقية.
وأوضح جاويش أوغلو، خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده، أمس، مع وزيرة خارجية النمسا، كارين كنيسل، في العاصمة النمساوية فيينا، أن تطهير العراق من «حزب العمال الكردستاني» و»سائر التنظيمات الإرهابية»، ليس مهماً لتركيا فحسب وإنما أيضاً لسورية والعراق.
وأضاف جاويش أوغلو أن «تركيا والعراق يعتزمان تنفيذ عملية عسكرية عابرة للحدود ضد حزب العمال الكردستاني».
واعتبر الوزير التركي أن العراق حقق نجاحاً كبيراً في محاربة داعش، إلا أن عناصر «حزب العمال» بدأوا بالنزول من الجبال إلى مدينة كركوك في الوقت الراهن.
وأشار جاويش أوغلو إلى أن العراق لن يشعر بالأمن مع وجود هذه المنظمة على أراضيه، مبيناً أن بغداد وإدارة إقليم كردستان العراق منزعجتان جداً من انتشار مسلحي «حزب العمال» على الأراضي العراقية.
وبيّن أن تركيا ستطلق عملية عسكرية ضد الأكراد في شمال العراق بعد الانتخابات النيابية العراقية المقرر إجراؤها في مايو/أيار المقبل، فيما أعرب عن أمله في أن عملية «غصن الزيتون»، التي تنفذها القوات التركية بالتعاون مع «الجيش السوري الحر» ضد الأكراد في منطقة عفرين شمال سورية، قد تنتهي بحلول هذا الشهر، إلا أنه لفت إلى أن «تركيا قادرة على تنفيذ العمليتين في سورية والعراق في وقت متزامن».
وأضاف وزير الخارجية التركي: «كلما انتهت عملية غصن الزيتون مبكراً كان إرساء الاستقرار في عفرين أسرع، الأمر الذي سيمكن عودة السكان المدنيين إلى المنطقة».
وتنفذ القوات التركية العملية، منذ 20 يناير/كانون الثاني، ضد المسلحين الأكراد التابعين لـ «وحدات حماية الشعب».
وتعتبر أنقرة كلاً من «وحدات حماية الشعب» الكردية و»حزب الاتحاد الديمقراطي»، وهما المكوّنان الأساسيان لـ»تحالف قوات سورية الديمقراطية»، تنظيمين «إرهابيين» وحليفين لـ «حزب العمال الكردستاني» المحظور في تركيا والذي تحاربه منذ سنوات عديدة.
وبحسب ما أورده سابقاً «الحزب الديمقراطي الكردستاني» بزعامة مسعود البرزاني، رئيس إقليم كردستان العراق السابق، فإن «حزب العمال الكردستاني» يتخذ من شمال العراق معقلاً له، وينشط في العديد من المدن والبلدات الكردية العراقية، كما يحتل 515 من القرى الكردية في المنطقة.
وتشنّ القوات التركية من حين إلى آخر غارات على مواقع هذا الحزب الكردي في شمال العراق، بهدف منع تسلل مسلحيه إلى عمق تركيا لشن هجمات إرهابية هناك، حسب ما تقوله أنقرة.
وجرى استئناف النزاع المسلح بين السلطات التركية وحزب العمال الكردستاني في يوليو/تموز من العام 2015 بعد انهيار الهدنة التي تم التوصل إليها بينهما في مارس/آذار من العام 2013.