منى فارس: أنتم شركاؤنا في العملية التنموية
تقديراً منه للدور الأساسي والحيوي الذي يلعبه الإعلام في تنمية المجتمع، أقام «تجمّع النهضة النسائي» في مقرّه في فردان، حفل غداء على شرف الإعلاميين، بحضور عميد العمل والشؤون الاجتماعية في الحزب السوري القومي الاجتماعي بطرس سعادة، رئيسة التجمُّع منى فارس، أعضاء الهئية الإدارية في التجمُّع، وحشد من الإعلاميين والمصوّرين ممثلي وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة.
وألقت فارس كلمة رحّبت في مستهلها بالحضور، وقالت: «أهلاً وسهلاً بكم في مركزنا الصغير بحجمه الكبير بمحبّتنا لكم. قد يتساءل البعض لماذا هذه الدعوة؟ أقول لأسباب متعدّدة أوّلها الدور الريادي للإعلام، وبالتحديد للصورة في التنمية، فالصورة هي التي تنقل حركة الواقع في عالمنا الحديث القائم على السرعة والإيجاز، وليس هنالك أسرع منها في ترسيخ هذا الواقع في ذهن الناس».
أضافت: «في الألفية الثالثة، انتقل مفهوم الجمعيات من البعد الاجتماعي الخيري العام إلى البعد التنموي المستدام وكذلك انتقل دور الإعلام من التحرير والكلمة فقط إلى الصورة الناطقة المواكبة للنشاطات. وكم من صورة هزت العالم وغيّرت سياسات وأقدار.
لذلك ونحن هنا وإذ نكرّم الأصدقاء الإعلاميين إنما نكرّم شركاء لنا في هذه العملية التنموية، حيث لا نطمح فيها إلى أخذ مكان المؤسّسات الرسمية، إنما للمساندة ضمن قدراتنا المحدودة من الجهة المادية واللامحدودة من الجهة البشرية والإنسانية».
وأشارت إلى «أنّ تجمع النهضة النسائي الذي تأسس عام 1979 لغاية اجتماعية وطنية آنذاك، حلّ إلى جانب الكثير من الجمعيات مكان الدولة في المجال الصحي والإسعافات الأولية والمساندة الشعبية ولكن بعد الطائف وانطلاق مسيرة السلم الأهلي وبدء الألفية الثالثة، دخلنا كالكثير من الجمعيات عصر التنمية المستدامة القائمة على حفظ خيرات الأرض للأجيال القادمة والاستهلاك الرشيد للموارد، وهذه التنمية لا تتمّ إلّا عبر تخطيط شامل يشبك كلّ الإدارات لتتكامل في الحفاظ على الموارد كافة مع قيام العملية الاقتصادية المنتجة واحترام البيئة».
وتابعت فارس: «كيف يدخل التجمع هذه العملية؟ بكلّ تواضع، ومع وعينا لمحدودية إمكاناتنا، نحاول إرساء قواعد تعامل سليمة مع المجتمع والطبيعة والأرض ومن خلال تواجدنا في الكثير من المناطق وعبورنا لكلّ الطوائف، نحاول الدخول إلى هذه العملية من خلال تنمية الموارد البشرية وتدريبها كي تصبح منتجة ولكي تثبتها في أرضها، وبالتالي دفع الناس إلى الإيمان بالأرض وعطاءاتها من خلال إنتاج المونة البلدية وتصريفها، وليس هذا الغذاء من «شغل البيت» إلا برهاناً على ذلك. كما يواكب التجمع هذا الإنتاج بإقامة المعارض لتصريفه والكثير منكم حضر معارضنا.
أما في موضوع البيئة الذي يعدّ الهمّ الأكبر للبنانيين، فإنّ التجمُّع يحاول القيام بمحاولات متواضعة نأمل تطويرها من خلال دعم المؤسّسات المتخصّصة، وأبرز هذه المحاولات هي التوعية على فرز النفايات من المصدر، أي من المنازل، ضمن تنسيق متكامل بينه وبين السلطات المحلية، ولدينا نموذج لمنشور مصوّر يشرح بشكل مبسط وعام كيفية القيام بهذه العملية في المنزل.
أما في المجال الاجتماعي، فقد حاول التجمُّع وضع اليد على المشاكل الاجتماعية الناتجة عن الحياة العصرية وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، إحدى وجوهها، ومن هذه المشاكل المخدّرات وإشكاليات العلاقة بين الأولاد والأهل ومخاطر الإنترنت على التربية، فقاربناها من خلال ورشات العمل والندوات المتخصّصة في الكثير من المناطق، وبالتحديد المناطق المحرومة، مع اختصاصيين عالجوا هذه المواضيع بطريقة تفاعلية مباشرة مع المعنيين من أهل وتلامذة، كالدكتور رائد محسن الذي له منا كلّ الشكر والتقدير.
في الشأن الوطني، فلقد تطرّقنا له من خلال عدة ندوات شملت مواضيع وقضايا اجتماعية واقتصادية وتنموية عديدة، وكذلك نولي الاهتمام لموضوع الانتخابات النيابية المقبلة، وسوف ينظم التجمع ندوة عن انتخابات 2018 سيحاضر فيها الوزير بشارة مرهج وذلك يوم الخميس المقبل في 22 شباط الساعة الخامسة مساء، وأنتم جميعاً مدعوّون إليها».
وفي الموضوع النسوي، أكدت فارس أنه «وبالرغم من إيماننا بالتكامل في النضال بين المرأة والرجل، ورغم أننا لا نؤمن بما يسمّى «الكوتا النسائية» لأننا نؤمن بأنّ المرأة شريك كامل للرجل، وهي معه على قدم المساواة في الحقوق والواجبات ومنها السياسية، إلا أننا أعضاء في المجلس النسائي وفي عدة أطر أخرى تدعم إصدار قوانين تساعد المرأة على النهوض والمشاركة، ولذلك نواكب مطلب المجلس النسائي بإقرار «الكوتا النسائية» التي نعتبرها مرحلة أو منصة تدفع بالمرأة إلى المشاركة الفعلية لاحقاً.
وختمت فارس: «أودّ أن أوجّه شكري وتقديري لكلّ الإعلاميين، المحرّرين والمصوّرين الذين يتكبّدون عناء نقل الصورة والخبر تحت أيّ ظرف. اقبلوا منّا هذا التكريم المتواضع، على مأدبة غداء صنعت أطباقها أيادٍ محبّة».