كيري يطالب جنوب السودان بوقف القتال

طالب وزير الخارجية الأميركي جون كيري مسؤولي دولة جنوب السودان بوقف القتال الدائر في البلاد بين الحكومة وعناصر متمردة، الذي خلف لحدّ الآن مقتل الآلاف ونزوح أكثر من مليون شخص عن ديارهم.

وأكد كيري في اجتماع مع أوان رياك الوزير بمكتب رئيس جنوب السودان أن واشنطن «لن تقف موقف المتفرج وعناصر هدامة وقصيرة النظر تحتجز آمال البلد رهينة».

وذكرت وزارة الخارجية أن كيري عبر عن «قلقه البالغ» من هذا الوضع، وحث الحكومة على أن «توقف على الفور القتال، وتتيح وصول الإمدادات الإنسانية بشكل كامل، وتمنع المضايقات والتهديدات التي تتعرض لها بعثة الأمم المتحدة».

ودعا كيري قادة جنوب السودان إلى «إعطاء الأولوية لمصالح الشعب» بعيداً عن المصالح الشخصية أو العرقية.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد مهد بداية الشهر الجاري الطريق لفرض عقوبات أميركية على أي شخص في جنوب السودان يهدّد جهود السلام، أو يستهدف طاقم الأمم المتحدة، أو يرتكب انتهاكات لحقوق الإنسان.

وأورد البيت الأبيض في بيان أن أوباما أجاز للإدارات الأميركية المعنية تجميد أصول شخصيات من دولة جنوب السودان وعدم منحهم تأشيرات، سواء كانوا في صفوف المتمردين أو داخل الحكومة.

وسبق للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أن حذّرا حكومة جوبا والمتمردين قبل نحو ثلاثة أسابيع من أنهما قد يتعرضان لعقوبات إذا لم يحرزا تقدماً في مفاوضات السلام بينهما ولم يحترما اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعاه.

وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في البيان أن المعارك بين الجانبين تهدد بتمزيق الدولة الفتية التي انفصلت عن السودان عام 2011.

واندلع النزاع في جنوب السودان في منتصف كانون الأول الماضي بالعاصمة جوبا قبل أن يتسع ليشمل ولايات أخرى في البلاد أبرزها أعالي النيل والوحدة وجونقلي.

وفي 23 كانون الثاني الماضي وقعت الحكومة والمتمردون اتفاقاً لوقف إطلاق النار لا يزال يتعرض لخروقات.

وقد حذرت الأمم المتحدة بداية نيسان الجاري من أن البلاد مهددة بـ«أسوأ مجاعة» تعرفها أفريقيا منذ الثمانينات إذا لم يرتفع حجم المساعدات ويتم وقف القتال.

وقال المسؤول عن العمليات الإنسانية الأممية في جنوب السودان توبي لانزر إن الأمم المتحدة دعت إلى توفير 1.3 مليار دولار لفائدة جنوب السودان، لكن تم تجميع 20 في المئة فقط من هذا المبلغ، وتبقى المنظمة الأممية بحاجة لـ232 مليون دولار لتقديم الحد الأدنى من المساعدات الإنسانية حتى نهاية أيار المقبل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى