تقرير: 133 حالة انتهاك مباشرة من «التحالف» في حق الإعلاميين اليمنيين

كشف اتحاد الإعلاميين اليمنيين عن تقرير يوّثق 133 حالة انتهاك مباشرة من قبل التحالف السعودي في حق الإعلاميين اليمنيين، منها 60 حالة قتل متعمّد وهم يزاولون مهامهم في مؤسساتهم أو منازلهم أو خلال تغطيتهم جرائم التحالف بحق المدنيين.

وفي ندوة عقدها الاتحاد أمس، في صنعاء بعنوان «تجربة 3 أعوام للإعلام الوطني في مواجهة العدوان» أشار الاتحاد إلى استشهاد 50 مصوراً وصحافياً من الإعلام الحربي، إلى جانب 10 إعلاميين من القنوات اليمنية، فيما جرح 3 آخرين.

وفي هذا الإطار، قال عبدالله صبري رئيس اتحاد الإعلاميين اليمنيين «لقد رصدنا ما يزيد عن 100 شهيد للإعلام الرسمي الوطني والحربي، بالإضافة إلى عشرات الانتهاكات تمثلت باستهداف الكثير من المؤسسات الإعلامية من قبل التحالف السعودي».

وأضاف صبري أن «الإعلام الوطني وقطاع الإعلام بشكل عام تلقى الكثير من الخسائر والانتهاكات جراء الحرب والعدوان والحصار على اليمن، وقدّم الكثير من التضحيات في مختلف الجبهات»، مشيراً إلى «توقف الكثير من المؤسسات نتيجة أزمة المشتقات النفطية والأزمة المالية، والحصار بشكل عام، والكثير من الانتهاكات غير المباشرة نتيجة توقف مرتبات الموظفين بشكل عام».

وأكد صبري أنه مع ذلك «شكَل الإعلام الوطني حالة من الصمود في مواجهة الآلة الإعلامية الضخمة للعدوان، وتوازناً كبيراً»، لا سيما في ظل مواجهته لما وصفها بـ «الآلة التضليلية والنفسية التي يشنّها التحالف»، منوّهاً إلى أن «الإعلام الحربي اليمني كان له نصيب كبير في التوازن، وبل حتى نستطيع القول إنه سجل تقدماً على إعلام العدوان من خلال توثيق انتصارات الجيش اليمني واللجان الشعبية، والمشاهد الأسطورية التي يسطّرها أبطالهم».

رئيس اتحاد الإعلاميين اليمنيين أوضح أنّ «وسائل الإعلام الخارجية قدمت المشهد بطريقة غير موضوعية وغير نزيهة في غالبيتها وخاصة في الفترة الأولى من العدوان»، لكنه أشار في المقابل إلى أن «هناك إعلاماً عربياً ودولياً صديقاً محدوداً لعب دوراً إيجابياً لصالح القضية اليمنية». وأشار إلى أنه «يمكن القول إن الإعلام الذي كان مقصراً مع اليمن أصبح اليوم متوازناً بعض الشيء بعد ثلاثة أعوام من الحرب».

واعتبر أنّ «الحرب التي يشنّها التحالف السعودي على اليمن لم تعد منسية، كما كانت في أول أيامها بل أصبحت حرباً مشهودة في وسائل الإعلام الدولية وخاصة في بُعدها الإنساني».

وخلال الندوة استعرض المتحدثون حالات الاستنساخ التي طالت القنوات الفضائية والتي بلغت 4 حالات أبرزها قنوات اليمن، وسبأ وعدن الرسمية، فضلاً عن 14 حالة إيقاف للقنوات المناهضة للتحالف السعودي على القمرين الاصطناعيين «عربسات» و«نايل سات»، بالإضافة إلى تدمير 12 منشأة إعلامية، و28 حالة حجب على موقع «اليوتيوب»، وإغلاق عشرات الحسابات الشهيرة على مواقع التواصل الاجتماعي ومنها «فايسبوك».

مدير عام الدراسات والبحوث في وزارة الإعلام بصنعاء خالد قيرمان تناول في كلمته واقع الإعلام اليمني خلال 3 سنوات من الحرب في محورين، وسلط الضوء في المحور الأول على دور وزارة الإعلام في تفعيل نشاط المؤسسات الإعلامية التابعة لها، ودعم استمرارية أدائها في مختلف الظروف.

وفي المحور الثاني سرد الخسائر والانتهاكات المباشرة وغير المباشرة التي ارتكبها التحالف بحق مختلف وسائل الإعلام في اليمن، خصوصاً الرسمية منها والتي تطابقت مع إحصائية اتحاد الإعلاميين اليمنيين.

أما عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الإعلاميين اليمنيين أبو بكر عبدالله، فقد لفت في كلمته إلى أنّ «التحالف سرد قائمة غير مسبوقة من الانتهاكات وجرائم القتل العمد، والإصابات التي طاولت عشرات الإعلاميين اليمنيين، توازياً مع حشد التحالف وخلال 3 سنوات أكبر المنابر الإعلامية العربية والدولية في إطار حربه الإعلامية والدعائية على اليمن، والتي اعتبر أن ضراوتها وتأثيرها لم تقل عن أسلحة الدمار الشامل العسكرية»، مشيراً إلى أنّ «التحالف استهدف بصورة مباشرة العقول في إطار حملات منظمة لإعادة صياغة الرأي العام وتوجّهه إلى الوجهة التي يريدها».

ورأى عبدالله أنّ «العدوان العسكري على وسائل الإعلام اليمنية وكوادرها وحصارها لم يكن هو المشكلة الوحيدة التي واجهها الإعلام الوطني المقاوم طيلة ثلاث سنوات، ففي مقابل الحرب المباشرة والحصار أنتج استمرار العدوان الوحشي»، مضيفاً أنّ «من نتائج الحصار قائمة طويلة من المشكلات التي يعانيها اليوم سائر منابر الإعلام الوطني بكل أنماطه».

وتابع عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الإعلاميين اليمنيين، أنه «نتيجة للحصار فقد تصدّر شحّ الإمكانيات المالية وتناقص المواد الخام الأساسية المطلوبة في إصدار الصحف الورقية، وكذلك الإمكانيات اللازمة لعمل الصحافة الإلكترونية»، مشيراً إلى أنّ «هذه المشكلات تفاقمت بشكل كبير في وقت كان فيه الإعلام اليمني كغيره يعيش تفاعلات أزمة الصحافة الورقية التي شهدها العالم العربي في الأعوام الأخيرة، والتي أدّت إلى توقف الكثير من المنابر الصحافية العربية والرسمية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى