مصادر دبلوماسية: محاولات لإقناع عباس بقبول «صفقة القرن»!

أفادت مصادر دبلوماسية عربية لوسائل إعلام بأن بعض الدول العربية تحاول إقناع السلطة الفلسطينية بقبول ما يُسمّى بـ «صفقة القرن» الخاصة بالتسوية الفلسطينية الصهيونية التي تطبخها واشنطن.

ونقل عن «دبلوماسي عربي بارز في القاهرة» تأكيده أن بعض العواصم العربية الفاعلة نصحت رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بقبول الشروط المعروضة عليه اليوم، «حتى لا يندم الفلسطينيون لاحقاً على ما يعتبرونه اليوم قليلاً جداً مقارنة بما كان مطروحاً عليهم قبل سنوات».

وأوضح الدبلوماسي أن «عاصمة عربية فاعلة» لم يسمّها نقلت إلى عباس تصوراً مفاده أن «القراءة الواقعية تحتّم على الفلسطينيين والعرب القبول بما هو معروض الآن»، مضيفاً أن «الحكمة تقتضي بقبول أقصى ما هو متاح من تسوية الآن، والتعامل بمنطق «خذ وفاوض»، حتى لا نتفاجأ بعد سنوات قليلة بأن وحش الاستيطان قد التهم كل الأراضي الفلسطينية».

وذكر الدبلوماسي أن مسؤولي هذه الدولة أبلغوا عباس بأنه «لا يمكن مقاومة التشدد الصهيوني في قضايا معينة مثل الحدود مع الأردن، حيث تصرّ تل أبيب على وجود قوات صهيونية فاصلة بين الحدود الأردنية والفلسطينية، خوفاً من دخول تنظيمات متطرفة يمكنها الانتشار على أطراف الجليل أو القدس»، وذلك حسب النص الذي وصل إلى تلك العاصمة العربية والتي أبدت تفهماً لهذا المطلب الصهيوني.

وأكد الدبلوماسي أن العاصمة العربية المعنية أكدت ضرورة ألا يتضمّن أي اتفاق سلام مستقبلي التنازل عن القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، مضيفاً أن إمكانية تبادل للأراضي بين مصر والكيان الصهيوني لم تناقش بعد.

وأفاد المصدر للصحيفة أن عباس أعرب لبعض القادة العرب الذين التقاهم مؤخراً أو تواصل معهم هاتفياً عن خشيته من اتهامه بالخيانة والتفريض في حال قبوله ما اقترح عليه، لكن أحد هؤلاء القادة رد عليه بالقول: «إنه ينبغي تهيئة الرأي العام العربي للمرحلة الجديدة بعيداً عن اتهامات التخوين».

ورجّح الدبلوماسي أن يتم الإعلان رسمياً عن النقاط الرئيسية لـ»صفقة القرن» في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، مضيفاً أن واشنطن أبلغت عواصم عربية بأن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارة الولايات المتحدة إليها اتخذ بغية إقناع الاحتلال بالموافقة على تقديم تنازلات مضادة لصالح الفلسطينيين.

من جانبها، أكدت قناة i24NEWS الصهيونية، نقلاً عن مسؤولين مقربين من القيادة الفلسطينية، أن السعودية ومصر بين تلك الدول التي تضغط على عباس، مضيفة أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قالا لعباس، أثناء الاتصالات الأخيرة، أنه لم تبق أمامه من الخيارات سوى أن يكون براغماتياً ويقبل «صفقة القرن» التي تشمل، حسب القناة، التنازل عن حق العودة وعن إقامة عاصمة الدولة الفلسطينية في القدس الشرقية.

وفي موقف معاكس، أفادت صحيفة «القبس» الكويتية أمس، نقلاً عن «مصادر مطلعة، بأن البيت الأبيض عجز عن كسب دعم مصر والسعودية لـ»صفقة القرن»، مؤكدة أن كلا البلدين أبلغا عباس برفضهما الاقتراح الأميركي بعقد مؤتمر إقليمي في القاهرة أو الرياض لإطلاق الصفقة.

وأشارت مصادر إلى أن هذه الأنباء وردت في وقت أفادت فيه مصادر فلسطينية بأن عباس البالغ 82 عاماً من العمر قد يتنحى عن الحكم، وخاصة على خلفية أنباء عن تردّي حالته الصحية.

ونقلت الصحيفة عن مصادر فلسطينية تأكيدها أن عباس لمّح إلى إمكانية رحيله أثناء الاجتماع الأخير للمجلس الثوري لحركة «فتح»، قائلاً إن هذا اللقاء قد يكون الأخير الذي يجمعه بقيادة الحركة.

وأكد قيادي فلسطيني للصحيفة أن المشاكل الصحية ليست السبب الوحيد الذي قد يدفع عباس إلى ترك منصبه، بل و»انسداد الأفق أمام أي تسوية» وخيبة الأمل من إمكانية طرح الإدارة الأميركية مشروع تسوية تراعي طموحات الفلسطينيين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى