سي.آي.إيه والخزانة الأميركية: لقاء ترامب وكيم أون ليس «استعراضاً».. والشرط عدم إجراء أيّ تجارب نووية
قال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أمس، «إنه لن يناقش علناً القضايا المتعلقة بكوريا الشمالية وأحال الأمر إلى الدبلوماسيين والبيت الأبيض»، وذلك قبل اللقاء المقترح بين الرئيس دونالد ترامب ونظيره الكوري الشمالي كيم جونج أون.
وأضاف ماتيس «أنّ الوضع ببساطة حساس جداً بدرجة لا تسمح بأن يدلي مسؤولون في مواقع مثل وزارة الدفاع بتصريحات، لأنها غير منخرطة بشكل مباشر في الاتصالات الدبلوماسية».
وقال للصحافيين خلال رحلة إلى سلطنة عمان «لا أودّ الحديث عن كوريا مطلقاً. سأترك الأمر لمن يقودون هذه الجهود».
وأضاف «نظراً لدقة الأمر، فعندما تخوض في وضع كهذا، فإنّ احتمالات سوء الفهم تبقى كبيرة جداً».
وبعد شهور من التوترات المتفاقمة بسبب تطوير كوريا الشمالية لبرنامجيها النووي والصاروخي، وافق ترامب يوم الخميس على «لقاء رئيس كوريا الشمالية وأن يصبح أول رئيس أميركي يقرّر القيام بذلك أثناء وجوده في منصبه».
وقال ترامب أول أمس، «إنّ محادثاته المزمعة مع رئيس كوريا الشمالية قد تنتهي دون التوصل لاتفاق أو قد تؤدي إلى أعظم اتفاق للعالم مما يزيل التوتر بين البلدين بشأن برنامج بيونغ يانغ النووي». وأضاف «مَن يعرف ما الذي سيحدث؟».
وشكّل قرار ترامب تخلّياً كبيراً عن النهج الدبلوماسي الذي اتبعته الولايات المتحدة الأميركية طيلة 60 عاماً مع كوريا الشمالية ولم يكرّر انتقاداته السابقة لبيونغ يانغ.
ولم يتحدّد بعد مكان أو تاريخ الاجتماع، لكن يتوقع أن يعقد في نهاية أيار.
ولم يدل ماتيس بأيّ «إيضاحات حول توقّعاته»، وأحال الأمر لوزارة الخارجية ومسؤولي الأمن القومي بالبيت الأبيض وترامب نفسه.
وقال «في الوقت الحالي، فإن أي كلمة ستُفهم وتحلل بطريقة مختلفة عبر ثقافات مختلفة وأوقات مختلفة من اليوم وفي سياق مختلف».
وأضاف «والآن، أودّ موقفاً مباشراً تماماً من هؤلاء المسؤولين بشكل فعلي، وليس من الذين يقومون بدور مساند أو بدور خلفي»، مؤكداً ثقته «في أنّ البيت الأبيض ووزارة الخارجية سيطلعانكم على الأمور بشكل جيد».
من جهته، قال مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية مايك بومبيو، أمس، «إنّ الاجتماع المزمع بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون ليس مجرد استعراض».
وأضاف بومبيو في برنامج «فوكس نيوز صنداي» قائلاً «الرئيس ترامب لا يفعل ذلك على سبيل الاستعراض. هو ذاهب لحل مشكلة».
وقال بومبيو «إنّ الولايات المتحدة تتوقع من كوريا الشمالية وقف كافة التجارب النووية والصاروخية قبل عقد أي اجتماع».
وتابع بومبيو «أنّ المناورات الأميركية حول شبه الجزيرة الكورية ستستمر خلال فترة الاستعداد للمحادثات». وقال: «إنه إضافة إلى ذلك فإنّ على كوريا الشمالية أن تكون راغبة في بحث التخلص من ترسانتها النووية بشكل تام يمكن التحقق منه ولا يمكن الرجوع عنه».
ومضى يقول «إنّ الولايات المتحدة لن تقدم أيّ تنازلات وستواصل المضي قدماً في فرض عقوباتها الاقتصادية ضد بيونغ يانغ قبل الاجتماع المقرّر عقده مبدئياً في أيار المقبل».
بدوره، كشف وزير الخزانة الأميركي، ستيف منوتشين، أمس، عن شرط ترامب، للقاء نظيره كيم أون. وقال منوتشين، في لقاء أجراه مع برنامج «لقاء الصحافة» ميت ذا بريس ، عبر شبكة «إن بي سي» الأميركية، «إنّ ترامب اشترط للقاء رئيس كوريا الشمالية، عدم إجراء بيونغ يانغ أي تجارب نووية أو صاروخية».
وعن تصريحات المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، حول أنه قد لا يكون هناك لقاء، ما لم تكن هناك إجراءات ملموسة من جانب كوريا الشمالية: «أتمنى ألا تتسبب تلك التصريحات في حالة ارتباك».
وتابع «الرئيس أوضح ما هي شروطه للقاء، وهي عدم إجراء بيونغ يانغ أي تجارب نووية، وعدم إجراء تجارب صاروخية، وهذا سيكون شرطاً حتى موعد الاجتماع».
ورفض منوتشين الانتقادات الموجّهة لقرار ترامب بأنه «يُسهم في تعزيز مكانة رئيس كوريا الشمالية على الصعيد الدولي». وأضاف «أنّ ترامب كان قد تعرّض لانتقادات أيضاً لعدم الاعتماد على الدبلوماسية بشكل أكبر في احتواء الطموحات النووية لبيونغ يانغ».
وقال «الآن لدينا وضع يستخدم فيه الرئيس الدبلوماسية، لكننا لا نوقف حملة الضغط المكثف… هذا هو الاختلاف الكبير هنا. العقوبات لا تزال قائمة. الوضع العسكري لا يزال كما هو، لذا فإنّ الرئيس سيجلس وسيرى ما إذا كان بمقدوره التوصل إلى اتفاق».
ونوّه إلى أنّ «هدف الاجتماع بين الرئيسين هو إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي». وتابع «موقفنا واضح للغاية… هذا هو الهدف وهذا ما سننجزه».
وقال مسؤول بالبيت الأبيض يوم الجمعة «إنّ ترامب مازال ملتزماً بالاجتماع مع كيم بناء على الشروط التي وضعتها كوريا الجنوبية وهي التزام كيم بنزع السلاح النووي والامتناع عن إجراء تجارب نووية أو صاروخية أخرى وتفهّم ضرورة استمرار المناورات العسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية».
ومن المتوقع أن تجري المناورات الأميركية الكورية الجنوبية خلال الأسابيع المقبلة. وهو ما يثير تساؤلات حول الطريقة التي ستستخدمها وزارة الدفاع الأميركية لوصفها.