الجيش السوري يقسم الغوطة ثلاثة أجزاء مركزها إدارة المركبات عازلاً دوما وحرستا الحريري «اللبناني» يعلن مرشحيه الـ 37 بشعار «خرزة زرقاء» سيحتاجها نصفهم للفوز
كتب المحرّر السياسي
لا يزال المشهد الدولي الأول هو الإعلان المفاجئ للرئيس الأميركي دونالد ترامب عن قبول دعوة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون لعقد قمة ثنائية، حملها له مسؤول المخابرات الكوري الجنوبي شانغ وي يونغ، رغم محاولات غربية وأميركية للتركيز على مخاطر استخدام سلاح كيميائي في معارك الغوطة في سورية، تلاقت دمشق وموسكو على وصفها بالعمل التمهيدي لاستخدام الجماعات المسلحة لهذا السلاح لتبرير تدخل غربي، لوّح به وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، بينما تحدث كلّ من ترامب وجونغ أون عن أهمية القمة المرتقبة، لوضع حدّ للنزاع حول السلاح النووي لكوريا الشمالية التي أوقفت تجاربها النووية حتى موعد القمة بإعلان زعيمها أنه لن يوقظ الرئيس الكوري الجنوبي على جرس إطلاق صاروخ نووي، بينما تلاقت كلمات ترامب وجونغ أون عن جدية التفاوض المنتظر بينهما، ورفضهما قمة مجاملات.
في سورية سجّل الجيش السوري إنجازاً نوعياً بتقدّم قواته في الغوطة بعد سيطرته على بلدتي مسرابا ومديرة، وبلوغ قواته القادمة شرقاً إلى إدارة المركبات التي تحوّلت لمركز للغوطة تقسمها إلى ثلاثة أجزاء، هي دوما التي باتت محاصرة من كلّ الجهات، وحرستا التي يتقدّم فيها الجيش السوري من محاور عدة، وباقي القسم الجنوبي المكوّن من بلدات عدّة أهمّها عفرين وسقبا وعين ترما، وسط نداءات مركز حميميم للمصالحة للجماعات المسلحة لقبول عروض الانسحاب، في مواجهة باتت محسومة النتائج.
لبنانياً، تتالى إعلان اللوائح الانتخابية، التي تصدّرتها لائحة مرشحي تيار المستقبل، بسبعة وثلاثين اسماً، غاب منها ستة عشر نائباً حالياً في كتلة المستقبل، أبرزهم رئيس الكتلة الرئيس فؤاد السنيورة، لتكون الانتخابات المقبلة بكلّ ما يحيط بها المناسبة الأولى لولادة كتلة يرأسها الرئيس سعد الحريري بلا منازع، بعدما تمّ استبعاد الأسماء التي دارت حولها شبهات ما وصفه الحريري قبل مدة بالخيانة. ومن جهة مقابلة هي المرة الأولى التي سيكون فيها للحريري أن يتلبنن في خياره الانتخابي بعيداً عن ضغوط سعودية سياسية ومالية، بعد الأزمة التي عصفت بعلاقته بالسعودية والتي لم تنجح زيارته الأخيرة بأكثر من تطبيع العلاقة من دون استرداد الحرارة إليها، ووفقاً لمصادر متابعة للمشهد الانتخابي، سيكون صعباً على الحريري نيل الفوز لثلثي مرشحيه كما تقول مصادر تيار المستقبل، فالمنافسة الانتخابية في ظلّ قانون النسبية ستتيح له الفوز، بمرشح واحد في الجنوب، وآخر في البقاع الشمالي، وثالث في زحلة ورابع في البقاع الغربي، وخامس في جبل لبنان، ليكون الحصاد الباقي وقفاً على بيروت والشمال، حيث تتراوح الاحتمالات، بين الفوز بخمسة إلى سبعة مقاعد في بيروت، وما بين ستة وتسعة مقاعد في دائرتي الشمال، ليكون الحاصل بين ستة عشر وواحد وعشرين مقعداً.
الحريري طهّر «كتلته الزرقاء» من «طعنة الخناجر»
أعلن رئيس الحكومة سعد الحريري مرشّحي تيار المستقبل للانتخابات النيابية المقبلة، وبلغ عددهم 37 مرشحاً من دون مرشحَي «التيار» في دائرة بيروت الأولى وعن المقعد الأرمني في زحلة اللذين لم يُحسَما بعد، وقد وصل عدد الوجوه المستقبلية الجديدة الى 22 من بينهم 3 نساء. هنّ ديما جمالي وليلى شحود ورولا الطبش إلى جانب اعتماده الفصل بين النيابية والوزارة.
في دائرتي طرابلس وعكار حافظ الحريري على الهوية السياسية للمرشحين الذين يعبّرون عن الحالة المتطرفة، وإنْ تمّ استبدالهم بأبنائهم بالتوريث كطارق المرعبي وسامي فتفت نجل النائب أحمد فتفت إلى جانب النائب والوزير الحالي محمد كبارة، أما في بيروت فقد رشح زاهر وليد عيدو نجل النائب الراحل وليد عيدو.
أما اللافت غياب أسماء 16 نائباً عن ترشيحات «المستقبل» كانوا موجودين في الكتلة سابقاً، وهم: فؤاد السنيورة – عاطف مجدلاني – عمار الحوري – عقاب صقر – كاظم الخير – سبوح قالباكيان – سيرج طورسركيسيان – رياض رحال – خالد زهرمان – خالد الضاهر – جان أوغاسابيان – جمال الجراح – أحمد فتفت – نضال طعمه – نبيل دو فريج – محمد قباني، والملاحظ أن عدداً من هذه الأسماء أشارت إليها عائلة الحريري بأصابع الاتهام بطعن رئيس الحكومة خلال أزمة احتجازه في السعودية من دون أن تسمّيها لا سيّما السنيورة والجرّاح وفتفت وصقر والمرعبي ما يؤشر إلى أن الحريري قام بعملية «تطهير ناعمة» لكتلته النيابية الزرقاء من الذين اتهمهم الأمين العام لـ «التيار» أحمد الحريري بأنهم «أخذوا الأموال من عائلة الحريري واشتروا بها الخناجر لطعن الحريري».
وتشير مصادر مراقبة لـ «البناء» الى «أن عملية اختيار المرشحين أتت بشكل يمكّن الحريري من الإمساك بزمام الأمور وبناصية الكتلة المقبلة التي ستكون منضبطة بقراره السياسي وخالية من الأجنحة والتيارات».
وقد لفت الرقم الكبير للمرشحين، رغم أنه من المرجح أن لا يفوز «المستقبل» بأكثر 18 مقعداً لا سيما في دائرة طرابلس المنية الضنية، حيث لن تتجاوز حصته 4 مقاعد بحسب خبراء انتخابيين.
وقد جاءت أسماء المرشحين وتوزيعها بحسب الدوائر على الشكل التالي:
صيدا – جزين: بهية الحريري – حسن شمس الدين.
الشوف عاليه: محمد الحجار – غطاس خوري.
البقاع الغربي وراشيا: محمد القرعاوي – أمين وهبي – زياد القادري.
زحلة: عاصم عراجي – نزار دلول.
بعبك الهرمل: حسين صلح – بكر الحجيري.
طرابلس – المنية – الضنية: محمد كبارة، سمير الجسر، ديما جمالي، نعمة محفوض، ليلى شحود، شادي نشابة، وليد صوالحي، جورج بكاسيني، قاسم عبد العزيز، سامي فتفت، عثمان علم الدين.
بيروت الثانية: تمام سلام، نهاد المشنوق، رلى الطبش جارودي، غازي يوسف، ربيع حسونة، باسم الشاب، نزيه نجم، زاهر وليد عيدو، سعد الحريري.
عكار: طارق المرعبي، محمد سليمان، وليد البعريني، هادي حبيش، خضر حبيب، جان موسى.
واعتبر الحريري خلال الاحتفال، الذي نظّمه «المستقبل» أمس، في البيال، أن «التصويت للوائح تيار المستقبل في الانتخابات النيابية المقبلة، يعني تجديد التفويض الشعبي لمتابعة تنفيذ مشروع كبير نعمل عليه كل يوم، يقوم على حماية البلد واستقراره وتحقيق الأمان فيه وعلى حماية الدستور والحرية والديموقراطية والسيادة والأمن الاجتماعي والعملة الوطنية والنهوض بالاقتصاد، لإيجاد فرص عمل للشبان والشابات في بلدنا، ونحن سنأخذه معنا الى ثلاثة مؤتمرات دولية جمعنا العالم فيها للمضي به».
وأثار استبدال المرشح عثمان علم الدين بالنائب الحالي كاظم الخير موجة اعتراض واسعة بين أهالي المنية وأعلنوا تعاطفهم مع الخير الذي اتّهم المستقبل وأمينه العام أحمد الحريري بالغدر به، وأعلن أنه مستمرّ في ترشيحه ضد تيار المستقبل.
واتّهم النائب السابق مصباح الأحدب الرئيس الحريري بـ»خيانة النائب كاظم الخير»، مضيفاً: «لم تفاجئنا، فسبق له أن خاننا وخان كل مَن وقف الى جانبه وسانده، وخان ثقة الشعب وباع البلد في سوق التسويات والصفقات الرخيصة، الانتخابات قريبة والشعب سيحاسب كل مَن خانه».
«المستقبل» ـ «القوات» المفاوضات متعثّرة
وفي حين ملأ رئيس «المستقبل» الجزء الأكبر من «البازل الانتخابي» من المتوقع أن تملأ «القوات اللبنانية» الجزء الآخر، وربما الأخير في منتصف الشهر الحالي بعد إعلان رئيس «القوات» سمير جعجع عن المرشحين «القواتيين» على أن تبدأ مرحلة تركيب اللوائح التي تنتهي في 26 الحالي، ومن ثم يتّضح مشهد التحالفات. وتردّد عن لقاءٍ قريب بين جعجع والحريري توقّع أكثر من مصدر حصوله بعد 14 آذار وليس قبله، لكن مصادر أخرى «قواتية» رجحت لـ»البناء» حصوله قبل ذكرى 14 آذار «التي يريدها جعجع تتويجاً للاتصالات والمشاورات التي حصلت خلال المرحلة الأخيرة والإعلان عن التحالف في محاولة لإحياء 14 آذار»، غير أن رئيس جهاز الإعلام والتواصل في « القوات» شارل جبور ، أشار الى «أنه بحال عدم التوافق ليس هناك ما يستدعي هذا اللقاء». وكشف جبور في حديث تلفزيوني، أن «المفاوضات بين القوات والمستقبل متعثرة، لكن الاتصالات لا تزال قائمة»، موضحاً أنه في بعض الدوائر هناك تعارض في المرشحين وفي دوائر أخرى هناك تعارض بالتحالفات». وأكد أن أي «تحالف في ظل القانون الانتخابي الحالي يجب أن يكون مبنياً على شراكة حقيقية»، لافتاً إلى أن «لا توافق بين المستقبل والقوات في دوائر طرابلس وعكار وبيروت وصيدا وجزين».
من جهته، أكد وزير الثقافة غطاس خوري أننا «أنجزنا مع القوات مناطق عدة، وقريباً بعلبك – الهرمل ومرجعيون حاصبيا ، وزحلة لم يتمّ الاتفاق عليها»، مشيراً الى أنه «مع التيار الوطني الحر توصلنا الى اتفاق في مناطق عدة»، بينما أكد أحمد الحريري «أننا لا نريد أن يكون هناك أي تحالف على حساب حاصلنا الانتخابي».
وبانتظار اكتمال «بازل» التحالفات بات مؤكداً تحالف المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي و»القوات» في دائرة بعبدا ودائرة الشوف عاليه ودائرة البقاع الغربي بمعزل عن اسم المرشح الماروني وفي البقاع الشمالي على أن يُحسم موضوع التحالف في عكار وزحلة وجزين في الأيام القليلة المقبلة، علماً أن «معلومات تردّدت أن التحالف في عكار وجزين سيكون ثلاثياً بين القوات والمستقبل والتيار الوطني الحر، أما في بيروت الأولى فسيكون التحالف بين التيار الوطني الحر وحزب الطاشناق».
وأكد عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب وائل أبو فاعور ، التحالف مع «المستقبل» ثابت، لافتاً إلى أن الاتصالات متقدّمة مع «القوات»، كاشفاً أن التفاهم بات في مرحلته النهائية في الشوف وعاليه وبعبدا.
وأوضح أبو فاعور أنه في البقاع الغربي وراشيا لا صيغة نهائية بين «القوات» و«المستقبل»، معتبراً أن «مرحلة 8 و14 آذار انتهت والقوى السياسية في المفاوضات تبحث عن الكسب الانتخابي على قاعدة تحصيل أكبر عدد ممكن من المقاعد».
«القومي» أطلق «ماكينته» في بعلبك الهرمل
في غضون ذلك، واصلت الأحزاب والقوى السياسية إطلاق ماكيناتها الانتخابية تباعاً في مختلف المناطق، وأمس أطلق الحزب السوري القومي الاجتماعي، ماكينته الانتخابية في دائرة بعلبك – الهرمل، خلال مهرجان أقامه في صالة مطعم «الروابي» في بعلبك، بحضور رئيس المكتب السياسي د. كمال النابلسي، ومرشّحي لائحة «الأمل والوفاء»، وأكد النابلسي أن «هذه المنطقة مستهدَفة كما أهلها، لأنها خزان المقاومة، وهناك مَن يتربّصون شراً وغدراً بالمقاومة ويحاولون النيل منها، في نبضها وقلاعها ورجالها وتاريخها». وأشار إلى أن «البروباغندا الإعلامية التي تمارسها القوى المناهضة للمقاومة، تشيع بأنّ خرق لائحة المقاومة في بعلبك الهرمل ولو بمقعد واحد، هو بمثابة استهداف للمقاومة في عرينها!؟». وشدّد على أن «شعارنا لهذه الانتخابات «دولة المواطنة والعدالة» أيّ الدولة القوية بمقاومتها والعادلة بالإنماء المتوازن والعدالة الاجتماعية والقادرة على التصدّي لأيّ عدوان يستهدف لبنان، وليكن يوم السادس من أيار يوماً للمقاومة».
من جهتها أطلقت حركة أمل عن دائرة الجنوب الثانية في قرى صيدا والزهراني، ماكينتها الانتخابية بلقاء مندوبي قرى صيدا والزهراني، خلال احتفال في باحة مجمع نبيه بري الثقافي في المصيلح.
من جانبه، أكد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد خلال كلمة له في النبطية، أن «الجنوب يعتبر الساحة الأكثر هدوءاً على المستوى الانتخابي، لأن أهل الجنوب الذين يعرفون عدوّهم وكيف يواجهون عدوهم، يستطيعون أن يقدّروا الأحجام بحقيقتها»، مؤكداً «أن الناس تعرف مَن وقف معها وإلى جانبها ودافع عنها وبلسم جراحها وبذل جهداً ليؤمن خدماتها».
كما أطلق حزب الكتائب اللبنانية برنامجه الانتخابي للعام 2018 في Legend نهر الكلب، وأكد رئيسه النائب سامي الجميل بأننا «سنخوض هذه المعركة الى جانب كل من يُشبهنا»، ما يعني الافتراق الانتخابي بين الكتائب و«القوات». الأمر الذي أكده مصدر وزاري قواتي لـ «البناء»، مشيراً الى أن «المفاوضات بين الكتائب والقوات لم تؤد الى نتيجة وحتى في زحلة حيث رفضت القوات العرض الكتائبي، حيث أصرت الكتائب على ترشيح النائب الحالي إيلي ماروني».
وغرّد النائب وليد جنبلاط قائلاً: «وبدأ إعلان اللوائح في أسبوع الحسم. بعض المرشحين جدد يبدو والآخر متجدد ومنهم من صدق فيهم قول الشاعر كجلمود صخر حطّه السيل من علِ».
وأكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل خلال لقائه أبناء الجالية اللبنانية في سيدني، أن «هذه الانتخابات هي الحد الفاصل بين دولة المصالحة تحت الدستور ودولة التسويات على حساب القانون». مشدداً على أن «هذه الانتخابات هي لرفض التوطين وتثبيت الهوية، كما أنها معركة إقرار المشاريع الكبيرة من كهرباء ونفط وسدود وطرقات وسكك حديد وتطوير الاقتصاد وفتح أبواب العمل أمام اللبنانيين وإقفال باب الهجرة وفتح أبواب العودة الى لبنان مع كل نافذة امل تفتح لهم». وقال: «ثروات كثيرة هُدرت منها المياه والنفط والطبيعة والمنتشرين الذين حوّلوهم الى مقاطعات، وحاولوا وضع اليد عليكم لإهدار ثروة الإنسان اللبناني، ولكن نقول لكم لن نسمح لهم باستبدالكم لا بنازحين ولا بلاجئين».
الحكومة تقرّ الموازنة اليوم
في سياق آخر، أنهت اللجنة الوزارية المراجعة الأخيرة لمشروع موازنة 2018، في جلسة عقدتها أمس في السراي الحكومي برئاسة الحريري، على أن تعقد الحكومة جلسة اليوم في السراي لإقرارها وإحالتها الى المجلس النيابي، على أن يُعيّن رئيس المجلس النيابي نبيه بري جلسات مكثفة للجان المشتركة مسائية وصباحية لدرسها وإحالتها الى الهيئة العامة للتصديق عليها في نيسان المقبل.
وأكد وزير المال علي حسن خليل بعد انتهاء الجلسة أن «الأرقام تُحدّد بشكلها النهائي بعد الانتهاء منها في مجلس الوزراء وإحالتها إلى مجلس النواب»، و«لكن الأكيد أننا أمام مجموعة من الإجراءات الإصلاحية والتحفيزية، وأنا شخصياً مرتاح للتخفيض الذي أجريناه على أرقام الموازنة». وأضاف: «سنعقد رئيس الحكومة سعد الحريري وأنا، مؤتمراً صحافياً نقدّم خلاله ملخّصاً عن كل ما حصل من عمل في اللجنة».