نيبينزيا: من حق دمشق أن تدافع عن أمن مواطنيها ضد الإرهاب.. وماكرون يراهن على الحوار مع روسيا لحل الأزمة السورية
أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن من حق الحكومة السورية أن تدافع عن أمن مواطنيها والتصدّي للتنظيمات الإرهابية.
وقال نيبينزيا خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في سورية: إن روسيا تبذل جهوداً خاصة لتطبيق القرار 2401 بخلاف العواصم الأخرى التي تقوم بتوجيه الاتهامات لسورية وروسيا.
وأضاف المندوب الروسي: إنه تمّ فتح ممرات إنسانية لإخراج المدنيين من الغوطة وإدخال المساعدات الإنسانية وقام الإرهابيون بقصفها، مشيراً إلى أن الإرهابيين أطلقوا الرصاص على مظاهرات خرجت في الغوطة الشرقية تطالبهم بالخروج من بلداتهم.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قال في جلسة مجلس الأمن، إن الهدف يجب أن يكون واحداً وهو العمل على إنهاء المعاناة والتوصل إلى حل نهائي للأزمة في سورية.
هجوم غربي أممي
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن النزاع في البلاد يتقلّص إلى حدّ ما، إلا أن العنف ما زال يتواصل في الغوطة الشرقية.
وأضاف غوتيريش أنه ورغم صدور قرار وقف إطلاق النار لم يتمّ إجلاء أي شخص من الغوطة الشرقية، مشيراً في السياق إلى أن 30 في المئة فقط من الإمدادات الطبية سمح بدخولها إلى الغوطة وسط ظروف صعبة.
وأفاد الأمين العام بأن الجماعات المسلحة في الغوطة أعربت في رسالة عن التزامها بالهدنة وطرد النصرة، مبيناً أن عدداً قليلاً من المدنيين استطاعوا الرحيل مع إعلان روسيا للهدنة اليومية، قائلاً إنها غير كافية.
وصرّح، خلال الجلسة، بأن المبعوث الخاص إلى سورية اقترح اجتماعاً في جنيف بين الجماعات المسلحة الثلاث في الغوطة وروسيا.
من جهتها قالت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، إن واشنطن قبلت بالشروط الروسية من أجل وقف القتل في سورية واليوم نشاهد أن الروس لم يفوا بالوعد. وأضافت نيكي هايلي أنه يتمّ خرق الهدنة التي صوّتوا عليها، مشيرة إلى أن قرار وقف إطلاق النار أثبت فشله.
كما قال ممثل بريطانيا بالأمم المتحدة، ماثيو ريكروفت، إن هناك قصفاً يومياً منذ نهاية شباط/ فبراير وبداية آذار/ مارس رغم الإعلان عن الهدنة الإنسانية. وأضاف ماثيو ريكروفت أنه لم يتمّ إجلاء ألف من المدنيين، مؤكداً أن الحكومة السورية أعاقت ذلك، بحسب قوله.
وفي كلمته أمام مجلس الأمن، أفاد المندوب الفرنسي الدائم لدى المنظمة الأممية فرنسوا ديلاتر، بأن العمليات العسكرية مستمرة من الجو وعلى الأرض.
وأشار إلى أنه يتمّ استهداف المدنيين بالمنطقة.
وشدد المندوب الفرنسي الدائم على أن فرنسا لن تتهاون بشأن استخدام السلاح الكيماوي. وأوضح، في السياق، أن منع وصول المساعدات الإنسانية عمل سيئ.
ماكرون
وفي سياق متواصل، أكد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ضرورة خوض حوار مستدامٍ مع روسيا من أجل إنهاء الأزمة السورية، لافتاً إلى أن بلاده تراهن على ذلك لتحقيق نتائج في هذه القضية.
وقال ماكرون، في مؤتمر صحافي عقده أمس خلال زيارته إلى الهند: «تتبع فرنسا منذ مايو العام الماضي سياسة مستدامة وممنهجة في ما يخصّ العلاقات مع روسيا… إننا نسعى إلى إقامة حوار فعال يسفر عن تحقيق نتائج ملموسة».
وتابع الرئيس الفرنسي متسائلاً: «هل أسهم الغياب التام للحوار مع روسيا في إحراز تقدم خلال السنوات الماضية في القضية السورية؟ لا أعتقد ذلك».
وشدّد ماكرون في هذا السياق على أن فرنسا «راهنت على إجراء حوار مستدام يطرح مطالب واضحة» مع روسيا لدعم عملية تسوية الأزمة في سورية.
ضاق الخناق على المسلحين
ميدانياً، أكدت مصادر أن الجيش السوري عثر على ورشة عمل لمسلحين في الغوطة الشرقية تُستخدَم في إنتاج أسلحة كيميائية.
ونقلت ريا نوفوستي عن ضابط في الجيش السوري قوله إنّه تم العثور على الورشة في قرية أفتريس، وأوضح أن ما تمّ العثور عليه يندرج في إطار ما كان يحضّر له المسلحون لاتهام الجيش السوري بشنّ هجمات كيميائية في الغوطة الشرقية.
وأعلنت وكالة سانا أمس، عن تمكّن الجيش السوري من استعادة السيطرة على قرية افتريس بشكل كامل بعد القضاء على آخر تجمّعات جبهة النصرة والمجموعات التابعة لها.
وكانت «مصادر سورية مطلعة» أكّدت أمس، أنّه «كلما ضاق الخناق» على المجموعات المسلحة التي «تلفظ أنفاسها» في الغوطة تأتيها الأوامر من مشغليها لإعادة استخدام الاتهامات الباطلة ضد الجيش السوري باستخدام أسلحة كيميائية ضدّ المدنيين.
وكان مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري كشف نهاية الشهر الفائت عن معلومات لدى الحكومة السورية تؤكد أن الإرهابيين يحضّرون لعمل إرهابي يتم فيه استخدام الكلور على نطاق واسع لاتهام الجيش السوري بذلك، مضيفاً أن «هؤلاء الإرهابيين لديهم تعليمات صارمة من الاستخبارات الغربية والتركية لفبركة الهجوم الكيميائي قبل تاريخ 13 آذار/ مارس»، ذلك أن انعقاد الدورة الـ87 للمجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية سيتمّ بهذا التاريخ.
يأتي ذلك في وقت أعلن فيه المركز الروسي للمصالحة في سورية التابع لوزارة الدفاع الروسية، أنّ مسلحي الغوطة الشرقية بدأوا «مواجهة مفتوحة» فيما بينهم بعد مطالب انفصال «فيلق الرحمن» عن «جبهة النصرة» بهدف مناقشة إخراجهم من المنطقة.
وقال الناطق باسم المركز اللواء فلاديمير زولوتوخين للصحافيين «بعدما طالب مركز المصالحة في سورية انفصال فيلق الرحمن عن جبهة النصرة الإرهابية بهدف مناقشة إخراجهم من المنطقة، بدأت مواجهة بين المجموعتين»، مضيفاً أن شوارع الغوطة تشهد معارك مفتوحة بين عناصر التشكيلات المسلحة الخارجة عن القانون وأنّ المدنيين مضطرون للبحث عن مخابئ.
وكان المركز الروسي للمصالحة في سورية اشترط على مسلحي «فيلق الرحمن» الانفصال عن هيئة تحرير الشام للسماح لهم بالانسحاب من الغوطة الشرقية.
وفي وقت ينفي فيلق الرحمن أي اتصال أو تفاوض مع الطرف الروسي، أعلن جيش الإسلام لأوّل مرة عقب حصار الجيش السوري لمسلّحيه في دوما أنه توصل لاتفاق مع روسيا من خلال الأمم المتحدة على إجلاء الجرحى، بعد نفي متكرر من جانبه لإجراء اتصال مباشر أو غير مباشر مع موسكو.
ولاحقاً أكّد مركز المصالحة الروسي التفاوض مع جيش الإسلام لإخراج المرضى والجرحى من الغوطة الشرقية.
ونفى جيش الإسلام في بيان نسبه للهيئة السياسية على صفحته في تويتر «الشائعات» التي تصبّ في إطار «الحرب النفسية» في الغوطة الشرقية، على حدّ تعبيره.
وأمس أعلن الإعلام الحربي عن تمكّن الجيش السوري من قَسْم الغوطة الشرقية إلى شطرين جنوبي وشمالي وفرض حصاره على مسلحي دوما بشكل كامل بعد السيطرة على بلدة مديرا والتقاء القوات المتقدمة من مسرابا مع القوات الموجودة في إدارة المركبات في مدينة حرستا.
وأكدت مصادر ميدانية فرض الجيش السوري حصاراً كاملاً من أربع جهات على المسلحين في حرستا.
وأكّدت المصادر أنّ الجيش السوري سيُعلن قريباً جداً تحرير حرستا من المسلحين، بالتزامن مع مفاوضات ستجري لعزل سقبا وحمورية وكفر بطنا عن العملية العسكرية في الغوطة.
وذكر التلفزيون الرسمي أمس، أنّ الجيش السوري أمّن خروج عدد من العائلات من أهالي الغوطة الشرقية عبر بلدة مديرا التي تمكّن من تحريرها بالكامل أول أمس الأحد.
تظاهرة داعمة للجيش
وفي سياق ذي صلة نشر التلفزيون السوري مقطعاً مصوراً لأهالي بلدة حمورية يناشدون الجيش السوري للدخول إلى بلدتهم ويهتفون «الشعب والجيش يد واحدة».
وتحدّثت صفحات سورية غير رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي عن مهلة حدّدها الجيش السوري لمسلحي بلدات سقبا، حمورية، كفربطنا وحزة لإعلان الموافقة على المصالحة الوطنية ودخول الجيش السوري إليها، وتسليم المسلحين سلاحهم وتسوية وضع من يرغب بالبقاء من أبناء البلدات، وتسجيل قوائم بأسماء من يرفض المصالحة لترحيله لاحقاً إلى إدلب.
إلى ذلك، واصل النظام التركي ومرتزقته من المجموعات الارهابية خرقه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2401 القاضي بوقف الأعمال القتالية في سورية لمدة 30 يوماً عبر قصفه بمختلف أنواع الأسلحة منطقة عفرين.
وذكر مراسل سانا أن قوات النظام التركي ومرتزقته صعدت خلال الساعات الماضية قصف ناحية شران وقرى باسوطة وكرزايلة وزربة المحيطة بها بالطائرات والمدفعية والقذائف المتنوّعة ما تسبب بإصابة 4 مدنيين وتدمير عدد من منازل الأهالي وممتلكاتهم.
وتسبّب عدوان النظام التركي المتواصل على عفرين منذ 52 يوماً باستشهاد 222 مدنياً وجرح المئات من الأهالي غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى وجود العديد من الجثث تحت الأنقاض التي يصعب الوصول إليها بسبب القصف العنيف على القرى والبلدات.
وتتعمّد قوات نظام أردوغان استهداف الطريق الوحيد الذي يربط بين حلب وعفرين بغية منع وصول أي مواد غذائية وإغاثية إلى المدينة مع الإشارة إلى أنها قصفت في 22 الشهر الماضي قافلة محملة بمواد غذائية ووقود ومحروقات قرب معبر الزيارة قبل وصولها إلى منطقة عفرين.
وفي السياق، أعلن وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي أن أنقرة تخطط لاستخدام ذخائر جديدة محلية الصنع في إطار عملية «غصن الزيتون» ضد الوحدات الكردية في منطقة عفرين شمال سورية.
دفعت «قوات الحماية الشعبية» في شمال سورية، بتعزيزات عسكرية جديدة إلى منطقة عفرين التي باتت قوات عملية «غصن الزيتون» التركية على مشارفها.
وأفادت قناة «Directorate-4»، المختصة بمتابعة الصراعات الحربية في العالم، في تطبيق «تيليغرام»، بأن عدداً من الحافلات تقل عناصر قوات المشاة الكردية المدجّجين بالأسلحة الصغيرة توجهت من مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة إلى عفرين.
ووفقاً للقناة نفسها، بدأت قوات الدفاع الوطني الموالية للحكومة السورية مغادرة عفرين إلى حلب التي كانت وصلت منها إلى عفرين في شباط/ فبراير الماضي لدعم القوات الكردية.