تكريم الفنان التشكيليّ الياس زيات في «المركز الثقافي العربي»
تكريماً للفنان التشكيليّ الياس زيّات الذي تمتدّ مسيرته الاحترافية لستين سنة، أقام «المركز الثقافي العربي» في أبو رمّانة احتفالية تحت عنوان «الأيقونة».
احتفالية الفنان زيّات الذي لُقّب بـ«المعلّم» تضمّنت ندوة عن تجربة الفنان بأبعادها قدّمها الفنّانان التشكليليّان الدكتور عبد الكريم فرج ونشأت الزعبي والناقد التشكيليّ سعد القاسم، إضافةً إلى معرض جماعي شارك فيه سبعةٌ وأربعون فناناً وفنانة من مختلف الأجيال، قدّموا لوحاتهم كتحية إلى الفنّان المكرَّم، متناولين خلالها مواضيع عدّة حملت أساليبهم وبصماتهم الخاصة رغم نزوع البعض للتجريب والتجريد.
مديرة المركز الثقافي في أبو رمّانة رباب إسكندر أحمد قالت في تصريح صحافي إنّ زيّات معلّم كبير تتلمذ على يديه أساتذة مهمّون في الفنّ التشكيليّ وأجيال من الفنانين الشباب، فهو فنان كرّس حياته لفنّ الأيقونة السورية ليتحوّل إلى أيقونة حيّة في قلوب محبّيه. تكريم القامات الإبداعية مهمة وطنية تؤكّدها المشاركة الواسعة في هذا المعرض وبعضهم قدّم أكثر من عمل.
الفنان زيّات قال بدوره: «تجربتي جزء من إرث عريق لوطن قدّم عبر التاريخ الجمال والإبداع لأبنائه وللحضارة البشرية فكان جزاؤه النكران والخذلان. نأمل أن يواصل الفنانون الشباب البحث والتنقيب في رموز وهوية الحضارات السورية.
الناقد التشكيليّ سعد القاسم أوضح أنّ هذه الاحتفالية جاءت بمبادرة من المركز الثقافي في أبو رمانة لفنان يستحق التكريم حيث حصل على جائزة الدولة التقديرية عام 2013، وكرّمه «غاليري مصطفى علي» عام 2016، منوّهاً بمشاركة هذا العدد من الفنانين بمعرض اليوم دون تلكؤ في ترجمة لمسيرة زيّات وحضوره لدى أجيال من الفنانين التشكيليّين كفنان سوري بالمعنى الحقيقي والإبداعي حملت أعماله رموزاً من الفنون في سورية منذ عصور ما قبل التاريخ والأساطير والفنّ التدمري والأيقونة المسيحية والفنّ الإسلامي. وأكّد أنّ تكريم الفنانين خطوة أساسية لبناء ذاكرتنا الثقافية.
الفنان محي الدين الحمصي تحدث عن مشاركته بلوحة قياس 120 بـ90 مستخدماً ألوان الأكريليك على قماش قدّم عبرها منظراً للطبيعة باللون الأبيض كرمز للنقاء ضمن أسلوب تجريدي، مبديّاً سعادته للمشاركة في معرض يكرم أحد رواد الفن السوري وسط مجموعة تضم خليطا من الفنانين المخضرمين والشباب ما يعكس واقع الحركة التشكيليّة السورية التي لم تتوقف رغم ظروف الحرب الإرهابية القاسية.
الفنانة التشكيليّة صريحة شاهين قدّمت لوحة بعنوان «حكاية وطن» عن مجموعة من النسوة يجسدن التضحيات والقيم السامية لدى المرأة السورية التي تنقلها لأبنائها معتبرة أن مشاركة الفنان في هذا المعرض مصدر اعتزاز وواجب عليه.
سير ذاتية
الفنان الياس زيّات من مواليد دمشق عام 1935، درس الفنّ التشكيليّ في بلغاريا ومصر ورومانيا في مطلع ستينيات القرن الماضي وتخصّص في التصوير الزيتيّ وتعمّق في فنّ الأيقونة. كما عمل مدرّساً في كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق وشغل فيها مهام عدّة، وأقام العديد من المعارض الفردية، وشارك في معارض جماعية داخل سورية وخارجها وأعماله مقتناة ضمن مجموعات خاصة في سورية وفرنسا.