رئيس حكومة أرمينيا في بعبدا وعين التينة والسراي: تأسيس صندوق مشترك لتفعيل اللجنة الحكومية المشتركة
رحّب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بـ«تأسيس صندوق مشترك لبناني – أرميني لدعم المبادرات المشتركة بين البلدين، وتطوير نظام الطاقة الشمسية والطاقة المتجددة».
وأبلغ رئيس الجمهورية رئيس وزراء أرمينيا كارن كرابتيان خلال استقباله في قصر بعبدا مع الوفد المرافق، سروره «لتفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين وفق ما تمّ الاتفاق عليه خلال الزيارة الرسمية الى يريفان الشهر الماضي».
وجدّد رئيس الجمهورية تأكيد «استعداد لبنان للبحث في المسائل التي من شأنها الاستجابة لمصالح البلدين والشعبين الصديقين»، لافتاً الى أن «تبادل الخبرات بين أصحاب المهن الحرة والنقابيين والعاملين في القطاعات كافة، لا سيما القطاع المصرفي، يعزز التعاون ويرتقي به إلى المستوى الذي يطمح إليه المسؤولون في كل من لبنان وأرمينيا».
وحمّل الرئيس عون كرابتيان تحياته الى «الرئيس الأرميني المنتخب سيرج سركيسيان، وتمنياته بالتوفيق في مسؤولياته الرئاسية الجديدة»، مشدداً على «الدور الفاعل الذي يلعبه اللبنانيون الأرمن في الحياة الوطنية والسياسية اللبنانية».
وكان كرابتيان نقل الى الرئيس عون في مستهل اللقاء، «تحيات الرئيس الأرميني»، وأشار الى ان «اللجنة المشتركة العليا بين البلدين ستعاود اجتماعاتها قريباً بعد انقطاع دام سنوات». ولفت إلى أنه أتى إلى لبنان «على رأس وفد وزاري واقتصادي رفيع المستوى لوضع ما تمّ الاتفاق عليه بين البلدين موضع التنفيذ»، وشكر الرئيس عون لـ «تجاوبه مع الرغبة الأرمينية بتعزيز التعاون بين البلدين».
وزار رئيس وزراء أرمينيا رئيس مجلس النواب نبيه بري، في عين التينة ودار الحديث حول العلاقات الثنائية والتعاون البرلماني بين البلدين، وتطرّق إلى الاوضاع والتطورات في المنطقة.
وأجرى كرابتيان ورئيس الحكومة سعد الحريري، محادثات تناولت آخر التطورات في لبنان والمنطقة وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات.
بعد المحادثات عقد الرئيسان الحريري وكرابتيان مؤتمراً صحافياً مشتركاً لخصا فيه نتائج المحادثات، استهله رئيس الوزراء الأرميني بالقول: كان هناك اتفاق في الرأي بأن العلاقات بين بلدينا الصديقين تقوم على مستوى رفيع جداً في المجالات كافة، ونحن في الحقيقة بلدان صديقان وقريبان جداً من بعضنا البعض».
اضاف: «كما تطرقنا الى العلاقات الاقتصادية بين بلدينا والتي هي بعيدة عن مستوى العلاقات السياسية بيننا، ونحن لدينا قدرات كبيرة جداً لتطوير هذه العلاقات. كما عرضنا الإمكانيات التي يتمتع بها بلدانا، ونحن مهتمّون جداً بأن يأتي رجال الأعمال اللبنانيون الى ارمينيا. وفي هذا الإطار استعرضنا الامكانات والقدرات التي تمتلكها ارمينيا خصوصاً أنها عضو في الاتحاد الاقتصادي الاورو- آسيوي، وبذلك فهي تستفيد من نظام الأفضليات «جي وبي بلاس» في إطار علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن فرص الأعمال الأخرى الموجودة لدينا».
وتابع: «كما لدينا إمكانيات وأسواق كبيرة جداً وفيها مجالات عديدة وصناعات خفيفة وصناعة الذهب والعقاقير الطبية والسياحة وتكنولوجيا المعلومات والسياحة أيضاً، واتفقنا على أن نبحث في كيفية تأسيس صندوق مشترك أرميني لبناني كي يدعم المبادرات التي سيتم التوصل إليها. وقد انتهزت هذه الفرصة كي أدعو الرئيس الحريري لزيارة أرمينيا، كما اتفقنا على تفعيل عمل اللجنة الحكومية المشتركة والعمل على إعداد أجندة نستطيع مناقشتها في إطار اللجنة المشتركة قبل زيارة الرئيس الحريري».
وتحدّث الرئيس الحريري من ناحيته فقال: «لقد اتفقنا مع رئيس وزراء أرمينيا في محادثاتنا على ضرورة تعزيز العلاقات والتعاون بين الدولتين اللبنانية والأرمينية على المستويات كافة وفي مختلف المجالات، ومنها: التعاون في المجال المصرفي، حيث إن المصارف اللبنانية مشهورة عالمياً بعراقتها ومتانتها وتنافسيتها وقدرتها على تمويل مشاريع عامة وخاصة، وهو قطاع يشكل مفخرة لبنان، ومشهود له عالمياً. كذلك تحدثنا عن القطاع السياحي وإن شاء الله يكون هناك تعاون في ما بيننا».
أضاف: «كما أبدينا حرصنا على أن تجتمع اللجنة العليا بين البلدين في أقرب وقت، بالتأكيد بعد الانتخابات النيابية، وأكدنا أنه يجب علينا بلورة العلاقات التاريخية بيننا بشكل عملي».
وأعلن أن رئيس الوزراء الأرميني «سيعقد الكثير من الاجتماعات يلتقي خلالها مختلف القطاعات، خصوصاً القطاع الخاص، وذلك بهدف تشجيع الاستثمار الأرميني في لبنان واللبناني في أرمينيا. وهذا أمر نرى فيه مصلحة للبلدين. كذلك بالنسبة للصندوق الذي تحدث عنه الرئيس كرابتيان فهو قيد البحث ويشكل فكرة جديرة بالدرس، لأنها تشجع الاستثمارات وعلينا البدء بها بأسرع وقت ممكن».
وزار رئيس وزراء أرمينيا والوفد المرافق كاتدرائية مار غريغوريوس المنور في انطلياس، حيث التقى كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس آرام الاول وأعضاء لجنة البطريركية، وتناول البحث أوضاع الأرمن في أرمينيا والجاليات الأرمنية في لبنان ودول الانتشار. وزار كاربيتيان النصب التذكاري للشهداء الأرمن. ومساء أقام الحريري عشاء على شرف نظيره الأرميني.