ثرثرة رياضية حول الحكمة والنجمة
إبراهيم وزنه
كثيرة هي المتغيّرات التي طرأت على المشهد الرياضي العام في لبنان، خصوصاً في لعبتي كرة السلّة وكرة القدم، فماذا في جعبة الملاحظات حول ناديي الحكمة كرة سلّة والنجمة كرة قدم ؟
ـ منذ سنوات عدّة بدأنا نلحظ خفوت وهج «الديربي» بين فريقي الحكمة والرياضي بكرة السلّة وبشكل تدريجي، فرحيل الرئيس الاستثنائي للحكمة انطوان الشويري ومن ثمّ تنحّي رئيس الرياضي التاريخي هشام الجارودي عن موقعه كسر حدّة المواجهة والتربّص بين اللدودين، بالاضافة إلى أن التفاهم الحاصل بين مرجعيتي الناديين من الناحية السياسية أدّى إلى كثير من التقارب والتعاون.
أمس التقى الفريقان في ملعب غزير، فاز الأصفر على الأخضر بفارق 26 نقطة، الأمر طبيعي جدّاً! لا اعتراض ولا مشاكل ولا مَن يحزنون، حتى أن الجمهور الحكماوي تابع اللقاء القائم على أرضه عبر شاشة وضعت خارج الملعب، ورسالته في هذا الإطار موجّهة إلى اتحاد اللعبة ورئيسه بيار كاخيا، الذي وبحسب مسؤولين في النادي العريق يصرّ من حين إلى لآخر على محاربة النادي وعرقلة أي دعم متوقّع لسدّ العجز الذي يقارب المليوني دولار، فيما إدارة الحكمة تجتهد لقلب الطاولة على كاخيا المدعوم من حزب القوات اللبنانية في حين تسللت إلى النادي خيوط التيار «البرتقالية». وقد عمدت إدارة النادي المتعثّر مؤخراً إلى مصارحة الفعاليات بخطاب واضح مفاده، مَن يدعمنا في حلّ أزمتنا المادية فسنكون معه في الانتخابات النيابية، فمن يصدّق بأن الحكمة الذي كان المحسود الأول من الفرق الكروية والسلّوية على حدّ سواء، يعاني ويمد يده ويرفع صوته، فهل سينجح «التيار» في سحب البساط الأخضر من تحت أقدام «القوّات»، وعلى أرض الواقع، نخاف على الورقة الخضراء بأن تسقط في عز الربيعين المناخي والانتخابي؟
ـ لا أحد ينكر بأن جمهور النجمة هو عصب لعبة كرة القدم في لبنان، وهو جمهور لا تستفيد منه إدارته على الصعيد الانتخابي، جمهور يدفع من جيوبه للمواكبة حتى ولو اضطر البعض للاستدانة، جمهور مخلص يشكّل حالة استثنائية في ملاعب كرة القدم اللبنانية والعربية، فحبّ «النبيذي» كما نعلم بأنه متوارث أباً عن جد، الفرق تهابه والقيّمون على اللعبة في لبنان يحسبون له ألف حساب، فإذا قاطع اللعبة وغاب عن المواكبة تصفّر المدرجات، وإذا حضر وهدر تعود الروح إلى الملاعب. بعد هذا الانطباع الرائع حول فعالية جمهور «نادي الوطن»، أتوجّه إلى روابطه وكوادر مدرجاته آملاً منكم أن تدركوا أن كثيرين من محبي وجماهير النادي باتوا لا يصطحبون أولادهم إلى الملاعب نظراً للموشحّات البذيئة والشتائم الجارحة للسمع والقلب التي يصرّ بعض المتهوّرين وغير المنضبطين على إطلاقها «عالفاضي وعالمليان». بالأمس التقيت بصديقي النجماوي الذي كان يواكب الفريق في ملعب جمال عبد الناصر في البقاع وفي اللاذقية وصولاً إلى الأردن، سألته عن نبض النجمة في عروقه فقال «ما زال ينبض محبّة ودعاء، أما المواكبة فقد ألغيتها من قاموسي»، سألته لماذا؟ فأجابني «لا أحب أن أخدش مسامع أولادي وأحفادي بالسمفونيات الغريبة عن مدرجاتنا القديمة»، ولأن مثل هذا الحوار قد تكرر معي ومع الأصدقاء أكثر مرّة أردت اليوم أن أسلّط الضوء على تلك المسألة، علّ ندائي يصل إلى مسامع أهل القرار في المدرجات الهادرة بكل العبارات، الطيّبة والرائعة والبذيئة والنافرة!