سباق تسلح نووي مخيف… تأمّلات في الترسانات النووية

حلّ بنيامين نتنياهو ضيفاً على الرئيس دونالد ترامب ترامب مسترسلاً بإغداق الثناء لتطبيقه إعلان القدس عاصمة لـ»إسرائيل»، بينما تأهّب كبار المسؤولين في الإدارة للحضور والمبالغة بالولاء للكيان في المؤتمر السنوي للوبي «الإسرائيلي إيباك».

ترامب، من جانبه سعى لتفادي سهام الفضائح المصوّبة نحوه بالإعلان عن نيته رفع رسوم الاستيراد على سلعتي الألومنيوم والحديد الصلب في ظلّ معارضة قوية من أركان حزبه الجمهوري، وبإعلانه المفاجئ لدى إعداد هذا التقرير عن موافقته لعقد لقاء قمة مع رئيس جمهورية كوريا الشمالية، كيم جونغ أون.

إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن امتلاك بلاده أسلحة نووية إستراتيجية لا تستطيع التقنية الأميركية رصدها أو إسقاطها سيكون موضوع قسم التحليل «لفصل المزاعم عن الحقائق» للطرفين، وردود الولايات المتحدة بما تخبّئه ترسانتها النووية والمضادة للصواريخ الباليستية.

ميزانية الدفاع الأميركية

أشاد معهد هاريتاج بقرار الكونغرس لرفع سقف ميزانية وزارة الدفاع نظراً «لإقراره بتدنّي مستوى الجهوزية للقوات العسكرية»، مطالباً بالموافقة على «ميزانية سنوية متكاملة ترصد للبنتاغون وضرورة الإقلاع عن الآلية الراهنة» بصرف الميزانية بالتقسيط. وشدّد المعهد على أنّ جذر المسألة وحلها هو بيد الكونغرس بلفت نظره إلى «تدهور القوة العسكرية» تدريجياً كنتيجة مباشرة لآلية صرف الميزانية.

أسلحة روسية جديدة

استعرض مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن سلسلة أسلحة حديثة دخلت الترسانة الروسية مبرهناً على أنه تعبير عن «براعته في استثمار القومية الروسية والحساسيات الأميركية والأوروبية». واعتبر إعلانه عن «ثلاثة نظم للأسلحة النووية كمناورة لتعزيز مصداقيته في الانتخابات المقبلة، وتركيزه على ميزة أساسية بأنّ روسيا لا تزال قوة عالمية عظمى رائدة».

استراتيجية الفوضى

حافظ مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية على منسوب انتقاداته لصناع القرار الذين «لم يتوصلوا لانتهاج استراتيجية واضحة المعالم لأيّ من الحروب التي تخوضها واشنطن في الشرق الأوسط وجنوبي آسيا بل تفتقد أيضاً إلى استراتيجية فاعلة للتعامل مع أيّ من التحديات الإستراتيجية الأخرى في المنطقة». وشدّد المعهد على أنّ آلية اتخاذ القرار في واشنطن «مجزّأة يتمّ التوصل إليها قطعة تلو الأخرى». وأوضح أنّ المحصّلة العامة لذلك هو تسجيل «انتصارات تكتيكية تفتقد للبعد الإستراتيجي دون أن تترك تأثير على الإستقرار الإقليمي… وأضحت استراتيجية ما فوق الفوضى تتحكم بها التطوّرات الخارجية». واستطرد قائلاً إنّ السيرورة الراهنة «تركز على محاربة داعش وطالبان ولا تلقي أهمية لانتهاج استراتيجية واضحة المعالم باستطاعتها التعامل مع التحديات العسكرية الأخرى في المنطقة.. أو الأخذ بعين الاعتبار ضرورة بذل الجهود لتوفير الاستقرار السياسي والإزدهار الإقتصادي».

ترامب ونتنياهو

حث معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى الساسة والمعنيين «التغاضي عن صفقة القرن.. التي لا يمكن تحقيقها الآن»، مطالباً الرئيس ترامب ورئيس الوزراء نتنياهو بالتركيز على اتخاذ «تدابير لإنقاذ غزة في المرحلة الراهنة». وشدّد المعهد على أنّ ما ينتظر لقاء القمة بينهما «التركيز على ما نحن بحاجة إليه الآن»، لا سيما أنّ الهوة تزداد اتساعاً بين «رئيس السلطة محمود عباس ونتنياهو حتى قبل الإعلان عن القدس كعاصمة لإسرائيل».

ترويض مصر

استعرض معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى معارضة «بعض الجنرالات المصريين للتنسيق العسكري مع «إسرائيل».. وعدم الشعور بالارتياح من العلاقة المميّزة التي تربط بين إسرائيل والولايات المتحدة»، مطالباً بانتهاج تدابير «لتليين عقول الجنرالات المصريين»، أبرزها الإقلاع عن «العلاقة السرية للتعاون الأمني والعسكري بين الجيشين.. الأمر الذي يساعد على تحدي وجهات النظر المعادية لإسرائيل»، معرباً عن اعتقاده بعدم حلّ «مشكلة الإرهاب في سيناء في المستقبل القريب».

المغرب العربي

حذر المجلس الأميركي للسياسة الخارجية من تزايد منسوب قلق المسؤولين في المغرب من تعاظم دور تنظيم «الدولة الإسلامية» والتحديات الأمنية المرافقة له. وأوضح أنّ من بين أسباب القلق الرسمي ما ينتظر «الشمال الأفريقي من تحديات عقب انهيار التنظيم في العراق وسورية.. إضافة للقلق الدائم من توجهات صنّاع القرار في واشنطن والذين ينقصهم الإحساس المطلوب للمخاطر المحدقة في بيئة أمنية محفوفة بالمخاطر».

تركيا

حث معهد كاتو صنّاع القرار في واشنطن الإقلاع عن «التظاهر بأنّ تركيا حليف حيوي» للولايات المتحدة لما صدر عن الرئيس رجب طيب أردوغان وحكومته من «تهديدات للقوات العسكرية الأميركية لتعاونها مع الميليشيات الكردية.. والوعد الذي قطعه أردوغان بتوجيه صفعة العثماني» للحليف الأميركي. وشدّد المعهد على قابلية ترجمة التهديد التركي «الحقيقي لصراع مفتوح بين البلدين.. وتزايد حجم الخلافات بينهما بشكل يومي ومع كلّ عملية عسكرية». وطالب المعهد صنّاع القرار «التخلي عن التوقعات الخيالية والبناء على علاقة أشدّ واقعية مع أردوغان».

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون عن وثيقة جديدة، مطلع شهر شباط/ فبراير الماضي، كانت حصيلة جهود الأفرع والقيادات العسكرية المختلفة لتقييم «وضعية القوات النووية.. وتنشيط استرتيجية الردع الأميركية».

وجاء الردّ الروسي مطلع الشهر الحالي على لسان الرئيس بوتين معلناً تبادل سباق التسلح بدخول أسلحة جديدة إلى ترسانة روسيا العسكرية «تمّت تجربتها مؤخراً»، تتضمّن منظومات مقاتلات جوية متطورة، سوخوي – 57، وصواريخ باليستية «قادرة على إصابة أهداف بدقة أينما كان على سطح الكرة الأرضية».

التمعّن في وثيقة البنتاغون يشير إلى تمحورها حول مسألة جوهرية تسودها نظرة أحادية للعالم لا تشيع التفاؤل عمادها أنه يتعيّن على الولايات المتحدة توسيع نطاق اعتمادها على الأسلحة النووية لحماية أراضيها، وبأنّ «التهديدات» العالمية تقوّض هيبتها. الأعداء المحتملون للولايات المتحدة، حسبما جاء في الوثيقة، هم روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران، الذين يطوّرون قدراتهم النووية بشكل متعاظم وجاء «الإرهاب الدولي» لماماً ضمن التصنيف أعلاه.

وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس قدّم للوثيقة، «مراجعة الوضعية النووية»، والتي جرى إعدادها منذ الأيام الأولى لتسلّم الرئيس ترامب مهام منصبه، بخطاب سوداوي بالقول «.. يتعيّن علينا الإقرار بأنّ المناخات الدولية القائمة تجعل إحراز تقدّم متواصل في خفض الأسلحة النووية في المدى المنظور أمر صعب للغاية». مؤكداً أيضاً أنّ من شأن توصياتها».. توفير الضمان لاستخدام الأسلحة النووية ضمن المعدلات المطلوبة لدعم الردع النووي لعام 2030 وما بعد وبرامج التحديث تتضمّن استبدال الغواصات الحاملة للصواريخ الباليستية النووية، القاذفات الاستراتيجية، صواريخ كروز نووية تطلق من الجو، الصواريخ الباليستية العابرة للقارات».

وأردف بلهجة تحذيرية للكونغرس أولاً وللخصوم ثانياً أنه «.. من غير المعقول تأجيل أجراءات تحديث قواتنا النووية ان كان القصد الحفاظ على ردع نووي ذات مصداقية».

يُشار في هذا الصدد إلى شهادة قدّمها نائب وزير الدفاع للشؤون السياسية، جون روود، أمام لجنة القوات المسلحة نهاية العام الماضي في معرض ردّه حول فعالية السلاح الأميركي أقرّ فيها وسط ذهول أعضاء اللجنة بأنّ نظام الدفاع الصاروخي في نسخته الحالية غير قادر على مواجهة الأسلحة الاستراتيجية لروسيا والصين.

أما الرئيس الروسي بوتين، خلال إعلانه المذكور، أشار بهذا الخصوص قائلاً إنّ «نظام الدفاع الصاروخي الأميركي.. لم تتح له الفرصة لإبطال الترسانة النووية الاستراتيجية لروسيا أو الصين».

في المقابل، استرسل الرئيس الأميركي ترامب في الآونة الأخيرة بالإيحاء إلى احتمال استخدامه للسلاح النووي، على خلفية الأزمة الكورية، ولم يشأ الدخول في توضيح متى ستلجأ بلاده لاستخدامه الأمر الذي ضاعف من تردّي العلاقات الثنائية مع روسيا، أتبعتها واشنطن بمزيد من العقوبات طالت موفدي وسائل الإعلام الروسية في الولايات المتحدة.

بعيداً عن السردية الرسمية الأميركية، المعادية لروسيا بوضوح، أعرب بعض خبراء الأسلحة في الجانب الأميركي أنّ دافع الرئيس الروسي لتبني موقفاً عسكرياً جديداً جاء في سياق الردّ الروسي على «تغلغل الولايات المتحدة وتعديها على الحدود الروسية، وكذلك للردّ على نشرها نظام الدفاع الصاروخي عبر العالم» لحشر روسيا داخل أراضيها، على أقلّ تعديل.

تداعيات إعلان بوتين

خاطب الرئيس الروسي مؤتمر ميونيخ للأمن، 2007، محذراً الولايات المتحدة من التفرّد بالعالم «كقطب أحادي.. لا يقبل إلا أن يكون مركزاً مرجعياً ومحور القوة وصنع القرار». التطورات الدولية اللاحقة أفرزت أقطاباً عدة تتحدّى المركز الأميركي، ولا يزال الصراع على أشدّه بينها تارة بطابع اقتصادي/ تجاري وتارة أخرى بالقوة العسكرية لكن دون الصدام المباشر.

في الأول من آذار/ مارس الحالي، أعلن الرئيس الروسي خلال رسالته السنوية أمام الجمعية الفيدرالية عن «اعتماد القوات المسلحة أكثر من 300 نموذج جديد» من الأسلحة، من ضمنها 80 صاروخاً باليستياً جديداً و 102 صاروخ باليستي خاص بالغواصات و 3 غواصات استراتيجية. وتابع قائلاً إنّ بلاده تصنع «منظومات أسلحة استراتيجية تعجز منظومات الدفاع الجوي عن اعتراضها.. باستطاعتها إجراء مناورات مختلفة أثناء التحليق لا تستخدم مسار الصواريخ الباليستية في طريقها للهدف، ويمكنها تفادي منظومات الدفاع الجوي والصاروخي ومنظومات صواريخ استراتيجية تعمل بالطاقة النووية».

من بين أبرز ما أعلن عنه بوتين كرسالة «صادمة» للغرب إقراره بأنّ بلاده «طوّعت تقنية أسرع من الصوت، أسرع بمعدل 10 مرات، من شأنها إحالة نظام الدفاع الصاروخي الأميركي ولحلف الناتو إلى العدم.. وصنع مركبة مائية مسيّرة قادرة على الغوص إلى أعماق سحيقة، تفوق سرعتها سرعة الغواصات والطوربيدات الحديثة وجميع أنواع السفن، حتى أسرعها». هذا فضلاً عن تحقيق روسيا إنجازات مميّزة في تطوير أسلحة تعمل بأشعة الليزر «اعتمدت في الجيش الروسي منذ العام الماضي».

عقب الإعلان الروسي، عن الأسلحة وفشل جهود الغرب باحتواء روسيا، حذر بعض القادة العسكريين الأميركيين من نزعة استخفاف السياسيين وصنّاع القرار بما فاجأهم به الرئيس الروسي، خاصة في مجال الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وينبغي إخضاع الإعلان للتدقيق والتحليل والتعرّف على «الحقيقة من ادّعاءات الخيال » لا سيما ما أُعلن عنه من صواريخ فائقة السرعة والتي استطاعت روسيا «تطويع صاروخ اسكندر التكتيكي للمديات القصيرة إلى صاروخ أشدّ فعالية وقدرة تدميرية أعلى وأدق» باستطاعته توليد طاقة لدفع الرأس الحربي التحليق بسرعة تفوق سرعة الصوت خلال ثوان معدودة.

أما الصواريخ الباليستية العابرة للقارات الجديدة، التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، من طراز «سارمات»، باستطاعتها إيصال عدد كبير من الرؤوس الحربية النووية «وضرب أهداف من القطب الجنوبي لتصل إلى القطب الشمالي»، وفق إعلان بوتين.

نائب رئيس الوزراء الروسي، ديميتري روغوزين، أعرب عن شديد إعجابه بالصواريخ الباليستية أسرع من الصوت قائلاً «باستطاعتها تمزيق الدفاعات الجوية الأميركية إرباً فالدرع الدفاعي الأميركي لا يشكل تهديداً عسكرياً لنا، أبعد من الاستفزازات».

ردود الفعل الأميركية كانت سريعة لطمأنة المنظومة العسكرية والسياسية على السواء، أبرزها إعلان البنتاغون، 6 آذار الحالي، عن «نيّتها إنشاء قيادة عسكرية خاصة للقتال في الفضاء الخارجي.. وتوسيع مروحة القاعدة الصناعية» للردّ على جهود الصين وروسيا عسكرة الفضاء كما جاء في مذكرة قدّمتها للكونغرس مطلع الأسبوع.

كما أعلنت البنتاغون عن «رغبتها إجراء تجارب على أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت بحلول عام 2019»، بالإضافة للمشاريع المشتركة بين وزارة الدفاع ووكالة الفضاء ناسا وأسلحة الجو والقوات البرية والبحرية لتطوير أسلحة بتلك المواصفات.

وزارة الخارجية الأميركية عرّفت عرض الرئيس الروسي يرافقه مقاطع مصورة بالفيديو بأنه «غير مسؤول.. وتظهر هجوماً يستهدف الولايات المتحدة بالأسلحة النووية».

في مجال الأسلحة العاملة بأشعة الليزر، والتي تعتقد الولايات المتحدة أنّ روسيا والصين قطعتا أشواطاً بعيدة في هذا الصدد لتحييد وتدمير الأقمار الإصطناعية الأميركية، أوضح تقرير أعدته هيئة الأركان المشتركة في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي أنّ البلدين ستستطيعان تدمير الأقمار الأميركية «خلال عقد من الزمن».

يُشار في هذا الصدد إلى الجهود السابقة التي بدأها الإتحاد السوفياتي لصنع طائرة بمزايا خاصة تستخدم أشعة الليزر «قادرة على حرق الطائرات والأقمار الإصطناعية والصواريخ الباليستية في الجو والفضاء الخارجي يصل مداها من 30 -40 كلم». أوقف الرئيس الروسي بوريس يلتسين برنامج ألماز – بيرييف «بعد تفكك الاتحاد السوفياتي عام 1993، المعروف بمصطلح برييف إيه – 60، واستؤنف مرة أخرى عام 2003. وفي منتصف شهر أيلول/ سبتمبر الماضي أعلن المجمع العلمي التكنولوجي للطيران، على موقعه الإلكتروني، عن «استكمال التجارب لبناء المكونات الهندسية والبرنامجيات الخاصة بطائرة A-60SE».

الولايات المتحدة بدورها عكفت على صناعة طائرة بميزات مشابهة تستند إلى هيكل طائرة بوينغ، التي وبحسب ما نقلته وسائل الإعلام الأميركية، اجتازت الطائرة التجارب بنجاح في شباط/ فبراير 2010 وأصابت صاروخين باليستيين. لكن التجارب اللاحقة أصابها الفشل مما اضطر وزارة الدفاع إلى تعليق العمل بهذا النموذج عام 2012.

كما تمضي المؤسسة العسكرية الأميركية في تطوير تقنيات متقدّمة للتطبيقات العسكرية، منها صواريخ باليستية عابرة للقارات تسير بسرعة أكبر من سرعة الصوت، وتقنيات أشعة الليزر من شأنها تعطيل الصواريخ الباليستية وهي في مرحلة التحليق بسرعة فائقة.

وتمضي قدُماً أيضاً في تعزيز قدراتها على إنتاج كميات جديدة من البلوتونيوم لتعويض الترسانة النووية «القديمة» وتوليد الطاقة المطلوبة للجيل الجديد من الصواريخ الباليستية لاستخدامات متعدّدة بين سلاحي الجو والبحرية.

وثيقة البنتاغون تتضمّن أيضاً تحديث السلاح النووي المحمول جواً من طراز B-61/12، والتي من المقرّر أن تدخل الخدمة عام 2020، والقنابل النووية الاستراتيجية من طراز B-83 التي تتميّز بدقة أعلى وكذلك القاذفات الاستراتيجية. ومع حلول عام 2024، وفق الخطة المعدّة، سيتمّ استبدال كافة القنابل في الترسانة الأميركية. الجيل الجديد من الأسلحة سيستخدم بواسطة المقاتلات من طراز F-16 والأحدث F-35.

شدّد المسؤولون الأميركيون، ساسة وعسكريين، على أنّ الأسلحة الروسية التي أعلنها الرئيس بوتين لا تزال في مرحلة التجارب دون تحديد الفترة الزمنية لبدء الإنتاج الحربي. بيد أنّ ما شكله الإعلان من صدمة هزّت وجدان المؤسسة العسكرية الأميركية لا يمكن التغاضي عنها.

الثابت انّ العالم اليوم دخل مرحلة متطوّرة من سباق التسلح بالنووي، ومع مضيّ القوتين العظميين بتطوير المخزون وابتكار أسلحة جديدة، فالقلق متبادل بينهما. وقد حذر محرّر اسبوعية «الدفاع القومي» الروسية، ايغور كوروتشينكو، مؤخراً من استكمال الولايات المتحدة تجاربها على السلاح النووي B-61/12 مما يؤشر على أنها تحث الخطى في برنامج إعادة التسلح في ظلّ فهم مشترك بين واشنطن وبروكسيل، مقرّ حلف الناتو، بأنّ الطرفين يضعان نصب أعينهما «إمكانية شنّ حرب نووية محدودة في أوروبا.. وأنجزت قوات الحلف تدريبات في بحر البلطيق بشنّ غارات نووية وهمية على روسيا».

تحسين فاعلية ودرجة تأهّب الصواريخ النووية المنتشرة في أوروبا، وما ينطوي عليها من تدريب القوات العسكرية على خوض حرب باستخدام السلاح النووي، جاء مفصلاً في بند تنشيط استراتيجية الردع الأميركية من وثيقة البنتاغون قيد البحث.

ما يشهده العالم اليوم من تصريحات عدوانية من الطرفين، واشنطن وموسكو، هو تعبير عن حالة الجمود بينهما، وإدراكهما لما ينطوي عليه أيّ صدام في المستقبل باستخدام السلاح النووي من دمار هائل للبلدين وللعالم أجمع كما وشهد العالم خطابات نارية متبادلة في محطات متعدّدة من فترة الحرب الباردة.

في هذا الصدد، أوجزت شهرية «فورين أفيرز» الرصينة، 4 شباط الماضي، المخاوف الداخلية من تصعيد الإدارة الأميركية حسبما جاء في وثيقة البنتاغون بالقول «بدل أن تعمل واشنطن على تقليص الإعتماد على الأسلحة النووية، فإنّ المراجعة الشاملة للسياسة النووية تسرّع السباق نحو التسلح النووي».

نشرة دورية تصدر عن وحدة «رصد النخب الفكرية»

في مركز الدراسات الأميركية والعربية

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى