عريقات: اجتماع البيت الأبيض بشأن غزة «للتباكي»
هاجم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أمس، اجتماع البيت الأبيض الذي عقد أول أمس، لبحث الأزمة الإنسانية في غزة.
واعتبر صائب عريقات أن الاجتماع استهدف تدمير المشروع الوطني الفلسطيني. وقال في تصريح لإذاعة «صوت فلسطين» الرسمية، إن اجتماع البيت الأبيض استهدف الحديث عن دولة فلسطينية في غزة وتدمير المشروع الوطني الفلسطيني.
وأضاف أن المؤتمر سعى إلى تمكين الكيان الصهيوني من التنصل من مسؤولياتها في قطاع غزة عبر نقل تلك المسؤوليات إلى جهات أخرى، مؤكداً أن ذلك أمر في غاية الخطورة.
وانتقد أمين سر اللجنة التنفيذية «التباكي» الأميركي على سوء الأوضاع في غزة خلال الاجتماع، في الوقت الذي أقدمت فيه الإدارة الأميركية على تقليص مساعداتها للفلسطينيين ولوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا».
وبين أن واشنطن طلبت من جميع الدول التي شاركت في الاجتماع العمل على مساعدة الكيان الصهيوني بالإفراج عن جنودها المحتجزين، باعتبار ذلك القضية الرئيسية إلى جانب «التباكي» على الكهرباء والمياه من دون أي ذكر للقضية السياسية أو الاستيطان والاحتلال الصهيوني ومحاولات فرض الأمر الواقع.
وأشار المسؤول الفلسطيني إلى أن الإدارة الأميركية الحالية هي التي قطعت المساعدات عن الفلسطينيين وتحاول تجفيف أي مساعدات تقدم للـ «أونروا» وتتجاهل أن وضع غزة ناتج عما يقوم به الكيان الصهيوني وحصارها براً وبحراً وجواً ضد القطاع.
وحذر عريقات من استمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي كلما سنحت الفرصة لدخول لاعبين إقليميين كثيرين يبحثون عن مصالحهم بهدف تدمير المشروع الوطني الفلسطيني وفرصة إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
واستضاف البيت الأبيض، الثلاثاء، اجتماعاً ضم 19 دولة بينها عدد من الدول العربية بزعم بحث الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وسط مقاطعة من السلطة الفلسطينية.
وشمل الحضور ممثلين من مصر والأردن والسعودية وقطر والبحرين وعمان والإمارات إلى جانب الكيان الصهيوني ودول أوروبيةعدة، بحسب مصادر دبلوماسية.
ويفرض العدو الصهيوني حصاراً مشدداً على قطاع غزة منذ منتصف العام 2007، ودفع الحصار إلى معدلات قياسية من الفقر والبطالة في صفوف سكان قطاع غزة زهاء مليوني نسمة ونقص شديد في الخدمات الأساسية خاصة الكهرباء ومياه الشرب وضعف في البني التحتية.
وفي السياق، يرى محللون فلسطينيون أن الاجتماع الدولي – العربي الذي عُقد في واشنطن، يهدف لإسقاط أو إخضاع المقاومة الفلسطينية عبر بوابة العمل الإغاثي والإنساني.
ويعتقد هؤلاء أن الاجتماع يحمل مضامين سياسية وأن تكلّم أصحابه أنه بخلاف ذلك، وقد يأتي ضمن سياق «صفقة القرن» الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية.
ويعتبر المحلل السياسي هاني المصري الاجتماع من أخطر الاجتماعات لعدم حضور طرف فلسطيني، وفي ظل تجاوب عربي ودولي، محذرًا في الوقت نفسه من الانخداع بالمشاريع التي يطرحها.
ويرى المصري في حديث لوكالة «صفا» أنهم «لا يريدون إنقاذ غزة .فالمتسبب بالحصار معروف الاحتلال ، وبالتالي تجاهل السبب وتصّوير المسألة كأنها مسألة إنسانية يدل على أن الإدارة الأميركية ماضية بقراراتها».